بعد طلبه مساعدة الناتو.. هل يقلب السراج موازين القوى في ليبيا؟

كتب:

فى: العرب والعالم

23:28 21 فبراير 2017

 

عاد الحديث عن التواجد العسكري اﻷجنبي في ليبيا للظهور مرة أخري على الساحة السياسية، لكن هذه المرة عن طريق حلف الناتو  الذي كشف أمينه ينس ستولتنبرج، عن طلب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج من الحلف المساعدة في تدريب وتطوير القوات المسلحة الليبية.

 

وقال ستولتنبرج إنه بدأ النظر في نوع الدعم الذي يمكن أن يقدمه الحلف لحكومة الوفاق الليبية، مؤكداً أنه يتعلق بالمساعدة في إقامة مؤسسات أمنية ودفاعية.


و أضاف ستولتنبرج في تصريحه الذي صدر قبل أيام في مؤتمر صحفي:"إذا تلقينا طلبا من ليبيا، يمكننا أن ندعم جهود الاتحاد الأوروبي لتعزيز خفر السواحل والبحرية الليبية".


من جهته، قال السراج إن حكومته تسعى إلى تعميق التعاون مع الناتو لإحلال الاستقرار والتغلب على التحديات الأمنية والعسكرية التي تواجهها المؤسسة العسكرية الليبية.


وأضاف السراج في تصريح اعتبره متابعون للشان الليبي تأكيدا لما كشف عنه ستولتنبرج:"نعمل على لم شمل المؤسسة العسكرية، وتكوين مؤسسة موحدة وصلبة قادرة على مجابهة تحديات كبرى، مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتهريب، والتي نحتاج بلا شك، في مواجهتها إلى خبرة الناتو ومساعدته.
 

ولا تسيطر حكومة الوفاق على جميع الأراضي فيما تواجه رفضًا من الـ"جيش الوطني الليبي" بقيادة خليفة حفتر، الذي يخضع تحت سيطرته جزء كبير من شرق البلاد.

 

المندوب الليبي السابق لدى الأمم المتحدة السفير إبراهيم الدباشي، بدوره أكد وجود دور بريطاني وراء تقدم السراج بطلب مساعدة "الناتو"، معتبرها "محاولة للحفاظ على موقعها التخريبي في ليبيا"
 

وفي تدوينه على حسابه على الفيسبوك كتب الدباشي "بريطانيا لجأت لاستخدام حلف الناتو كواجهة تختفي وراءها، للحفاظ على موقعها التخريبي في ليبيا عندما تأكدت أن الإدارة الأمريكية الجديدة غير مستعدة للتعامل مع الأخوان، ولا مع المجموعات المسلحة المتحالفة معه، على حساب الجيش الليبي".

 

وتابع الدباشي "جماعة السراج التي تحكم ليبيا كواجهة للمتحكّمين في مجلس الأمن والمخابرات الأجنبية ، دون أي سند دستوري، لا يدركون انهم سيحاسبون عاجلاً أو أجلاً عن كل القرارات والأعمال غير القانونية التي يقومون بها، في المجال المالي والعسكري بوعي أو بدون وعي، فالقانون لا يحمي المغفلين".

 

 

وفي تعليقه على تصريحات الأمين العام لحزب الناتو، قال زياد عقل المتخصص في الشأن الليبي إن :" المرحلة الحالية ستشهد تغير كبير في موازين القوي داخل ليبيا نتيجة التقدم العسكري، وهو مايحاول فايز السراج إثباته من خلال رفع كفأة قواته وهو ما ينبئ باحتمالية اقتراب مواجهه عسكرية داخل طرابلس في مرحلة مابعد تحالف السراج وحفتر للقضاء على ما تبقي من مليشيات داخل ليبيا".

 

ويضيف عقل في حديثه لـ"مصر العربية": يحاول السراج أن يكسب المزيد من الثقل السياسي في الداخل الليبي لأنه لديه مايكفي من الدعم الخارجي.

 

ليس الناتو وحدة


ويتابع عقل: "المرحلة الحالية ستشهد إعادة تدريب وبناء القدرات وتمكين للجيش الليبي وهذا ما ستقوم به جهات متعددة منها مصر, روسيا, الولايات المتحدة وبريطانيا, إلى جانب وحلف الناتو، وبالتالي التدريب لا يعني تدخل عسكري لكنه أحد آليات قلب موازين القوي في الداخل الليبي.

 

فيما يري الخبير العسكري اللواء طلعت مُسلم أن محاولات التقريب بين السراج وحفتر لم تفلح حتي الآن وهو ما يؤكد أن الناتو يمكن أن يصبح بديل عسكري لقوات السراج.

 

وحول مدي حصول السراج على شرعية دولية من حلف الناتو يضيف مُسلم لـ" مصر العربية" "الناتو لا يعطي شرعية دولية لكن من الممكن أن تكون خطوة للحصول عليها".

 

ويتابع مُسلم: "التدخل العسكري للناتو يعتبر تسلل إلى ليبيا عن طريق قنوات شرعية".

 

وشنت القوات الموالية لخليفة حفتر هجوما على القاعدة الجوية بمنطقة الجفرة وسط ليبيا، مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل بعد ساعات من اندلاع قتال بين فصائل متناحرة في العاصمة طرابلس.

 

وكان الهجوم يهدف إلى شل حركة المجموعات المناهضة قبل شنها هجوما متوقعا على موانئ نفطية واقعة على ساحل البحر المتوسط سيطر عليها "الجيش الوطني" في سبتمبر الماضي، وذلك في وقت تحدث فيه آمر القوات الجوية التابعة لمجلس النواب الليبي بمدينة طبرق المتحالفة مع حفتر، صقر الجروشي، عن مقتل جنديين.

 

وجاء ذلك على خلفية اشتباكات عنيفة بين "الجيش الوطني الليبي" وكتائب مناوئة له في منطقة الجفرة خلال الأسابيع الماضية، واتهمت قوات حفتر المسلحين بمحاولة الهجوم على الموانئ النفطية.

 

وزادت المعارك حول منطقة الجفرة المخاوف من تصعيد في الصراعات بين التحالفات العسكرية في الشرق والغرب التي تندلع بينها، من حين لآخر، معارك متقطعة منذ العام 2014.

 

ويسعى الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر لتوسيع مناطق سيطرته نحو الغرب، وهدد مؤخرا بالزحف إلى طرابلس،

 

فيما يعارض حفتر، الموالي لحكومة طبرق المنبثقة عن مجلس النواب، حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بقيادة فايز السراج التي وصلت إلى طرابلس العام الماضي.

اعلان