بعد فترة توتر في عهد أوباما

على حساب إيران .. العلاقات الخليجية الأمريكية تتعافى

كتب:

فى: العرب والعالم

13:00 05 فبراير 2017

شهدت العلاقات الخليجية الأمريكية توترا ملحوظا في فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لكن بعد تسلم الرئيس دونالد ترامب سدة الحكم بدأت تلوح في الأفق مظاهر لتحسن علاقة واشنطن بالرياض خاصة مع الحملة التي يقودها ترامب ضد طهران والتي تتطلب حليفا قويا بالشرق الأوسط.  

 

ومرت العلاقات الأمريكية السعودية بتوتر بعدما أقر مجلس النواب الأمريكي قانونا يسمح لضحايا اعتداءات 11 سبتمبر 2001 وأقاربهم بمقاضاة حكومات أجنبية يشتبه بدعمها أعمالا إرهابية ضد الولايات المتحدة.

 

لكن السعودية نفت رسميًا أيّ دور لها في الأحداث التي تبناها تنظيم القاعدة، رغم أن 15 من أصل 19 مشاركًا في الهجمات، كانوا مواطنين سعوديين.

 

هجوم الرئيس الأمريكي

 

وكان الرئيس أوباما شن هجوماً لاذعاً في مقابلة له مع مجلة "ذي أتلانتيك"، على العديد من حلفاء الولايات المتحدة ولاسيما الخليجيين، حيث وصف السعودية بمصدر التطرف والإرهاب، والقى عليها صفة الراكب المجاني أو المنتفع.

 

وجوبهت تصريحات أوباما برد سعودي قاسٍ من الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية الأمير تركي الفيصل، معبرا عن انزعاجه من وصف السعودية "بالراكب المجاني" مذكرا الرئيس أوباما بالخدمات التي تقدمها السعودية للولايات المتحدة على حساب الرياض، مثل شراء سندات الخزانة الأمريكية ذات الفوائد المنخفضة لدعم الاقتصاد الأمريكي.

 

ولم تكن مداخل التوتر في العلاقات السعودية الأمريكية وليدة اللحظة، وإنما جاءت نتيجة تراكمات ممتدة بدأت منذ وصول الرئيس أوباما إلى السلطة وتفاقمت بسبب العديد من الأزمات الإقليمية في الشرق الأوسط على رأسها البرود الأمريكي من الأزمة السورية.

 

إحباط سعودي

 

ومع تراجع إدارة أوباما عن تهديداتها بتوجيه ضربة عقابية للنظام السوري عام 2013، زاد من مشاعر الإحباط السعودية، لدرجة  تفقد ثقتها بتحالفها مع الولايات المتحدة، الأمر الذي جعلها تعيد التوزان في علاقتها مع الولايات المتحدة، عندما توصلت إلى نتيجة مفادها أن علاقتها الخاصة مع الولايات المتحدة، لم تعد خاصة في ظل إدارة أوباما.

 

وفي ظل الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب أصبح على غير المتوقع هناك أمل فى عدم تصحر العلاقات بين الرياض وواشنطن، لكن ربما تكون مرحلة من أجل مواجهة إيران، وبعدها يأتي الدور على السعودية بحسب مراقبين.

 

ونشرت الولايات المتحدة مؤخراً، مدمرة تابعة للبحرية قبالة اليمن لحماية الممر المائي من المسلحين الحوثيين، وسط تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران الأمر الذي سيصب في صالح السعودية التي تحارب منذ عامين في اليمن ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

 

المصالح تتصالح

 

بدوره قال الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن العلاقات تقوم بين الدول على أساس المصالح، والآن مصلحة أمريكا أن تنعش علاقتها مع الخليج من جديد خاصة السعودية لتجد حليف يمول حملتها ضد إيران.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أنه بطبيعة الحال واشنطن لديها حساباتها الخاصة لخدمة مصالحها المناسبة، وليس معنى أنها أرسلت مدمرة على باب المندب فهى تقف بجوار السعودية، مؤكداً أن ترامب لا يمكن أن يغير رأيه في السعودية بهذه السرعة.

 

  وتوقع حسين أنه ربما تشهد الفترة المقبلة حوارا صريحا بين الجانب السعودي والأمريكي، لأنه لم يعد هناك مجال للخداع رغم أن التحالف لا ينبغي به وجود وجهات نظر متطابقة، مبينا أنه إذا حدث ذلك الحوار إما ستتحسن العلاقة أو ستدهور خاصة أن ترامب صاحب آراء  متطرفة.

 

سياسات مرحلية

 

فيما قال الدكتور أنس القصاص، خبير العلاقات الدولية، إن السياسات الحالية التي تتخدها إدارة الرئيس ترامب تجاه إيران سيكون لها تأثيرات إيجابية على العلاقات بين الخليج وأمريكا لكنها ستكون مرحلية.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الرياض ستعمل في الفترة المقبلة على التقرب من الولايات المتحدة الأمريكية باستثمارات أكثر للحفاظ على مصالحها، لأنها تعلم أن إيجابيات العلاقة الحالية غير دائمة.

 

وأوضح أن تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية ضد العرب والمسلمين لن يستثنى منها السعودية ولكنه بدأ بإيران أولاً نظراً لما تمثله من خطورة بسبب مشروعها النووي، لافتاً إلى أن ترامب ما إذا انتهى من إيران سيدخل على السعودية وغيرها ممن يعتبرهم مصدرا لتهديد الأمن القومي الأمريكي.

اعلان