على رأسهم روسيا وإيران..

الكونجرس يعاقب داعمي الأسد.. لماذا الآن؟

كتب: أيمن الأمين

فى: العرب والعالم

13:23 16 نوفمبر 2016

 

بعد أيام من فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وقبيل 10 أسابيع من نهاية ولاية إدارة باراك أوباما، صوّت مجلس النواب الأمريكي، بالأغلبية المطلقة، على قانون "حماية المدنيين"، المعروف اختصارًا بـ "سيزر"، والذي ينص على معاقبة كل من يدعم النظام السوري، بمن في ذلك روسيا وإيران وحزب الله وبعض الجماعات المسلحة.

 

إجراءان بشأن إيران وداعمي النظام السوري بمثابة  لغز جديد، بشأن التوقيت، ربما يحمل معهما المزيد من التوتر في الأيام المقبلة، خاصة مع الدب الروسي المصر على استمرار القتال في سوريا، في حين رآه آخرون أنه تثبيت لسياسة أمريكا في الشرق الأوسط.

 

فبالرغم من أن أغلبية الكونجرس من الجمهوريين الداعمين للرئيس الجديد دونالد ترامب، الداعم ولو بالتصريحات لنظام الأسد، إلا أن القرار والذي سيعمل على "وقف المذبحة التي يتعرض لها الشعب السوري"، وصف بأنه استباقة لفرض السياسة الأمريكية الجديدة والتي ستسير عليها الإدارة الجديدة.

ترامب وأوباما

 

فالقانون أمهل الرئيس الأمريكي 90 يوماً ليقترح آلية منطقة حظر جوي في سوريا، وفي حال تجاوز المدة ستقوم لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بتقديم المقترح للرئيس.

على صعيد متصل صوّت مجلس النواب الأمريكي بأغلبية مطلقة لصالح تمديد العمل بقانون العقوبات ضد إيران لمدة 10 سنوات، والذي تنتهي صلاحيته في نهاية ديسمبر المقبل.

 

ويفرض القانون عقوبات على إيران في مجالات التجارة، والطاقة، والدفاع، والقطاع المصرفي؛ بسبب برنامجها النووي، وتجارب الصواريخ الباليستية.

 

ويتمتع الجمهوريون بأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، وستنتهي ولاية الكونجرس الحالي نهاية العام الجاري، على أن يبدأ ولاية جديدة في الثالث من يناير المقبل.

 

وسبق أن عملت إدارة أوباما، من وراء الكواليس، على منع التصويت في مجلس النواب على قانون "سيزر" لحماية المدنيين، بحسب ما كشفت صحيفة واشنطن بوست في سبتمبر الماضي.

 

وخشي البيت الأبيض آنذاك من أن يؤثر إقرار القانون "سلباً" في اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي توصل إليه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، في ذات الفترة، والذي انهار بعد أيام قليلة بسبب الغارات الروسية على المدنيين في حلب.


جانب من القتال في سوريا

 

الدكتور مصطفى السعداوي أستاذ القانون الجنائي قال: إن القانون الأمريكي والمعروف باسم "سيزار" الجديد والذي أقره الكونجرس بالأمس، بمعاقبة الدول الداعمة لبشار الأسد، ليس بالجديد، فقد أقر منذ أبريل الماضي، مضيفا أنه قانون اقتصادي بنكهة سياسية.

 

وأوضح الخبير القانوني لـ"مصر العربية" أن منطقة الشرق الأوسط في ظل السياسة الأمريكية الجديدة ووجود ترامب على رأسها، ربما تدفع المنطقة لمزيد من الأزمات، فالرئيس الأمريكي الجديد أظهر ملامح سياسته قبيل ترشحه، وكذلك عداءه الشديد للاجئين العرب ومنعهم من دخول أمريكا.

 

وتابع: "على المحور الآخر، هناك تأزم في العلاقات بين الولايات المتحدة والمكسيك، هذا إلى جانب تأزم آخر بين دول الخليج الداعمة لسياسة هيلاري كلينتون، ضد ترامب، والولايات المتحدة، وبالتالي فإدارة ترامب ستعود لنقطة الخلاف من جديد بين أمريكا والخليج، "هناك عداء قادم بين العرب وترامب".

بدوره رأى المحلل السياسي السوري أحمد المسالمة، أن قوى الثورة السورية مستمرة حتى النهاية، مضيفا أن تصويت الكونجرس بشأن حماية المدنيين السوريين جاء لاستباق قرارات الإدارة الأمريكية الجديدة.

 

وأوضح السياسي السوري لـ"مصر العربية" أن العقوبات مفروضة سابقا على إيران وروسيا، ومع ذلك يدعمان الأسد، وأيضا في ظل العقوبات الجديدة المتوقع فرضها لاحقا سيبقيان يدعمان الأسد، إيران لمصالحها، وروسيا محتل.

 

وتابع: "روسيا تنظر إلى سوريا نظرة استعمار جديد والبوارج التي زجتها بالمعارك والتهديدات الأخيرة لحمص وإدلب على غرار حلب تؤكد أن العقوبات لا تؤثر على دعمها لنظام الأسد.

 

أما إيران، فتجد لسوريا امتداد شيعي  مع العراق وصولا لطهران يقربها من المتوسط ويجعلها ضاغطة بالمنطقة، الكلام لا يزال على لسان المسالمة، والذي أكد أنه تحت كل تلك العقوبات ستستمر طهران بالدعم بكل شيء للأسد ونظامه.

 

يذكر أن المشرعون في الكونجرس الأميركي قالوا، إنهم  يريدون بقاء التشريع ساريا لتوجيه رسالة قوية لإيران بأن الولايات المتحدة سترد على أي استفزازات إيرانية ولمنح أي رئيس أميركي القدرة على إعادة فرض العقوبات بسرعة إذا انتهكت طهران الاتفاق النووي، من جانب، أو تمادت في دعم الأسد من الجانب الآخر.

 

اعلان