مصر والعراق .. النفط مقابل التعاون العسكري

كتب:

فى: العرب والعالم

14:40 13 يناير 2017

يبدأ العراق تعويض ما فقدته مصر من الإمداد النفطي أكتوبر الماضي حينما أبلغت الحكومية السعودية للطاقة الهيئة العامة للبترول المصرية بالتوقف عن إمدادها بالمواد النفطية.

 

وتراجعت السعودية عن اتفاق يقضي بإمداد مصر بمنتجات نفطية مكررة بـ 700 ألف طن شهريا لمدة خمس سنوات ومجمل اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين شركة "أرامكو" السعودية والهيئة المصرية العامة للبترول وذلك بخط ائتمان بفائدة اثنين بالمئة على أن يتم السداد على 15 عاما.

 

تراجع السعودية جاء ردا على تصويت مصر في مجلس الأمن الدولي لصالح المشروع الروسي حول الأضاع في سوريا ووصف حينها المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المُعلمي تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي بـ"المؤلم".

 

البديل العراقي

 

ولجأت مصر إلى العراق لتعويض ما خسرته من النفط السعودي فزار طارق الملا وزير البترول المصري بغداد في أكتوبر بعد أيام من وقف الرياض إمدادها النفطي لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية باستيراد مليون برميل من النفط العراقي شهرياً، مقابل شروط سداد ميسرة.

 

وسنح العراق لمصر استيراد النفط الخام من مؤسسة "البصرة" مباشرة، بدلا من موردي السوق العالمية هناك، وهو من النفط الخفيف.

 

خلال أيام

 

وأعلن السفير العراقي في القاهرة، حبيب الصدر، أول من أمس  أن الحكومتين العراقية والمصرية وقعتا اتفاقية لإمداد مصر بمليون برميل نفط شهريا، وستدخل حيز التنفيذ خلال أيام قليلة.

 

وفي تصريحات صحفية له أعلن أن مصر والعراق يمثلان جناحي الأمة العربية، مشيدا بدور مصر في مكافحة الإرهاب، لأن ذلك يصب في مصلحة العراق.

 

خط أنابيب

 

وكشف أن مشروع خط الأنابيب من البصرة إلى مصر، سيرى النور قريبُا، وسوف سيكون شريانا مهما لربط الدول الثلاثة، العراق ومصر والمملكة الأردنية.

 

الشروط الميسرة للسداد التي منحها العراق لمصر أثارت تساؤلات حول المقابل الذي تقدمه القاهرة لبغداد خاصة أن مثل هذه الاتفاقات لا تكون السياسة بعيدة عنها، فمصر والسعودية جمعهما الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين عن الحكم في 2013 وعلى إثرذلك قدمت النفط الوفير للقاهرة، وفرقهما ميل مصر لكفة السياسات الروسية في سوريا وهي المناهضة لما تريده المملكة بإقصاء بشار الأسد عن الحكم.

 

عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية والقانونية قال إنه بعدما توترت العلاقات السياسية بين مصر والسعودية وإنهاء شركة البترول السعودية تعاقدها مصر وجدت القاهرة بغداد الأقرب لتعويض ما فقدته.

تدريب وتبادل معلومات

 

وأوضح في حديثه لـ"مصر العربية" أن المقابل الذي تقدمه مصر للعراق هو التدريب العسكري وتبادل المعلومات الاستخباراتية بجانب توسط مصر لدى روسيا لمساعدة العراق في حربها على الإرهاب.

 

وبيّن رئيس مركز المصريين للدراسات أن مصر كانت تستورد من السعودية النفط الثقيل وهو الذي يصدر عنه أثناء تحليله في شركات التكرير المصرية 13 نوعا من المواد البترولية مثل البنزين والمازوت والسولار الأبيض والأحمر وجميعها يدخل في كل الصناعات المصرية.

 

النفط الخفيف

 

وتابع عامر :" أما ما ستستورده مصر من العراق هو النفط الخفيف الذي يخرج نوعين فقط من المواد البترولية البنزين والسولار".

 

انفتاح على العرب

 

من جانبه قال غانم العابد السياسي العراقي  إن العراق بعد نوري المالكي رئيس الوزراء السابق للعراق يريد الانفتاح على المحور العربي والإقليمي.
 

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن الأسبوع الماضي والحالي شهد زيارات لرؤوساء حكومات ومسؤولين إلى بغداد مثل تركيا والأردن ومصر وجرى توقيع اتفاقيات تجارية واقتصادية بتسهيلات كبيرة.

 

صفقات الأسلحة

 

وأكمل:" في المقابل مصر تبيع أسلحة وآليات عسكرية للعراق وإن كان التعاون العسكري ليس كبير ولكن شراء الأسلحة شيء مهم بالنسبة للعراق خاصة هذه الفترة".

 

وفي يونيو من العام الماضي كشفت وزارة الدفاع العراقية عقب لوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي حينها إلى مصر توصلها إلى اتفاق مع مصر يقضي بفتح مراكز التدريب العسكرية المصرية أمام قوات الجيش العراقي لتعزيز قدرتها في الحرب ضد تنظيم داعش.

 

"الجانب المصري أبدى استعداده لتقديم كل التسهيلات الممكنة للتعاون العسكري مع الجيش العراقي، هذا ما ذكره العبيدي عقب الزيارة، مفيدا أن مباحثاته مع القاهرة تركزت على التدريب العسكري والتسليح والتعاون الاستخباراتي.

 

وأضاف أن الخبراء والمختصين العراقيين، ضمن الوفد، استطلعوا طبيعة الإنتاج المصري من العتاد والأسلحة، التي تدخل ضمن متطلبات القوات العراقية".

 

 وتخوض القوات العراقية حربا مستعرة مع تنظيم داعش استطاعت تحرير بعض المدن الهامة مثل الفلوجة والرمادي وبيجي إلا أنها ما زالت متعثرة في تحرير الموصل بعد قرابة الثلاثة الشهور من إطلاق عملية تحرير مدينة الموصل آخر وأكبر معاقل داعش في العراق.

اعلان