من المستشفيات التركية
أهالي حلب يسردون ويلات القصف
مع توافد دفعات جرحى مدينة حلب إلى الحدود التركية ونقلهم إلى المستشفيات القريبة، راح كثير من الأسر في ذكر ما تجرعوه من آلام خلال الأيام الماضية، وسرد استهدافهم من قبل نظام بشار الأسد والقوات الأجنبية الموالية له.
ومن معبر جيلفا جوزو الحدودي في ولاية هطاي جنوبي تركيا، نقلت سيارات الإسعاف، السيدة "مُرفد جيازرا" بصحبة ابنائها، إلى مستشفى قضاء ريحانلي العام، لمعالجة جروحها، التي تعرضت لها خلال هروبها من المدينة المُدمرة.
ولفت انتباه مراسل الأناضول، آثار الخوف والذعر على وجوه غالبية الجرحى القادمين، ومعاناتهم في وصف ما شاهدوه أثناء رحلة إجلائهم.
وتقول السيدة مُرفد عن هذه الرحلة، "خرجت مع زوجي وثلاثة من ابنائي، وقلوبنا مليئة بالذعر من المشاهد المحيطة بنا، نهرول من أجل الوصول إلى منطقة آمنة بعيدة عن القصف".
وعيناها تذرف الدمع الأسود، تابعت، "لا أتذكر إلا أنني رأيت شيئا أبيض اللون يسقط علينا، عندما رفعت رأسي لمعرفة مصدر ذلك".
وأضافت، "لم أعِ ما حدث بعد تلك الحظة، لكنني عندما فتحت عيني لاحقا وجدت نفسي وأسرتي جرحى راقدين، في أحد المستوصفات الطبية القريبة من حلب".
وفي أسى ناجم عن العجز، قالت "فقدت في هذا القصف، ولدي "يزيد" الذي لم يكمل عامه السابع بعد، كان وسيما ذا عينين خضراوتين".
وعن الوضع في حلب، قالت، "حلب وأهلها لا يستحقان ما يحدث هناك آلان، والناس مندثرون في الشوارع ولا يعرفون ماذا سيكون مصيرهم".
وأضافت، "لا يوجد ماء ولا طعام ولا مأوى نحتمي فيه من البرد القارس، ودماء الأهالي تغلي داخل عروقهم".
وأكدت الأم السورية، أنها لم تكن تفكر في مغادرة موطنها حلب على الإطلاق مهما كانت الأخطار التي تنتظرها.
من جانبها، قالت البنت الصغيرة "وئام" صاحبة التسعة أعوام، "أخي يزيد مات في القصف، وأنا أصُبت في عيني".
محمد أيضا، الابن المتبقي (11 عاما)، قال إنَ القصف بدء لحظة خروجهم من البيت الذي كانوا يختبئون داخله، ولا يتذكر شيئا سوى أنه أصيب وفقد وعيه بعد ذلك.
ويوم الثلاثاء الماضي، تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة، بوساطة تركية.
ويقضي الاتفاق إلى إجلاء جميع المحاصرين في المدينة، إلا أن النظام خرق الهدنة باستهدافه الأحياء المحاصرة، ليعاود استئناف وقف إطلاق النار منذ منتصف ليلة الأربعاء.
ودخل الاتفاق حيز التنفيذ أمس الخميس، وبموجبه تم إجلاء عدد من المصابين والجرحى من حلب، ووصلت قافلتان منهم إلى ريف المدينة الغربي، في حافلات تقل على متنها 2284 شخصا، حتى مساء اليوم ذاته.
وجاءت هذه الخطوة بعد حصار خانق وقصف مكثف للنظام السوري وحلفائه على أحياء شرقي حلب، دام نحو 5 أشهر وأسفر عن مقتل وجرح المئات.
ويتوالى حاليا قدوم الجرحى من حلب إلى الحدود التركية؛ لتلقي العلاج في المستشفيات التركية.