حلب ليست الأولى.. سوريون يختارون المجهول هربًا من قصف البراميل
بين فرحين بالمغادرة بعد حصار طويل أرهقهم وبين الخوف منة المجهول، غادر أهالي شرق حلب.. هُجِّروا بعد أسابيع من قصف بالبراميل المتفجرة، في حرب بين أطراف تتصارع على السيطرة على المدينة أو ما تبقَّى من رمادها.
بدأت أمس الخميس عملية إجلاء المقاتلين من شرق حلب مع عائلاتهم إثر اتفاق على وقف إطلاق النار وخروج المدنيين والمسلحين والجرحى.. وجهة أغلبهم هي إدلب وبعضهم إلى تركيا.. رحلوا وغادروا ودموعهم لا تجف، ويردِّدون "عائدون"، وبالغبار على إحدى الحافلات كتب أحد المهجَّرين: "سنعود يومًا".
تأتي عملية الإجلاء مشابهة لعمليات تمَّ تنظيمها منذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، وتمَّ اتخاذ مثل هذه المبادرات بالنسبة لمعاقل المقاتلين بسبب الحصار الطويل والقصف العنيف، كما حدث في حمص أو داريا قبل حلب.
ويراهن النظام السوري على ما يدعوه "المصالحات الوطنية" لانسحاب المقاتلين وانهاء الحرب التي تدمي سوريا منذ قرابة ست سنوات، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
حمص
في حمص - ثالث أكبر مدينة في سوريا انطلقت منها جزئيًّا الانتفاضة ضد النظام - وافق المقاتلون على مغادرة معقلهم في البلدة القديمة في مايو 2014.
وكان هذا الاتفاق هو الأول من نوعه بين جيش النظام والمقاتلين لانسحابهم وذلك منذ بداية الحرب في مارس 2011,، وتمَّ التفاوض عليه برعاية سفير إيران - حليفة النظام السوري.
في سبتمبر الماضي، تمَّ إجلاء عشرات المقاتلين مع عائلاتهم من آخر الأحياء التي كانت تحت سيطرتهم في حمص إلى منطقة الدار الكبرى الريفية الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال محافظة حمص.
داريا
في أغسطس الماضي، أخلى المقاتلون معقلهم السابق داريا قرب دمشق، بموجب اتفاق مع النظام بعد حصار استمر أربع سنوات فرضته الحكومة.
وتمَّ نقل المقاتلين إلى إدلب، معقل الجهاديين في شمال غرب البلاد، واستعاد جيش النظام السيطرة على داريا.
وطبقًا للاتفاق، أجلى الجيش في سبتمبر الماضي، نحو 300 شخص من سكان داريا المقيمين في معضمية الشام المجاورة حيث كانوا هربوا من المعارك قبل ثلاث سنوات.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قد وجَّه انتقادات في سبتمبر الماضي إلى استراتيجية التهجير القسري للسكان بقيادة النظام، محذِّرًا من عمليات أخرى مماثلة لما جرى في داريا.
إجلاء متبادل
في ديسمبر 2015، سبق إجلاء عدة مئات من الأشخاص من بلدتين تؤيدان النظام هما الفوعة وكفريا، ومن الزبداني ومضايا الخاصعتين لسيطرة المقاتلين.
وتمَّت عملية الإجلاء هذه في ظل اتفاق تمَّ التوصُّل إليه بدعم من الأمم المتحدة، ونصَّ على أنَّ إجلاء من مضايا والزبداني في محافظة دمشق يجب أن تقابله في وقت واحد عملية مماثلة من الفوعة وكفريا المحاصرتين في محافظة إدلب.
وكانت مضايا خضعت لحصار تام منتصف عام 2015، ما أدَّى إلى أكثر من 60 حالة وفاة ناجمة عن سوء التغذية والمجاعة، وضمنهم أطفال، وفقًا لمنظمات غير حكومية.
حلب
بدأت عملية إجلاء نحو أربعة آلاف مقاتل مع عائلاتهم من شرق حلب بموجب اتفاق تمَّ برعاية روسيا وتركيا، ويجري نقلهم بواسطة حافلات وسيارات الإسعاف إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، وتشارك اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في العملية.
ويتزامن هذا الاتفاق الأخير مع خسارة المقاتلين تقريبًا الغالبية العظمى من معقلهم السابق في حلب الشرقية بعد أشهر من الحصار والقصف العنيف، ما أدَّى إلى تحقيق قوات النظام الانتصار الاكبر منذ بدء النزاع عام 2011.