لتغيير ديموغرافية سوريا .. إيران تستقدم شيعة الجوار
جعلت للشيعة اليد العليا في السلطة والحكم والقوة في العراق نظرا لأعدادهم الكبيرة هناك لتضمن تبعية الدولة لها، ولكن في بلد للسنة أغلبية عظمى فيه كسوريا كيف يمكم لإيران تغيير ديموغرافيتها كما ترغب؟.
طهران حلت هذه المعضلة باستقدام مئات العائلات الشيعية من دول الجوار السوري ليستوطنوا البلدان مكان أهلها الذين تهجرهم إيران والميليشيات الشيعية اللبنانية كحزب الله والعراقية مثل النجباء والفضل العباس وغيرها.
هذا المخطط بات ظاهرا للعيان وليس للكثير من المتابعين للشأن السوري وحسب ووفق العديد من الشهادات من داخل سوريا.
الكاتب البريطاني ورئيس تحرير موقع ميدل إيست آي، ديفيد هيرست، ذكر أن إيران هي العقل المدبر لخطة إعادة رسم خريطة التقسيمات الإثنية والعرقية في وسط سوريا.
والسبب وراء ذلك كما أوضح هيرست في تدوينه له أن الإيرانيين لا يريدون وجود أي مناطق يسيطر عليها السنة بين دمشق والحدود اللبنانية
300 عائلة من العراق
وكشف الكاتب البريطاني أن إيران جلبت ثلاثمائة عائلة من العراق لتستقر في داريا من ضواحي دمشق، بعد استسلام وخروج المعارضة منها في أغسطس الماضي، وشحنوا إلى سوريا عائلات شيعية لحماية مقام زينب، متابعا:" التخطيط الإيراني استراتيجي وطويل المدى وموغل في الطائفية".
تجلى هذا أكثر أثناء سقوط مدينة حلب والإعدامات الميدانية التي نفذتها الميليشيات الإيرانية في كل شبر تقدموا فيه في المدينة وقدرت بالعشرات ما جعل الأهالي يرفضون تسليم أنفسهم للجانب الغربي من المدينة حيث سيطرة النظام السوري والقوات الإيرانية.
ورغم عقد تركيا وروسيا اتفاق يجلي أهالي المدينة ومسلحي المعارضة عن المدينة إلا أن الميليشيات الشيعية التي استقدمتها إيران من عدة دول خرقت هذا الاتفاق واعتقلت وقتلت العشرات من النازحين في باصات النظام الخضراء وعربات الإسعاف فكانت إيران ضد الاتفاق ولا تريد لهم الخروج أحياء.
ولم تتوقف الخروقات الإيرانية للإجلاء حتى حذرت روسيا علنا كل ما يخرق الاتفاق بالاستهداف المباشر كان من كان بما في ذلك قوات النظام السوري أو الميليشيات الإيرانية وبعد الإجلاء نشرت روسيا شرطة من جنودها لتأمين المدينة ولم تسلمها للميليشات الشيعية خشية من عمليات انتقامية بحق من يفكرون في العودة.
تمشيط محيط دمشق
ويحاول الحرس الثوري عبر حزب الله أيضًا نسف اتفاق وقف إطلاق النار من خلال استمرار استهداف قرى وبلدات وادي بردى والغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق متجاهلًا اتفاق أنقرة وروسيا، من أجل تمشيط محيط العاصمة من المناطق المعارضة للنظام.
ميسرة بكور مدير مركز الجمهورية للدراسات السوري أكد أن استقدام إيران للشيعة من دول الجوار أمر حقيقي وواقعي وقد اشترى الإيرانيون الكثير من العقارات في دمشق ومحيطها.
توطين شيعة أفغانستان
وأكمل في حديثه لـ"مصر العربية" أن إيران تعمل وفق استراتيجية تصدير ثورتها الإسلامية، وترسخ ذلك عن طريق التوطين الجديد لشيعة أفغانستان وغيرهم ، لافتا إلى أن طهران تريد أن تسيطر على دمشق وسوريا عقائدياً .
وعن الخلافات بين روسيا وإيران وتأثير ذلك على تنفيذ المشروع الإيراني في سوريا يعتقد بكور أن الخلاف ليس كبير بين الروس وايران ، ومع ذلك أوضح أن هذا لايعني أن هناك تحالفا استراتيجيا بين الروس والإيرانيين بل هو تقاطع مصالح .
وتابع:" روسيا تناور حيث ترغب في عدم إغضاب الترك في حلب وشمال سوريا على سبيل المثال نشر جنود شيشان في شرق حلب إرضاء للترك والمنطقة العربية وفي المقابل تغض الطرف على كل تجاوزات إيران في ريف دمشق وغيرها".
وأشار مدير مركز الجمهورية للدراسات السوري إلى أن روسيا تعمل على موازنة الأمور بين الترك والإيرانيين ولا تستطيع أن تنهي علاقتها بأحد الطرفين في الوقت الحالي بسبب ظرفية الوضع السوري، مستطردا:" ولا ننكر وجود تباينات بين الاتحاد الروسي كدولة عظمى ولها ثقل دولي وبين إيران كدولة طائفية توسعية حتى لو كان على حساب الروس" .
مخطط
من جانبه قال تيسير النجار رئيس الهيئة العامة السورية للاجئين بأن تهجير أهالي حلب جزء من المخطط الإيراني في سوريا والذي استقدمت من أجله الزينابيين والفاطميين من أفغانستان والعراق بجانب الميليشيات الشيعية من لبنان والعراق وإلا لكانوا أخرجوا المسلحين وتركوا أهل المدينة ولكنه تغيير ديموغرافي حقيقي تقترفه إيران وميليشياتها الطائفية.
وأوضح أن حلب كانت قديما عاصمة الحمدانيين وهم شيعة وإيران التي تفكر بشكل طائفي هجرت حلب من أهلها لتجلب غيرهم من الشيعة لتعيد عهد الحمدانيين.
وأضاف أن إيران وحليفها النظام السوري لن يتركوا بلدة تعارض إلا وهاجموها وهجروا أهلها إن استطاعوا.