الهجمات المفاجئة.. تكتيك خلايا داعش النائمة في الموصل

كتب: وكالات

فى: العرب والعالم

11:32 16 ديسمبر 2016

قبل نحو 40 يوما، توغلت القوات العراقية للمرة الأولى في مدينة الموصل بانتزاع منطقة كوكجلي في الطرف الشرقي، ثم واصلت تقدمها ببطء نحو عمق المدينة، خلال معركة ضارية مع تنظيم داعش، الذي يسيطر منذ صيف 2014، على الموصل، مركز محافظة نينوى.

 

لكن القوات العراقية، التي تخوض أشرس حروب المدن في الموصل (405 كم شمال العاصمة بغداد) لا يتسنى لها التحقق من هوية سكان المدينة جميعا، وهو ما يتيح لمسلحي داعش التخفي في مظهر المدنيين، ضمن خلايا نائمة تنتفض فجأة؛ لتنقض على عناصر من القوات العراقية.

 

قبل أيام معدودة، اعتقلت القوات العراقية عددا من مسلحي داعش، كانوا متخفين بين المدنيين في منزل بمنطقة كوكجلي، رغم أنها كانت أول منطقة تستعيدها هذه القوات، ضمن عملية عسكرية تقترب من إكمال شهرها الثاني، بإسناد من طيران التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

 

ومنذ بداية العملية العسكرية، نزح من الموصل ومحيطها قرابة 107 آلاف مدني، وفق الحكومة العراقية، معظمهم من مدينة الموصل، ذات الأغلبية العربية السنية، والتي كانت يقطنها نحو 1.5 مليون نسمة.

 

وفضلا عن تعريض حياة المدنيين لخطر دائم، تمثل هجمات داعش المضادة والمفاجئة في أحياء الموصل إنهاكا لقوات "جهاز مكافحة الإرهاب"، وهي قوات نخبة في الجيش دربها خبراء أمريكيون، وتمثل رأس الحربة في العملية العسكرية الراهنة.

 

هجمات خاطفةمع سيطرة داعش على الموصل، تأسس "مرصد موصليون"، وهو منظمة مستقلة تهتم بمراقبة وتحليل تحركات التنظيم الإرهابي.

 

أبو رؤى العبيدي، وهو أحد أعضاء فريق "مرصد موصليون"، قال لوكالة الأناضول إن: "مسلحين مجهولين هاجموا قواتا عراقية في حي الإخاء المحرر بأسلحة رشاشة، قبل أن يلوذوا بالفرار.. وفي حي السماح، المحرر أيضا منذ أسبوعين، حاول مجهولون خطف صحفي محلي يغطي الحرب".

 

العبيدي تابع أن "هذه نماذج من أخبار نرصدها داخل الأحياء المحررة في الموصل، وهي تشير إلى وجود خلايا نائمة لداعش.. القوات العراقية تعلن الأحياء محررة لمجرد عدم صدور نيران منها من مسلحي داعش.. هذا لا يمكن أن يكون صحيحا وآمنا، فمسلحو داعش ربما يظهرون في أي لحظة".

 

وعند توغلها في الموصل نهاية أكتوبر الماضي، استعادت قوات جهاز مكافحة الإرهاب أحياء شرقي المدينة، لكن وتيرة التقدم باتت بطيئة كثيرا في الآونة الأخيرة؛ بسبب هجمات مضادة يشنها مسلحو داعش، بواسطة سيارات مفخخة، وانتحاريين، وقناصة يتنقلون بسهولة عبر أنفاق سرية.

 

ومنذ انطلاق العملية العسكرية، أعلنت القوات العراقية استعادة 47 حيا من أصل 56 حيا في الضفة الشرقية لنهر دجلة من الموصل، ثاني أكبر مدن العراق سكانا بعد بغداد.

 

ولا تمثل هذه الأحياء سوى نحو ربع مساحة الموصل؛ وهو ما يؤشر إلى أن المعركة داخل المدينة ستطول، رغم أن رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، تعهد باستعادة الموصل قبل نهاية العام الجاري.

 

تعاون السكانلا يتوافر إحصاء بعدد هجمات خلايا داعش في الأحياء المحررة بالموصل، ولا أهدافها ولا خسائرها، لكن القوات العراقية تقر بوجود هذه الخلايا.

 

المقدم في الجيش العراقي، عبد السلام الجبوري، قال إن "الأولوية بالنسبة لقواتنا هي تطهير الأحياء السكنية وطرد مسلحي داعش منها".

 

لكن الجبوري أضاف، في تصريحات للأناضول: "ندرك جيدا وجود خلايا لداعش نائمة في الأحياء المحررة، فهناك من يرمي سلاحه ويتظاهر بأنه مدني، وقد أصبحت لدينا خبرة جيدة في هذا الأمر".وبحسب الضابط العراقي، "توجد أجهزة أمنية مختصة لديها قاعدة بيانات متكاملة، وتمارس أعمالها عقب تحرير قواتنا للأحياء السكنية، فلكل جهاز أمنى واجباته".

 

وختم بقوله: "سيتم القبض على هذه الخلايا بفضل التعاون الجيد من أهالي الأحياء المحررة، الذين يدلوننا على مقرات داعش ومخازن سلاحه ومواقع قناصته، فضلا عن كشفهم أسماء جيران لهم تورطوا بالانضمام للتنظيم الإرهابي". عملية تسللورغم تطمينات الجبوري، لكن يبدو أن بإمكان مسلحي داعش التسلل إلى أي حي داخل الموصل.

اعلان