في الانتخابات البرلمانية

بعد قطيعة12عاما .. محاولات إسلاميي الجزائر للتوحد تصطدم بالدستور

كتب:

فى: العرب والعالم

00:22 15 ديسمبر 2016

يبدو أن التيار الإسلامي بالجزائر سيكون له حضور في المستقبل السياسي القريب خاصة بعد إعلانه خوض الانتخابات المقبلة، وما سيعزز ذلك نية الإسلاميين في التحالف ببناء تكتلات لتنهي قطيعة بينهم دامت حوالي 12عاما.

 

وأحجم تيار الإسلام السياسي عن المشاركة في العملية السياسية بالجزائر في السنوات الخمس الأخيرة رغم التحولات السياسية في العديد من الدول العربية التي ساهمت في صعود تيار الإسلام السياسي في دول وهبوطه في أخرى، لكنه سيعود من جديد للواجهة وبقوة.

 

وأعلنت "جبهة العدالة والتنمية" التي يقودها المعارض الإسلامي البارز عبد الله جاب الله، المشاركة في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في أبريل المقبل، بالتحالف مع "حركة النهضة" التي كان أسسها، وبذلك يكون حزب "جيل جديد"، التشكيل السياسي الوحيد الذي أعلن مقاطعة الانتخابات سابقا.

 

إنهاء قطيعة

وبحسب تقارير إعلامية جزائرية فإن التحالف الجديد الذي يجمع جبهة العدالة والتنمية، وحركة النهضة قد يتوسع ويشمل حركة البناء وجبهة التغيير، وينهي بذلك الإسلاميين قطيعة وخلاف دام حوالي 12 عاما.

 

 وشهدت الجزائر تغييرات كبيرة في السنوات الثلاث الأخيرة، أبرزها تنحية الرجل القوي في السلطة مدير جهاز الاستخبارات الفريق محمد مدين المعروف بالجنرال توفيق، وتعديل الدستور في فبراير 2016، الذي منح المعارضة ضمانات أكبر، وأقر تشكيل هيئة عليا مستقلة لمراقبة الانتخابات.

 

فرصة ذهبية

 

بيد أن التيار الإسلامي بالجزائر قد يكون أمامه فرصة ذهبية في توقيت قد يكون في صالحهم لاسيما وأن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، أصبح طاعنا في السن، ويعاني من مشاكل صحية تعيقه عن الحكم.

 

لكن ثمة عراقيل وصفها البعض بالخطيرة مثل" الزعامة" والنظام الانتخابي في الجزائر والذي لا يتيح تشكيل تكتلات على أرض الواقع، وهذه العراقيل قد تحول دون تحقيق المكاسب التي حققتها الأحزاب الإسلامية في الكثير من البلدان كتركيا والجارتين تونس والمغرب.

 

مشكلة الزعامة

 

بدوره قال الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية ماهر فرغلي، إن النظام الجزائري لديه خبره وحنكة في ترويض الجماعات الإسلامية وهذا منذ التسعينات، والآن نجح في دمج تيار الإسلام السياسي في الحياة السياسية بعد مقاطعة لسنوات عديدة.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن احتواء الدولة الجزائرية للإسلاميين جاء من باب إغلاق الباب أمام الفكر التكفيري المتواجد على الحدود مع الجارة ليبيا، وكذلك لمنع الخطر الداعشي الذي ربما يدخل الجزائر في أي وقت خاصة إذا طرد من ليبيا.

 

وأوضح أن هناك مشكلة تواجه تيار الإسلام السياسي وهى الزعامة والتي قد تكون سببا رئيسيا في عدم اكتمال التحالف بينهم، الأمر الذي سيجعل بعضهم يخرج من جديد ويفكر بطريقة منفردة، ولكن فكرة التحالف جاءت في وقت مهم للغاية بالنسبة للجزائر.

 

صمام أمان

 

فيما قال الدكتور مختار غباشى نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية، إن الكثير من الدول العربية أصبحت تعتبر أن التيار الإسلامي أصبح واقعا والتفاهم معه وجعله جزءا من العملية السياسية  بداية حلول لمشاكل كثيرة وتجنبا لمخاطر أكبر سواء من التمدد الشيعي أو الداعشي.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن تيار الإسلام السياسي في الجزائر تعرض لانتكاسة كبيرة في السابق، وظل بعدها بعيدا عن الأضواء سواء بإرادته أو بإرادة النظام، لكن عودته الآن قطعا بضوء أخضر من الدولة الجزائرية التي ترى أنه صمام أمان لها في هذا التوقيت الخطير.

 

وأوضح أن هناك بعض العراقيل أمام اكتمال تحالف الإسلاميين في الجزائر، وهى أن النظام الانتخابي الجزائري يمنع التحالفات والتكتلات الانتخابية وفقا للدستور، إلا إذا كان هناك تغيير يقد يطرأ على النظام الانتخابي.

 

وتوقع أن يحرز تيار الإسلام السياسي في الجزائر فوزا كبيرا على الرغم من عدم وجوده منذ سنوات على الأرض، لكن هناك مؤشرات لذلك سواء في تونس أو المغرب.

اعلان