في اليوم الخامس للمفاوضات...
جنيف4.. الأسد يماطل والمعارضة تقاوم
رغم دخول مفاوضات جنيف 4 بين المعارضة والنظام في سوريا، يومها الخامس، اليوم الاثنين، لا يزال الغموض يخيم على نتائج تلك المباحثات التي تعد الأعقد في العقد الأخير.
وبعد 5 أيام من النقاش والاجتماعات لم تتمكن بعد وفود المعارضة والحكومة من بدء البحث في عمق الأزمة التي فتكت بالشعب السوري لقرابة 6 سنوات، واقتصر الحديث على إلقاء الاتهامات المتبادلة بين المعارضة ووفد الأسد بعد تفجيرات حمص الأخيرة، توسطه وثيقة للمبعوث الأممي ستيفان دي مستورا تضمنت بنودها "نظام علماني" وقواعد "تنظيمية" للاجتماعات القادمة.
أجواء من عدم التفاؤل تسيطر على مناخ المحادثات وسط قصف مستمر من قبل النظام وروسيا يستهدف المدنيين، أعقبه تفجيرات بحمص وتوتر لجلسات التفاوض.
جنيف4
وتحتضن مدينة جنيف السويسرية مباحثات، هي الأهم في الآونة الأخيرة، تجمع وفد النظام السوري بوفد من المعارضة، وسط ترقب دولي وعربي.
مفاوضات جنيف4، والتي تستأنف جلساتها لليوم الخامس بعد 10 أشهر من انهيارها، جراء تصاعد أحداث العنف، هي أحد أهم المحطات التفاوضية الهامة في الأزمة السورية، بموجبها قد تتحدد الأوضاع المستقبلية في سوريا.
وفي اليوم الخامس من التفاوض، بدأت اتهامات المعارضة تكال ضد وفد الأسد المصرّ على عدم التعمق في الأزمة السورية، مكتفيًا بالحديث عن أولوية مكافحة الإرهاب قبل بدء التفاوض، وهو ما وصفته المعارضة "بالمماطلة"..
على الجانب الآخر يطالب وفد المعارضة السورية بضرورة الانتقال السياسي، وإبعاد الأسد من تلك المرحلة، كما يطالب بدور أمريكي أكبر في تلك المفاوضات.
مماطلة النظام
واتهم وفد المعارضة السورية في جنيف، الذي يضم الهيئة العليا للمفاوضات، النظام السورى بـ"المماطلة" بإصراره على طرح الإرهاب كأولوية على جدول الأعمال، لعدم رغبته في بحث الانتقال السياسي، وفق ما قال المتحدث باسم الوفد، سالم المسلط.
وقال المسلط، في تصريحات صحفية: "منذ اجتماعات جنيف السابقة والآن، (الإرهاب) هو الكلمة الوحيدة التي يعرفها النظام، حقيقة هو يماطل بمجرد ذكر هذه الكلمة وموضوع الحرب على الإرهاب".
واعتبر المسلط أنّ "ما يحدث وتحدث به "الجعفري" كلها أسباب للمماطلة"، مضيفًا "لا يريدون الحديث عن انتقال سياسي، لا يريدون البدء بالانتقال السياسي".
وأضاف "كما يصر "الجعفري" على إدانة الحادثة التي حصلت في حمص، أيضًا نطالب وفد النظام، بأن يبلغ الجميع أنه ملتزم الانتقال السياسي".
انتقال سياسي
وتابع المسلط إن "وجود الجميع في جنيف هو لبحث الانتقال السياسي، وإن كانوا جادين فليقولوا علنًا، نطالبهم هنا الآن بأن يقولوا علنًا إنهم جاءوا هنا لبحث الانتقال السياسي".
وقال المسلط، "نجزم بأن جنيف هي المحطة السياسية التي يناقش فيها الأمر السياسي"، مضيفًا "الأمور العسكرية على الأرض جرت مناقشتها في "أستانة"، وتُستكمل في أستانة".
في حين، رفضت المعارضة مقترح وفد الأسد حكومة الوحدة الوطنية في مرحلة الانتقال السياسي.
السياسي السوري أحمد المسالمة قال: لا جديد في اليوم الخامس من مفاوضات جنيف، نظام مراوغ ومعارضة تفاوض بدون تقدم، الأسد وروسيا يستبيحون السوريين بالقصف بمختلف المدن السورية.
وأوضح لـ"مصر العربية": "نحن السوريين ضائعون ما بين أستانة وجنيف والقصف الذي لا يتوقف، قائلا: المفاوضات لن توقف القصف ولم توقف نزيف الدم ولم تخرج معتقلاً ولم تفك حصارًا عن محاصر ولم توصل رغيف خبز إلى جائع، كما أنها تطيل عمر النظام.
وتابع: "السوريون الأحرار تعبوا من متابعة المفاوضات وحتى الكثير من الناشطين والمتابعين لم يعد لهم اطلاع عليها، لأنها كثيرة وبدون أي نتائج.
وقال: "الجميع يتلاعب بنا كوننا مشتتين، فالمعارضة التي تفاوض إما أن تكون منتقاة على مقاسات توضع من قبل أجندة غير سورية، أو من معارضة سورية غير شريفة من منصات لا نعلم كيف جمعت وكيف اتفقت؟ وبالتالي ليس فيهم من يمثل سوريا بكل ما تعنيه كلمة تمثيل، فهم وضعوا عنوة، لم يختارهم أحد، يفاوضون بلسان من وضعوهم وليس بلسان الشعب السوري.
بدوره وصف أحمد النصر الناشط السياسي السوري مفاوضات جنيف4، بأنها ستنتهي كما بدأت، مضيفًا: "البارحة تحدث الجعفري على الملأ أنه سيتم الرد وبقوة على عملية اغتيال ضباط أمن وصدق في ذلك وهو الكذوب حيث سجلت في 24 ساعة الماضية أكثر من مائة غارة على مدينة إدلب وأريافها وحدها..
وتابع: "اليوم كذلك عشرات الغارات من الطيران السوري والروسي فوق رؤوس المدنيين، متسائلاً: "كيف للشعب السوري أن يأمل خيراً من هذا المؤتمر في حين أدان ديمستورا المبعوث الدولي قتل أخطر مجرمي النظام، فيما لم يدن قصف الأطفال والنساء الذي لم يتوقف أبدا.
قصف الأسد
وأنهى النصر كلامه، اليوم فقط استشهاد سبعة مدنيين على الأقل وجرح آخرين وانهيار ثلاثة مبان جراء قصف جوي روسي على مدينة أريحا بريف إدلب.
ويصر بشار الأسد على مواصلة قصفه للمدن والأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، حيث تعرضت بلدة عقرب بريف حماة الجنوبي لقصف من الطيران الحربي الأسدي، كما ألقى الطيران المروحي ألغامًا بحرية على البلدة، وذلك بالتزامن مع القصف المدفعي من حواجز قوات الأسد في حاجز التاعونة وتل حوا وحاجز مؤسسة المياه.
ومن التصعيد العسكري في حماة إلى اللاذقية، حيث استهدف النظام قرى الحدادة وتردين والكبانة والكندة وبلدة الناجية وطال القصف أيضًا مدينة جسر الشغور.
أما الجانب الروسي الراعي الأول لتلك المحادثات والمتحكم في القرار السوري، بحسب مراقبين، جدد مطالبته بضرورة مشاركة الأكراد في المفاوضات، وذلك على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، والذي طالب بضرورة مشاركة ممثلين أكراد في المفاوضات الجارية.
يذكر أنّ الحرب السورية وبحسب أرقام وإحصاءات غير رسمية، فإنها أودت بحياة نصف مليون شخص، في حين قدرت تلك الإحصاءات عدد النازحين والمهجرين في سوريا وخارجها ربما تجاوز الـ13 مليون شخص، اضطروا إلى مغادرة منازلهم والتشرد خارج وطنهم هربًا من جحيم الحرب.