«العفو الدولية»: أطفال الموصل رأوا ما لا يجب أن يراه أحد

كتب: وكالات

فى: العرب والعالم

11:24 22 ديسمبر 2016

أكَّدت منظمة العفو الدولية أنَّ الأطفال الذين حوصروا في معركة الموصل، حيث يحاول الجيش العراقي استعادة المدينة الشمالية من تنظيم الدولة "داعش"، يعانون من إصابات مرعبة ورأوا أشياءً لا ينبغي لأحد أن يراها.

 

وقالت المنظمة - في تقريرٍ أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم الخميس - إنَّه تبين لها خلال زيارة إلى العراق استمرت 17 يومًا أنَّ الأطفال الذي حوصروا في مرمى نيران معركة الموصل رأوا أشياءً لا ينبغي لأحد، مهما كان عمره، أن يراها أبدًا.

 

وذكرت كبيرة المستشارين لمواجهة الأزمات في منظمة العفو الدولية التي قادت البعثة دوناتيلا روفيرا: "شاهدت أطفالًا لم تلحق بهم إصابات مرعبة فحسب، وإنَّما رأوا رؤوس أقربائهم وجيرانهم تقطع بسبب انفجار قذائف الهاون أو يتحولون إلى أشلاء نتيجة انفجار السيارات المفخخة أو الألغام، أو يسحقون تحت ركام المنازل".

 

وأضافت: "يجد الأطفال الذين جرحوا بسبب الحرب أنفسهم بعدئذ في مستشفيات تكتظ بالمرضى، أو في مخيمات للنازحين، حيث تزيد الظروف الإنسانية البائسة من صعوبة تعافيهم جسديًّا ونفسيًّا مما لحق بهم، بينما يستمر حصار آخرين كثر في مناطق يضطرم فيها القتال".

 

وتابعت: "في ما يتجاوز الجروح الجسدية التي عانوها، يشعر الأطفال بالندوب النفسية والصدمة العميقة التي لحقت بهم جراء العنف المفرط الذي تعرضوا له وشاهدوه، فمن بين آلاف الأطفال الذين تعرضوا للعنف المفرط المتواصل، لم يحظ سوى قسط ضئيل من الأطفال بالرعاية والدعم النفسيين اللذين يحتاجون إليهما بصورة ماسة".

 

وأكَّدت روفيرا: "الندوب التي خلفتها هذه التجارب الصادمة، على نحو لا يمكن تصوره، نفسية كما هي جسدية، ولكن هذه الجروح التي غيرت حياة هذه الأرواح الغضة لا تجد سوى الإهمال من جانب الحكومة العراقية وحلفائها، الذين تقاعسوا حتى الآن عن ضمان توفير المرافق الطبية المناسبة للتعامل مع هذا الواقع".

 

واستطردت: "يتعين على المجتمع الدولي أن يعطي الأولوية لتمويل استجابة ناجعة هدفها حماية الأطفال، بما في ذلك توفير الدعم الصحي النفسي الشامل لمن تعرضوا للعنف المفرط، كجزء من المواجهة الإنسانية للأزمة في العراق".

 

وأورد التقرير شهادات لعدد من الناجين من الحرب، بينهم منى، الأم التي شاهدت ابنتيها طيبة "8 سنوات" وتغريد "14 شهرًا" تقتلان أمامها عندما سقطت قذيفة هاون بالقرب من ساحة بيتهم في شرق الموصل.

 

ونقل التقرير عن منى قولها: "طلبت من الصغيرتين الدخول إلى البيت، كان هناك قصف وتبادل للنيران على مدار 24 ساعة في اليوم، في منطقتنا، ثمَّ سقطت قذيفة الهاون بجانب البيت، فانهرت في مكاني، وسقطت ابنتي وارتطم رأسها بالبوابة، وزحفت الصغيرة وظلت تزحف حتى وصلت إلي، وانهارت في حضني".

 

وروى التقرير المعاناة التي قاساها الأطفال الأيزيديين العائدين من أسر تنظيم "داعش".

وقالت منظمة العفو إنَّ "بنات لم تتجاوز أعمارهن 11 سنة لم يسلمن من الاغتصاب، بينما أكره الصبيان على الالتحاق بالتدريب العسكري، ولُقنوا كيف يقطعون رؤوس البشر، وأجبروا على مشاهدة أشخاص يعدمون أمام أعينهم".

 

وحسب التقرير، يروي جوردو "13 عامًا" ما تعلمه خلال سنتين قضاهما أسيرًا لدى التنظيم المتطرف.

 

وقال: "تُمسك بالفتى من شعره وتشده لترفع رأسه بقوة إلى الأعلى حتى تتمكن من حز عنقه، وإذا لم يكن لديه شعر، تغرس أصبعيك في أنفه لرفع رأسه، علموني هذا، وعلموني كيف أقتل بطرق عديدة أخرى".

اعلان