في حوار لـ «مصر العربية»
أحد ممثلي المعارضة بـ«جنيف»: نحسن الظن بمنصة موسكو .. ولا تنازل عن القرارات الدولية
برز كأحد أهم وجوه المعارضة السورية المناهضة لحكم الرئيس السوري بشار الأسد رغم إنه كان متحدثا باسم وزارة الخارجية السورية، ولكنه آثر الانشقاق عن نظام الأسد فور اندلاع الثورة الشعبية ضد نظام الأسد.
جهاد المقدسي أحد المشاركين في مباحثات جنيف حول سوريا التي ترعاها الأمم المتحدة ضمن وفد منصة القاهرة، كان لـه حوار مقتضب مع "مصر العربية" من جنيف منذ قليل حول المخاوف من تشتت الرؤى بين منصات القاهرة والرياض وموسكو وتوقعاته للمفاوضات ومطالبهم منها.
كما تعرض المقدسي لتصريحات النظام السوري التي صنفت بـ"المستفزة" حول المفاوضات، وكذلك مشكلة تعدد الأطراف المشاركة في المفاوضات.
إلى نص الحوار..
هناك أنباء تفيد باجتماعات تجريها منصات القاهرة والرياض للاتفاق على موقف لطرحه في المفاوضات .. ما صحة ذلك؟
هذا حقيقي وليس منصات القاهرة والرياض فقط، بل القاهرة والهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن اتفاق الرياض بجانب منصة موسكو لتوحيد الرؤى وتقريب وجهات النظر ومن ثم الاتفاق على صيغة تطرح في المفاوضات.
ولكن للعلم هذه ليست اجتماعات رسمية ولكن تجري بشكل غير رسمي فلسنا خصوما حتى نجلس بشكل رسمي ولكن جميعنا يسعى لما في صالح الشعب السوري وتحقيق أهدافه وتطلعاته.
البعض ينتقد الأمم المتحدة لتسمية عدة منصات تكون ممثلة للمعارضة السورية وتعتبر ذلك مؤامرة .. هل تشاطرهم الرؤية؟
بالعكس لا يوجد مشكلة من وراء ذلك فتعدد الأطراف في المفاوضات هو أمر متعارف عليه في الدبلوماسية الدولية، بل أحيانا يكون ذلك مفيدا، ولكن الأهم أن تطرح الأطراف المتعددة نصا واضحا متفقا حوله.
نحن لسنا في جنيف لعقد مؤتمر للناس، ولكننا هنا نتفاوض من أجل إعلاء مصلحة الشعب السوري ووقف نزيف الدماء ومعاناته.
عبر كثير من الساسة المحسوبين على المعارضة عن تشاؤمهم من مفاوضات جنيف بسبب خروقات اتفاق وقف إطلاق النار .. هل تشاركهم التشاؤم أم تتفاءل؟
نحن لا نتعاطى مع التشاؤم أو التفاؤل ولا نتعامل بالعواطف أو المشاعر سلبية كانت أو إيجابية ولكننا في جنيف من أجل هدف محدد وهو إيجاد آلية لتنفيذ بيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254 الذي يقضي برفع الحصار عن المناطق المحاصر والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإفراج عن المعتقلين وخلافه.
في النهاية نأمل أن يكون لدى المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا خطة لتنفيذ القرارات الدولية ولفتح باب النقاش حول العناصر المهمة التي أعلن عنها خاصة وضع دستور جديد للبلاد وتنظيم انتخابات جديدة ووقف إطلاق النار.
هناك مخاوف من دور منصة موسكو في المفاوضات خاصة أن روسيا تدعم النظام السوري أو قلق من عدم اتفاقها من منصتي القاهرة والرياض .. كيف ترى الأمر؟
أنا هنا لا افتش عن النوايا ولا أتهم أحدا بشيء، ولا أحكم على أحد، فالله وحده يعلم ما تخفي الصدور، بل أننا نحسن الظن بهم، ولكن هناك هدف واضح لتواجد المعارضة وهو تنفيذ بيان جنيف والقرار 2254 وهنا السؤال لهم هل سيدفعون في اتجاه تنفيذهم أم لا؟.
إن اتفقنا حول هاتين النقطتين فنحن متفقون على الأهم وإن لم نتوافق عليهما فلن نتوافق.
النظام السوري أعلن فور وصول وفده لجنيف أن له اليد العليا في العملية السياسية، هل ترى النظام يستفز المعارضة بهذه التصريحات لعرقلة المفاوضات؟
كلام جميل إذا كان له اليد العليا بحق فهذا يعني أن عليه مسؤوليات أكبر ومهام أهم وهي الانفتاح على الجميع وتقديم حلول، نحن لا نشارك في مفاوضات الأمم المتحدة من أجل استلام سلطة أو المشاركة في الحكومة ولكننا نبحث عن حلول للأزمة ووقف نزيف الدماء وتلبية متطلبات الشعب السوري.