قوات عراقية تنسحب من مستشفى بالموصل بعد معركة شرسة

كتب: وكالات

فى: العرب والعالم

23:43 08 ديسمبر 2016

انسحب جنود عراقيون كانوا قد سيطروا لفترة وجيزة على مستشفى في الموصل يعتقد أن تنظيم داعش يستخدمه قاعدة له وذلك بعد هجوم مضاد شرس لكنهم تمكنوا من إقامة قاعدة للدبابات بالقرب من الموقع بعد أيام من معارك الكر والفر.
 

ومثل التقدم السريع يوم الثلاثاء في حي الوحدة حيث يوجد المستشفى تغيرا في الأسلوب بعد شهر من المعارك المستعرة في شرق الموصل والتي سعى خلالها الجيش للسيطرة على الأحياء وتطهيرها بشكل تدريجي.
 

وتعكس شراسة القتال أهمية توغل الجيش من جنوب شرق الموصل صوب وسط المدينة فيما كان أعمق تقدم له في الهجوم الذي بدأ قبل نحو سبعة أسابيع.
 

وقال بيان للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم القوات العراقية إن الجنود العراقيين سيطروا يوم الثلاثاء على مستشفى السلام على بعد أقل من 1.5 كيلومتر من نهر دجلة الذي يجري عبر وسط الموصل لكنهم انسحبوا في اليوم التالي بعد استهدافهم بهجمات انتحارية بست سيارات ملغومة و"نيران كثيفة من العدو".
 

وأضاف أن طائرات التحالف ضربت بطلب من العراق مبنى داخل مجمع المستشفى كان المتشددون يطلقون منه نيران البنادق الرشاشة وقذائف صاروخية.
 

والجنود جزء من تحالف مؤلف من مئة ألف من القوات العراقية بما في ذلك الجيش والشرطة الاتحادية ومقاتلو البشمركة الأكراد وفصائل الحشد الشعبي المؤلفة بشكل أساسي من الشيعة. ويحارب هذا التحالف بدعم أمريكي لسحق تنظيم داعش في الموصل.
 

وفي جزء آخر من الموصل سيطرت عليه بالفعل القوات الحكومية أطلقت الشرطة أعيرة نارية في الهواء وهددت بالعصي حشودا من الناس بعدما تدافع سكان على أول مساعدات من وكالات الأمم المتحدة داخل المدينة.
 

وتهدف عملية التوزيع للوصول إلى 45 ألف شخص إجمالا في عدة مواقع. ومع انتشار الأنباء عن وصول المساعدات تدفق سكان حي الزهور على مدرسة ابتدائية للبنين اختيرت كمركز للتوزيع.
 

وتغلب المئات على بضعة رجال حاولوا إغلاق البوابة فاقتحموها وبدأوا في تسلق الأسوار والتقدم عبر المدخل إلى أن تمكنت الشرطة من استعادة السيطرة بإطلاق أعيرة نارية في الهواء بينما كان أفرادها يحملون عصيا طويلة.


وجاء سعد صالح (56 عاما) على كرسي كهربائي يدفعه جار له إذ لا توجد كهرباء بالموصل لشحنه. وقال "نحن بحاجة إلى كل شيء."
 

أبواب الجحيم

وهزيمة المتشددين في معقلهم بالعراق ستمثل خطوة كبيرة على طريق هدم دولة الخلافة التي أعلنوها في مناطق من سوريا والعراق عندما سيطروا على الموصل في منتصف 2014.
 

لكن مع توفر عامين أمامهم لترتيب دفاعهم في أكبر مدينة بشمال العراق فقد أقام المتشددون المتقهقرون خطوطا دفاعية فتاكة تشمل نشر مئات من السيارات الملغومة وإطلاق قذائف المورتر واستخدام القناصة ضد الجنود المتقدمين كما يستغلون شبكة أنفاق لنصب كمائن في مناطق سكنية.
 

تُرك الجنود من الفرقة التاسعة المدرعة دون غطاء يوم الثلاثاء بعد اقتحامهم حي الوحدة.
 

وقال ضابط أُطلع على العملية لرويترز عبر الهاتف "عندما دخلنا الوحدة في بادئ الأمر لم تبد داعش مقاومة تذكر واعتقدنا أنهم هربوا. لكن بمجرد أن سيطرنا على المستشفى فتحت أبواب الجحيم على مصراعيها."
 

وتابع الضابط الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه ليس مفوضا للحديث مع الإعلام "بدأوا يظهرون وهاجموا من كل ركن وكل شارع وكل منزل قرب المستشفى". وذكر أن المتشددين ربما استخدموا أيضا شبكة أنفاق تصل إلى مجمع المستشفى ذاته.
 

وقال ممرض بالمستشفى إنه عندما اقتربت قوات الجيش يوم الثلاثاء نقل حراس من داعش المتشددين الذين كانوا يعالجون هناك ومن بينهم قادة ميدانيون. واحتمى الموظفون والمرضى المدنيون بالقبو مع نشوب القتال حول المستشفى بعد نحو ساعة من ذلك.
 

وقال ساكن يعيش على بعد 300 متر فقط وهو من قدامى المحاربين الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات التي استمرت ثماني سنوات إنه لم يشاهد قط مثل هذا القتال الشرس.
 

وأضاف لرويترز عبر الهاتف "كان قتالا عنيفا للغاية- استخدموا كل أنواع الأسلحة.. هذه ليست حربا تقليدية. توجد متفجرات ومهاجمون انتحاريون وقذائف المورتر وطائرات .. كل شيء."
 

وقال أحد السكان إنه بعد ثلاثة أيام من القتال تمكنت الدبابات والمدرعات العراقية من التجمع في موقع بحي الوحدة.
 

كانوا كالأشباح

وذكر بيان التحالف أن الجنود العراقيين "تصدوا لعدة هجمات مضادة وست سيارات ملغومة.. قبل التراجع لمسافة قصيرة تحت نيران كثيفة من العدو."
 

وقال الضابط العراقي إنه عندما كان الجنود داخل مجمع المستشفى يتصدون للمتشددين تعرضوا لهجوم من مفجرين انتحاريين قال إنهم إما تسللوا عبر أنفاق أو كانوا مختبئين في المستشفى.


وأضاف "لا نعرف. كانوا كالأشباح."


ولا يعلن العراق أرقام القتلى والمصابين أو الخسائر في العتاد لكن الضابط قال إن 20 جنديا قتلوا وجرى تدمير نحو 20 مركبة أو إلحاق أضرار بها.


ولم يتسن التأكد من هذه الأرقام. وقالت وكالة أعماق للأنباء التابعة لداعش إنه جرى تدمير أكثر من 20 مركبة وقتل عشرات الجنود. وأضافت الوكالة أن القوات أجبرت على الانسحاب.
 

وإلى جانب هذه الأرقام عرضت الوكالة صورة لدبابة محترقة بجانب حفرة على الطريق.
 

وفي حادث منفصل قالت مصادر برلمانية وطبية محلية إن عشرات الأشخاص معظمهم مدنيون قتلوا أمس الأربعاء في ضربات جوية أصابت مدينة القائم في غرب العراق قرب الحدود مع سوريا على بعد 280 كيلومترا جنوب غربي الموصل.
 

وذكرت المصادر أن الضربات أصابت سوقا مزدحمة في مدينة القائم بمحافظة الأنبار التي يغلب على سكانها السنة. وكان بين الضحايا 12 امرأة و19 طفلا.
 

وقال بيان للجيش العراقي إن طائرات القوات الجوية العراقية نفذت ضربات جوية على "مخبأ للإرهابيين" في المنطقة بعد ظهر الأربعاء ونفذت هجوما ثانيا في موقع لم يحدده بالاسم.
 

وذكر البيان أن 50 "إرهابيا" على الأقل قتلوا. ولم يذكر تفاصيل عن خسائر في صفوف المدنيين لكنه قال إن المنطقة وكل المعلومات التي تخرج منها تحت سيطرة داعش.

ودعا رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري وهو أبرز سياسي سني في البلاد اليوم الخميس إلى تحقيق حكومي في الضربات الجوية.

اعلان