فيديو| بالذكرى الـ 38 لرحيل مصطفى برزاني .. أكراد: على دربه سائرون
"مهما تحدثنا عن الزعيم الخالد مصطفى البرزاني فلن نوفي حقه فلم يقتصر عطاؤه للقضية الكردية فقط بل للعلاقات الكردية العربية" بهذا استهل شيركو حبيب ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة حديثه عن الزعيم الكردي الراحل.
وأضاف حبيب خلال حفل أقامه الحزب بمناسبة الذكرى الـ 38 لرحيل مصطفى الرزاني تحت عنوان "ناصر والبرزاني والعلاقات الكردية المصرية" أن البرزاني كرس جل حياته وناضل من أجل الديمقراطية والحرية والحقوق القانونية والإنسانية لجميع مكونات العراق بمختلف طوائفه.
ودلل شيركو على حديثه قائلا: "خير دليل على ذلك عندما قامت ثورة أيلول 1961 التف حوله كافة أطياف الشعب العراقي من كرد وعرب وسنة وشيعة، كما استشهد الكثير من إخواننا العرب دفاعا عن الديمقراطية والحرية وهو أول من رفع شعار الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان لأنه كان يؤمن بخلق جو تسوده الديمقراطية تتساوى فيه كافة الطوائف أمامم القانون".
وأكد ممثل المكتب أن البرزاني كانت له علاقات وطيدة مع كل مكونات الشعب العراقي خاصة مع المكون الشيعي وعائلة الحكيم تحديدا، متابعا:" نحن نقدر رفض سماحة السيد محسن الحكيم إصدار فتوى بجواز قتل الأكراد بناء على طلب عبدالسلام عارف الرئيس العراقي الأسبق وقال حينها قتل الكرد حراما شرعا".
وأكد حبيب أن الحزب الديمقراطي الكردستاني سائر على نهج البرزاني وتوجهات رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني لإقامة علاقات وطيدة وتعاون كامل مع جميع مكونات العراق بمختلف انتماءاتهم القومية والطائفية والدينية والمذهبية.
وتابع:" حاولنا جاهدين بعد عملية غزو العراق 2003 إقامة عراق موحد فيدرالي ديمقراطي وجهود الرئيسين جلال طلباني و مسعود البرزاني تدلل على هذه الجهود لكن للأسف لا تجري الرياح بما تشتهي السفن، فجاءت بعض الخلافات، ولكنها ستزول فمن علامات التفاؤل علاقة البيشمركة بالجيش العراقي فلأول مرة قوات البيشمركة تشارك الجيش العراقي في حربا مشتركة ضد تنظيم داعش الإرهابي".
وأضاف: "هناك اتصالات بين الجانبين العراقي والكردستاني لإذابة الثليج وإعادة المياة إلى مجاريها، ونقولها صراحة أننا نطالب بعراق موحد ديمقراطي بشرط أن يكون فيه الجميع شركاء في السراء والضراء وإقامة دولة فيدرالية يحكمها القانون والدستور".
وشدد حبيب على قوة ورساخة العلاقات المصرية الكردية، مؤكدا أن استقبال الرئيس جمال عبد الناصر للزعيم مصطفى برزاني كانت نقطة بارزة في تاريخ العلاقات الكردية المصرية.
في السياق ذاته قال رجائي فايد رئيس المركز المصري للدراسات الكردية إنه لابد من التوقف عند عدة محطات حين الحديث عن ذكرى رحيل الزعيم الكردي مصطفى البرزاني فقد ولد في عام 1903 وفي 1906 كان سجينا مع أمه عندما تم إعدام أخاه الأكبر عبد السلام البرزاني، وقد قضى في سجن الموصل 8 أشهر مع أمه وهو في سن الثالثة، وهو في السادسة عشر من عمره نفي إلى مدينة السليمانية لمشاركته مع مائتين من أتباعه في ثورة محمود البرزنجي الحفيد.
وأضاف أن مصطفى برزاني رحل من العراق إلى إيران ليكون وزيرا للدفاع عن جمهورية "مهاباد" هو وأتباعه ولكن عندما انهارت الجمهورية تم إعدام قياداتها ولكن البرزاني تمكن من الهروب مع أنصاره، ووقف عند الحدود العراقية الإيرانية وعند هذه النقطة لم يكن يعرف إلى أين يذهب وهنا قال لأتباعه: "من يريد أن يتركني فأنا ممنون له ومن يستمر معي فمرحبا به.. لأني لا أعلم إلى أين أذهب؟".
وأكمل رجائي:" كان البرزاني مطلوبا من إيران والعراق ومن تركيا والاحتلال الانجليزي، لكنه لم يتحرك من هذه المنطقة إلا بعد أن أتاه الإذن بالتحرك من زعيم العشيرة البرزانية الشيخ أحمد البرزاني شقيقه الأكبر".
وأردف:" سافر مصطفى من موضعه إلى الاتحاد السوفيتي سيرا على الأقدام، إلى أن وصل إلى نهر آراس الذي يفصل ما بين تركيا وإيران وما بين أذربيجان في الاتحاد السوفيتي، وعبروا جميعا البحر سباحة إلى الاتحاد السوفيتي، كان ذلك في شهر فبراير حيث درجة الحرارة تحت الصفر وظل هناك 11 عاما حتى 1958 حين اندلعت ثورة عبدالكريم قاسم، وهنا تجدر الإشارة إلى أنه رغم طول بقائه في الاتحاد السوفيتي لم يصبح ماركسيا".
واختتم رجائي سرده:" في عام 1968، وقع الانقلاب الثاني للبعثيين، وبدأت المفاوضات بين مصطفى بارزاني والحكومة التي نجم عنها اتفاق عام 1970، الذي تضمن بنوده وفقراته مشاركة الكرد في حكم العراق، واعتبار اللغة الكردية رسمية في المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى تطبيق الحكم الذاتي في كردستان، إلا أن الحكومة العراقية تنصلت من تلك الاتفاقية، واتفقت لاحقاً مع إيران على معاداة الكرد، ووقعتا اتفاقية الجزائر عام 1975".
وحضر اللقاء ممثل لاتحاد الوطني الكردستاني بالقاهرة الملا يسين رؤوف نزار حكيم مسؤول الشؤن السياسية بالسفارة العراقية، والكاتب الصحفي عادل رئيس تحرير موقع مصر العربية والدكتور محمود زايد أستاذ التاريخ والحضارة في جامعة الأزهر ولفيف من الاكاديميين والمثقفين والصحفيين.