حملة اعتقالات في الجانب الشرقي من الموصل
قال مصدر أمني عراقي وسكان محليون إن القوات الأمنية نفذت، اليوم الإثنين، حملة اعتقالات في الجانب الشرقي المحرر من مدينة الموصل، واعتقلت 13 عنصراً يشتبه بانتمائهم لتنظيم "داعش" الإرهابي، فيما يشتكي أهالي من تعرضهم لـ"ممارسات غير أخلاقية وسرقة" من قبل القوات المشاركة في الحملة.
الرائد سعيد عدنان القيسي، الضابط في جهاز الأمن الوطني العراقي (تابع لمستشارية الأمن الوطني)، قال إن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب والأمن الوطني والاستخبارات العسكرية، قامت فجر اليوم، بعمليات دهم وتفتيش، في حيي البكر والقاهرة شرقي الموصل، وألقت القبض على 7 أشخاص، أسماءهم واردة في قاعدة البيانات التي تمتلكها القوات عن الإرهابيين".
ولفت القيسي إلى أن "الأهالي أبلغوا عن 6 أشخاص آخرين، ينتمون لداعش، تم القبض عليهم جميعاً".
وفي السياق، اتهم سكان محليون القوات الأمنية العراقية التي تقوم بعمليات الدهم والتفتيش بـ"عمليات سرقة وترويع على أساس طائفي".
وقال أبو أحمد (65 عاماً)، أحد سكان منطقة البكر، شرقي الموصل، إن "عشرات السيارات العسكرية لا تحمل ألواح أرقام، طوقت الحي، مع انتشار مئات العناصر الذين يرتدون الملابس السوداء ويضعون اللثام على وجوههم".
أوضح أبو أحمد، رافضاً الكشف عن اسمه الكامل خوفا على حياته، أن "ضابطاً برتبة نقيب ومعه 3 جنود دخلوا إلى منزله وطالبوه بالأوراق الثبوتية له ولعائلته للتدقيق بالأسماء ومطابقتها مع قاعدة البيانات التي يمتلكونها عن الإرهابيين".
وتابع: "ومن ثم أمرونا بالبقاء في باحة المنزل لحين اكتمال عملية تفتيش".
وأكد أنه "بعد انتهاء عملية التفتيش وانسحاب القوة من المنزل، تفاجئنا بسرقة أموالي والمصوغات الذهبية لزوجتي وأغراض ثمينة لأولادي".
ولفت أبو أحمد إلى أنه خرج إلى الشارع والتقى بعدد من الجنود وأبلغهم بما حصل معه، فأمروه بـ"دخول المنزل وعدم الحديث بهذا الشأن، وإلا عرض نفسه للقتل".
وشدد أنه "بعد انتهاء عمليات التفتيش في حيهم السكني وخروج الأهالي إلى الشارع، تبين أن جميع المنازل قد تعرضت للسرقة من قبل أفراد هذه القوة".
من جانبها، أكدت فاطمة محمد راشد، من سكان نفس الحي، دخول أفراد من القوة إلى منزلها وتفتيشه رغم خلو المنزل من الرجال وتواجدها مع أطفالها فقط.
وقالت راشد، إن "تخريب أغراض المنزل، والفوضى التي تتركها القوات خلفها، أمران يدلان على أنهم يبحثون عن الأموال والمصوغات وليس عن الأشخاص".
وتابعت: "أنا لا أملك ما يستحق السرقة في منزلي، وبالكاد نسد رمقنا من الجوع بعد مقتل زوجي أثناء عمليات التحرير، لذا فقد خلفوا الفوضى في المنزل وخرجوا".
وخاضت القوات العراقية معارك على مدى الأشهر الثلاثة الماضية وتكبدت خسائر في المعدات والأرواح، لكنها تمكنت من قتل المئات من عناصر تنظيم "داعش" وتدمير أكثر من ألف سيارة مفخخة خلال معارك تحرير الضفة الشرقية لنهر دجلة بالموصل.