لطرد تنظيم داعش من الرقة

بعد السيطرة على « الباب» .. تركيا تعيد أمريكا لخانة الاختيار

كتب:

فى: العرب والعالم

13:27 16 فبراير 2017

 

 

فرضت قوات درع الفرات التي تدعمها أنقرة سيطرتها على مدينة الباب السورية بعد انتصار على تنظيم داعش، وفقما أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، ليأتي دور السؤال الأهم وهو ماذا بعد؟

 

أعين تركيا تتوجه نصب الرقة معقل داعش في سوريا، بهدف طرد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية منها ولكن الأهم من وراء ذلك إقصاء مقاتلي الأكراد من المشاركة في المعركة، خوفا من تعاظم نفوذهم أكثر في سوريا بشكل يمهد لاقتطاع دويلة لهم في الشمال وهو ما يهدد الأمن القومي التركي خشية أن يتشجع أكراد جنوب تركيا على الانفصال أيضا.

 

من أجل ذلك طالبت أنقرة الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة باراك أوباما بالسماح لها في المشاركة في عملية تحرير الرقة مخيرة واشنطن بينها وبين الأكراد، إلا أن اختيار الإدارة الأمريكية وقع على الأكراد الذين قدمت لهم دعما كبيرا منذ صمودهم أمام داعش في معركة عين العرب كوباني 2014.

 

المرحلة الثانية

 

 وفي نهاية العام الماضي أعلنت قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية بدء المرحلة الثانية من حملة "غضب الفرات" التي تسعى لتحرير مدينة الرقة من عناصر تنظيم داعش.

 

وبحسب القوات الكردية فقد تمكنت المرحلة الأولى من الحملة من تحرير عدد من القرى والمناطق بريف الرقة الشمالي إذ وأعلنت قيادة سوريا الديمقراطية عن الانتهاء منها بعد نحو عشرة أيام من بدء العمليات.
 

بعد رحيل إدارة أوباما التي وصل الخلاف بينها وبين أنقرة أقصى مدى له، وتولي إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونلاد ترامب زمام مقاليد الحكم التي شهدت تحسنا في العلاقة بين الجانبين في ظل إعارة ترامب مقاتلة داعش الأولوية، جددت أنقرة مطلبها بالسماح لها بقتال داعش في الرقة بدلا من الأكراد.
 

خطة لطرد التنظيم

 

لذلك قدمت تركيا خطة مفصلة لطرد داعش من معقلها في الرقة مولحة بورقة إمكانية الدفع بقواتها الخاصة في المعركة وأوضح إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية أن النقاشات مع الإدارة الأمريكية مستمرة حول الأمر
 

وحذرت أنقرة واشنطن من أن دخول وحدات حماية الشعب الكردية إلى مدينة الرقة سيشكل تهديداً لأمن تركيا القومي، يأتي ذلك في التوقيت الذي أعلن فيه الرئيس التركي أن القوات التركية وقوات الجيش السوري الحر ستستمر إلى منبج والرقة في شمال سوريا.

 

منبج والرقة

 

وفي زيارته للبحرين الأحد الماضي أكد الرئيس التركي أن قواته تطهر المنطقة من الإرهابيين لذلك أهدافها المقبلة منبج والرقة، معتبرا المركز الحقيقي لداعش الذي قال إنه يحمل على عاتقه مسؤولية طرده من المنطقة هو الرقة.

 

الأمر نفسه أكده وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن الهدف القادم لعملية درع الفرات سيكون الرقة.

 

المحلل السوري مهند الكاطع المتخصص في الشأن الكردي قال إن المؤكد أن القوات الكردية المتداخلة مع أكراد حزب العمال الكردستاني لن تجمعهم عملية مشتركة مع الأتراك لذلك الإدارة الأمريكية يكون لزاما عليها الخيار.

 

الأكراد أو الأتراك

 

وأكمل في حديثه لـ"مصر العربية":" الاختيار الأول للإدارة الأمريكية أن تستمر في استخدام الأكراد وحدهم للقتال ضدّ داعش، وهذا ربما يستنزف القوات الكردية بشكل كبير، وقد يسعد تركيا، فيما لو فشلت هذه العملية، لكنها ستؤثر سلباً على مسار العلاقة الأمريكية التركية".

 

والخيار الثاني كما يردف الكاطع هو تخلي الأمريكان عن الأكراد وإشراك تركيا والسعودية بالعملية بشكل أساسي في العملية، وهذا يعني انتهاء شهر العسل بين العمال الكردستاني والأمريكان في عهد ترامب وأيضاً بين ترامب وإيران التي تعتمد هي والنظام السوري على ميليشيات حزب العمال الكردستاني في سوريا بشكل كبير.

 

ترضية  أنقرة

 

في النهاية رجح المحلل السوري الاحتمال الأول، بالاعتماد على الأكراد ولكن مع احتمالية إرضاء الأمريكان للأتراك بالسماح لهم بعد ذلك بقمع العمال الكردستاني والقضاء عليه بمساعدة فصائل المعارضة السورية.

 

من جانبه رأى صلاح لبيب المتخصص في الشؤون التركية أن مشاركة أنقرة بقوات برية في الرقة يستلزم موافقة البرلمان التركي، لأن التصويت الأخير بالموافقة على .استمرار عملية درع الفرات كان منوط به مناطق قريبة في الشمال السوري

 

وواصل حديثه لـ"مصر العربية":” هناك علامات استفهام كثيرة هل تركيا ستشارك بقواتها الموجودة في قاعدة بعشيقة العراقية أم أي قوات، وهل تفكر بالفعل الإدارة الأمريكية في الميل للمقترح بأن يواجه السنة أي تشارك قوات تركية وخليجية في مواجهة داعش".

 

ليست مهيأة

 

ومع ذلك يعتقد لبيب أن الذهنية التركية غير مؤهلة ليست مرشحة الآن للمشاركة في عملية بهذه الضخامة في معركة الرقة لأن الخسائر ستكون كبيرة وفادحة والاستفادة أقل من ذلك بكثير.

 

وشدد على أن تركيا لن تقبل أن تدخل في عملية يشارك بها الأكراد وقد رفضت ذلك عدة مرات من قبل.
 

 

 

اعلان