لبنان 2016.. اغتيال وتفجيرات وانتخاب رئيس
شهد لبنان في عام 2016 تبادلات سياسية كانت نتيجتها انفراجة سياسية وعهد جديد تمثل بانتخاب رئيس للجمهورية بعد سنتين من الشغور، لينتهي العام بنيل حكومة سعد الحريري ثقة البرلمان.
وبدأت أهم الأحداث السياسية في لبنان بعودة النائب سعد الحريري إلى لبنان، وذلك بعد غياب دام حوالي ثلاث سنوات قضاها في المنفى الاختياري، لتبدأ مرحلة جديدة من التفاهمات السياسية.
وبمجرد ترشح العماد ميشال عون، لرئاسة الجمهورية اللبنانية، أعلن رئيس الحكومة الأسبق الزعيم السني سعد الحريري، دعمه له ما ضمن له الأكثرية النيابية التي تسمح بانتخابه رئيسًا للبلاد، بسبب حشد الأخير نوابه وكوادر تيار "المستقبل" الذي يرأسه، رغم الخلافات الطويلة بينهما.
دعم "الحريري" للعماد أثار العديد من التساؤلات لكونهما على خلافات قديمة، وكان دائمًا يرفض وصول "عون" إلى رئاسة الجمهورية، لأن الجنرال هو حليف "حزب الله" الذي يعادي المملكة السعودية"، وهو من أكبر المؤيدين لها، ولكنه تراجع عن ذلك وساند "ميشال".
وفي أكتوبر الماضي انتخب النواب اللبنانيون الزعيم المسيحي ميشيل عون رئيسًا للجمهورية، ليكون بذلك رئيس الجمهورية الـ13 في لبنان، لتنهي هذه الخطوة سنتين ونصف السنة من الشغور في منصب الرئاسة.
وجاء ذلك في جلسة ثانية بحضور127 نائبا من أصل 128، وقد صوت لصالح عون 83 نائبا مقابل 36 ورقة بيضاء وثمانية أصوات ملغاة.
وتوج دعم الحرير لـ"عون" بأن الأخير كلف رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد الحريري، بتشكيل الحكومة الجديدة، وفقًا لبيان صادر عن المديرية العامة للرئاسة.
وظل الحريري أكثر من شهر في مشاورات لتشكيل الحكومة بسبب التجاذبات والعراقيل السياسية بين الفرقاء اللبنانيين، ويأتي على رأس المعرقلين نبيه بري، رئيس مجلس النواب ومعه حزب الله اللبناني الذي امتنع عن التصويت لاختيار سعد الحريري رئيسا للحكومة.
وبعد 10 أيام من إعلان الحريري الانتهاء من تشكيل الحكومة نالت الحكومة اللبنانية الجديدة، ثقة البرلمان اللبناني بغالبية 87 نائباً من أصل 92 حضروا إلى المجلس النيابي، منحوا الثقة لحكومة الحريري.
أما التحدي الأبرز، فيتمثل في الخطاب الذي سيعتمده الحريري في الانتخابات النيابية المقبلة التي خاض دوريتها في عامي 2005 و2009 تحت شعار دم الشهيد رفيق الحريري، والثأر من النظام السوري، ومواجهة "حزب الله" وسلاحه، في وقت أسقطت فيه التسوية الشاملة للعهد الجديد كل هذه الشعارات، وأطاحت ثورة 14 آذار، وسحبت سلاح التحريض من الحريري.
أيضًا من ضمن الإنجازات السياسية في لبنان خلال عام 2016 نجاح حكومة تمام سلام في إجراء الانتخابات البلدية بنجاح برغم الفشل في تسجيل المشهد ذاته في البرلمان اللبناني، للتقاسم بلديات القرى اللبنانية الحصص بعد توقف حوالي 6 سنوات، تحت مبدأ ما عجزت عنه السياسة في البرلمان يمكن تمريره في البلدية.
وفيما لاتزال أوضاع اللاجئين الحمل الأكبر الذي تنوء بلبنان، قادت هذه الأزمة العديد من المسؤولين الدوليين إلى لبنان أبرزهم الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون دون أي حل يذكر لهذه المعضلة.
ولم يمر عام 2016 بلا حوادث في لبنان فقد كانت عملية اغتيال أمين سر حركة فتح فتحي زيدان قرب مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين بانفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارته بمدينة صيدا جنوبي لبنان، من أبرز الأحداث الدامية.
وقبل عملية الاغتيال بأيام شهد مخيم عين الحلوة توترا أمنيا، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بعد اشتباك جماعتين سياسيتين متنافستين للمرة الثانية خلال 7 أيام.
وبعد اغتيال القيادي بفتح، أرسل داعش رسالة للدولة اللبنانية فكانت على موعد مع تفجير جديد، حين فجر أربعة انتحاريين أنفسهم بمنطقة القاع، حيث قتل خمسة أشخاص وأصيب 13 آخرين، تلك المنطقة التي تقطنها أغلبية مسيحية، على بعد بضعة كيلومترات من الحدود السورية.
ويأمل الشارع اللبناني أن يبدأ العام الجديد بقانون انتخابات لا يعيد إنتاج الطبقة السياسية نفسها في وطن يدركون صعوبة التغيير فيه نظرًا لتعدد الطوائف والطبقات.