غزل ترامب والأسد .. هل يجمعهما داعش؟
بثقة كبيرة أعلن الرئيس السوري بشارالأسد أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيكون "حليفًا طبيعيًا" لدمشق إذا حاربت إدارته الإرهاب.
مهد لثقة الأسد تصريحات كثيرة من ترامب حين كان مرشحا رئاسيا بأن المشكلة في سوريا ليست الأسد - الذي طالما وقفت إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما ضده- ولكن المشكلة في داعش.
الأسد أكد في حديثه للتلفزيون البرتغالي أول من أمس أنه سيعمل مع ترامب مكملا:" أقول أن هذا وعد، لكن هل يستطيع تحقيق ذلك؟ هل يستطيع أن يمضي في ذلك الاتجاه؟ ماذا عن القوى المهيمنة داخل الإدارة، ماذا عن وسائل الإعلام الرئيسية التي كانت ضده؟ كيف سيستطيع التعامل معها؟".
أولويات ترامب
دونلاد ترامب أعطى أولوية منذ أن كان مرشحا رئاسيا للقضاء على تنظيم داعش معلنا في 7 سبتمبر الماضي أنه في أول يوم لرئاسته سيطلب من ضباطه الكبار أن يقدموا إلى المكتب البيضاوي خلال 30 يوما "خطة لنصر كامل وسريع على داعش".
المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية أبدى ودا تجاه روسيا الغريم التقليدي لأمريكا والحليف الرئيسي لبشار الأسد التي أنقذته من السقوط بتدخلها عسكريا في سوريا أكتوبر 2015 بل أنه دعا إلى تعاون بلاده مع روسيا للقضاء على "داعش، وأعلن أنه سيقيم علاقات جيدة مع نظيره فلاديمير بوتين.
ما أعطى انطباعا بأن نهج ترامب ربما يكون مختلفا اتهامه لباراك أوباما "بتأسيس" بتنظيم داعش وأن هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديموقراطي "شريكة في تأسيس" هذه الجماعة الإرهابية أيضاً.
واتهم الملياردير أوباما بأنه زرع "الفوضى" في الشرق الأوسط، ثم قال إن تنظيم داعش "يكرم الرئيس أوباما".
الخوف من روسيا
لم يكن حديث ترامب مجرد تصريحات انتخابية ففي أول مقابلة بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة مع صحيفة وول ستريت جورنال حذر الرئيس الأميركي الجديد من أن استهداف بلاده النظام السوري أو دعمها المعارضة السورية المسلحة قد ينتهي بمواجهة روسيا.
وذكر ترامب أن بلاده ستجد نفسها في مواجهة مع سوريا وروسيا إن هي ضربت نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تدعمه موسكو عسكريا، مضيفا أنه يجب التركيز أكثر من قبل على قتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بدلا من التركيز على إزاحة الأسد من السلطة.
شماعة للتنسيق
زكريا عبدالرحمن الخبير السياسي السوري رأى أن أمريكا غيرت وجه بوجه حتى تستطيع إعلان الخطة التي كان ينفذها أوباما ووزير خارجيته جون كيري دون أن تظهر مناقضة لمبادئها.
الخطة كما يرويها عبدالرحمن لـ"مصر العربية" هي التعاون بين أمريكا وروسيا بحجة مواجهة تنظيم داعش وبالتالي استمرار نظام الأسد في سوريا الذي لو أرادت الولايات المتحدة الإطاحة به لفعلت منذ أمد بعيد، بحد تعبيره.
ترامب من وجهة نظر الخبير السيسي لن يضيف تغييرا على السياسة الأمريكية ولكن سيظهر الخفي للعلن، والشماعة ستكون الحرب على داعش.
تركيا وروسيا
ودلل على حديثه باستخدام تركيا وروسيا نفس شماعة الحرب على داعش للتنسيق فيما بينهم وطي الخلافات ولدخول القوات التركية لسوريا.
وتابع:" كلها ادعاءات كاذبة والنتيجة تكون بقتل المدنيين وتدمير البلد وتهجير أهلها".
ميسرة بكور رئيس مركز الجمهورية للدراسات السياسية السوري قال إذا كن بشار الأسد يحارب الإرهاب فمن هو الإرهابي بعد ما فعل في سوريا وهلها، بحسب تعبيره.
توسل لأمريكا
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن بشار الأسد ونظامه المتوحش ما زالوا يتوسلون لأمريكا كي تعطيهم أي دور أو مشهد حتى لو كان دور كومبارس في ما يسمونه الحرب على الإرهاب، ولا تزال إدارة الرئيس المنتهية ولايته ـوباما ترفض الموضوع.
بكور ذكر أن بشار الأسد وجد في ترامب صاحب الخطاب العنصري المتطرف الذي يتقاطع في منطقة ما مع طروحات نظام دمشق ماكان يفتقده عند الإدارة المنتهية ولايتها.
وواصل:" أعتقد أن محاولات بشار الأسد العبثية وحليفه الروسي بوتين الذي يتطلع لشراكة مستقبلية مع ساكن البيت الابيض الجديد لن تنتهي".
استطرد:" عنوان محاربة الإرهاب هو العنوان الرئيسي لنظام بشار الاسد في تبرير ذبح الشعب وهو المبرر الذي تقدمه موسكو للعالم لحضورها العسكري الدموي في سوريا وبما أن ترامب صرح أكثر من مرة انه مهتم بالتعاون مع موسكو حليفة الاسد في موضوع محاربة الإرهاب وأنها تبلي بلاءً حسناً في هذا المقام يحاول التقريب بهذا المدخل بين أمريكا وروسيا من حيث الخطاب والشخصية".
محاولات الأسد
واعتبر رئيس مركز الجمهورية أن الأسد يحاول للمرة الألف أن يدخل من هذه الثغرة متكئاً على دعم قوي من موسكور وتصريحات ترامب بأن أولويته هي القضاء على تنظيم داعش وإعادة النظر في دعم ما قال عنها معارضة سورية.
ومع هذا شدد بكور على أن ترامب رغم تصريحاته هذه فلم يقل إنه سيمد يده لنظام الأسد ويتحالف معه بل قال عن الأسد إنه شخص سيء لكنه يحارب الإرهاب، بجانب أن إيران حليفة الأسد الرئيسية يبغضها ترامب وسيكون للبنتاجون رأي آخر.
وأكمل:" صقور الجمهوريين المتعصبين ربما يكون منهم وزير الخارجية والدفاع الذين يعودون لحقبة احتلال العراق وقانون معاقبة سوريا".
واستبعد بكور أن يعطي ترامب الأسد الدور الذي يلح من أجل الحصول عليه.