في حوار بالفيديو لـ"مصر العربية"
مدير الإحصاء اليمني: 375 قصفا وتفجيرا استهدف مواقع أثرية ودينية
قال محمد علي ثامر مدير عام مركز الإحصاء في وزارة الثقافة اليمنية إن " 375" عملية قصف وتفجير استهدفت مواقع تاريخية ومعالم أثرية ودينية في اليمن خلال العامين الماضيين من جميع أطراف النزاع التحالف العربي بقيادة السعودية وجماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس هادي والمقاومة الشعبية وتنظيمي القاعدة وداعش.
وأوضح " ثامر " في مقابلة خاصة لـ " مصر العربية " أنَّ الحديث عن خسائر الثقافة اليمنية سيكون له شجون فالثقافة كانت من أوائل المستهدفين من أطرف الصراع، فدمر تنظيما داعش والقاعدة " 47" موقعا أثريا تدميرا كليا في جنوب اليمن فضلاً عن قصف 11 مدينة أثرية تعرض بضربات مباشرة من الطيران.
نص المقابلة
بداية حدثنا ماذا خسرت الثقافة اليمنية خلال الحرب المستمرة منذُ قرابة الـعامين؟
الحديث سيكون له شجون فالثقافة هي كانت من أوائل المستهدفين من أطرف الصراع أو القصف من التحالف العربي بقيادة السعودية للمواقع الاثرَّية والممتلكات الثقافية التي تعرضت لأكثر من (375) عملية قصف سواء باستهداف الطيران أو ضغط الانفجار.
أما عدد المواقع الأثرَية التي استهدفت استهداف مباشر من قبل الطيران السعودي فهي "112"، وهناك "11" مدينة أثرية تضررت جراء القصف من الطيران أو من ضغط الانفجار كمدينة شبام حضرموت التي تعرضت لتفجيرات من قبل تنظيم القاعدة.
ومن ضمن المُدنّ المسجل تعرضها للضرر لدى اليونسكو صنعاء – شبام – زبيد وفي قائمة الانتطار" 8 " بينها ثلا- صعدة القديمة – تعز القديمة – كريتر – عدن القديمة.
كم عدد المواقع الأثرية التي دمرها تنظيم القاعدة؟
عدد المواقع التي تم تدميرها من قبل تنظيمي القاعدة وداعش "47 " وتلك المواقع في المناطق المفترض أنها محررة وهي بالأصح ليست محررة وأنا هنا لا أدافع عن أي فصيل سياسي ولكن ما نشاهده استهداف المواقع الأثرّية يجري في بعض أجزاء مدينة تعز التي يقولون أنها محررة.
واستهدفت في المدينة القباب كـقبة عبدالهادي السويد التي تقع في منطقة صينة في مديرية المظر في تعز والذي كان سمي بالإمام العارف بالله أما عن المعالم الدينية فقد تم استهداف "21" معلما من قبل أطراف الصراع القائم منها منارات الأشرفية في تعز ودكة المعلا في عدن وقلعة صيرة التي استهدفت بالضرب المدفعي والطيران .
لماذا لم تقدم وزارة الثقافة أي دور لمعالجة آثار الحرب مثل إقامة مهرجانات شعبى وموسيقية للتخفيف من المعاناة في البلد؟
وزارة الثقافة تواجه العديد من الصعوبات والعراقيل والمعضلة الكبرى عدم فهم دور الثقافة وكان من المفترض أنَ تعمل في سبيل الدعم النفسي للمواطنين والترفية الاجتماعي حتى إزالة آثار الحرب ولكن أصبحت وزارة الثقافة محلك سر لا تسطيع أن تقدم شيئا، صحيح أن الوزارة فعلت بعض الأشياء ولكنها بسيطة لاتذكر.
رحيل الفنانين اليمنيين عن بلدهم تزايد هل هو بسبب الحرب أم أسباب أخرى؟
الحرب هي المعضلة الوحيدة أولًا وثانيًا الوضع الاقتصادي المتدهور للبلاد هو سبّب في هجرة الفنانين، واليمن يعاني من هجرة العقول في جميع مجالاتها وكالعادة اليمنيون يتطورون ويشتهرون في خارج البلد أكثر من الداخل بسبب مشاكل عدة.
وأنا لا ألوم من يلوم الوزارة أو ماشابه ذلك لأنها لم تقدم شيئا حيال الفنانين، وتوجد مشكلة أخرى وهي انتعهاك حقوق النشر فالفنان الآن يغني الأغنية فترة بسيطة وتنتشر على الإنترنت بخلاف الماضي الذي كان يمثل فيه الكاست دخلا كبيرا للفنان ولكن الآن أصبحت الحفلات والأفراح هي الدخل الوحيد للفنانين اليمنيين.
لماذا الوزارة لم تقد لهم شيئا؟
هناك سببان الأول أن الثقافة ليست عقيدة ولو نظرنا إلى الموازنة العامة للوزارة أو الهيئات التابعة لها نجد أنها تصل إلى نصف الواحد في المائة من الموزانة العامة للدولة بعكس الدول المجاورة لنا مثل تونس للثقافة واحد في المائة من الدخل القومي للبلد.
هذا رغم وجود مواقع أثرية في اليمن كثيرة مهمة وقد أعددنا" أطلس الأثري " وهي مبادرة حماسية أنا وثلاثة موظفين وأنجزنا الكتاب وقبل الإعلان عنه واجهتنا الوزارة برفض طباعته وكان عدد أوراقه ألف ورقة هذا في عام 2014 ولا أعلم لماذا رفضته الوازرة رفضت، و وأيضًا تم إعداد كتالوج للمواقع الأثرية وتعاملنا معه بشفافية بدون الانتماء لأي طرف من أطراف الصراع لأن هذه الاثار لايمتلكها سوى الأجيال القادمة .
اليمن أكثر ما يعانيه ليس في الاقتصاد ولا في السياسية ولكن إدارة البلاد، فلو قيمناها سنجدها صفرا.
هل هناك من المثقفين أو فنانين من شارك في الحرب الدائرة بين الأطراف اليمنية المتصارعة؟
نعم بعضهم شارك في الحرب في ما يسمى الصراع الإعلامي والتصريحات الإعلامية بكثرة وكل طرف يحلّل للطرف الذي ينتمي إليه باستماته ولو أن الفنان أو الشاعر أو الأديب أو المثقف لديه رسالة إنسانية قبل أن تكون رسالة شهرة عندما يمتلك الإنسان موهبة يفترض أن يجعلها في خير الوطن لكن نتفاجأ في القنوات إن كل شخص يدلي بدلوه تجاه من ينمتي.
بالعودة لأزمة" 2011" التي لا أعتبرها ثورة بل أزمة فما حصل حينها تعيين مدير عام المسرح بمؤهل دبلوم معلميين وهناك من الفنانين من الكوادر في داخل البلاد من يضحي بحياته ولم يجد تكريمًا بسيطًا من قبل وزارة الثقافة وهما ربما مؤهلين أكثر من هذا الشخص .
بعد انقطاع الرواتب عن كل المرافق الحكومية ومؤسسات الدولة كيف تعمل الوزارة بدون نفقات تشغيلية ورواتب للموظفين؟ ومن هو السبب في أزمة الموظفين؟
ليس كيف ستعمل الوزارة بل كيف ستعمل الدولة حيث أصبحت مشلولة سواءً في الشمال أو في الجنوب بالتالي وزارة الثقافة مثلها مثل أي وزارة مشلولة فالراتب هو الأساس للموظف بعيدًا عن الحوافز الذي توقفت منذُ أكثر من سنة وعدد موظفي الوزارة يقارب 620 موظفا والمتواجدين حاليًا 10 موظفين فقط وايضًا الوزارة لم تسطع أن تلزم أحدا بالدوام.