لهذا.. تقاطع المعارضة السورية «أستانة 3» وتصر على الهدنة
خمسون يومًا هي المدة الفارقة بين أستانة 1 وأستانة 2، توسطهما جلسة بجنيف جارت نتائجها على المعارضة السورية التي تقاطع جلسات التفاوض وتصر على الهدنة.
أستانة 3 والتي تعقد في العاصمة الكازاخية بين المعارضة السورية والنظام، برعاية روسية تركية، ووجود إيراني، تعتبرها الأمم المتحدة تحضيرات لجنيف 5، قاطعتها المعارضة السورية احتجاجًا على مواصلة طيران النظام دك مناطق سيطرة المعارضة بمشاركة الميليشيات الشيعية التي استقدمتها إيران من دول الجوار.
وانطلقت، اليوم الثلاثاء، اجتماعات استشارية في أستانة، إذ وصلت وفود النظام السوري وروسيا وأمريكا وإيران وتركيا والأردن، وسط مقاطعة للمعارضة المسلحة، بسبب تقاعس روسيا عن إنهاء انتهاكات وقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم وفد المعارضة المسلحة، أسامة أبو زيد، إن الوفد اتخذ قرارًا نهائيًا بعدم المشاركة في "أستانة3" نتيجة تقاعس روسيا عن إنهاء انتهاكات واسعة النطاق لاتفاق وقف إطلاق النار من جانب النظام السوري وروسيا.
مقاطعة المعارضة
وأضاف أبو زيد أن قرار عدم الذهاب للمحادثات جاء نتيجة استمرار جرائم روسيا في سوريا في حق المدنيين ودعمها لجرائم الحكومة السورية وأضاف أنهم أبلغوا تركيا، الداعمة الرئيسية للمعارضة، بقرارهم.
السياسي السوري غازي فالح أبو السل قال إن رفض المعارضة حضور مؤتمر الأستانة 3 بسبب الضغط الشعبي؛ نظرا لأن المؤتمرات السابقة لم تحقق أي شيء على الإطلاق، بل زادت وتيرة العنف بشكل جنوني وخاصة بعد مؤتمر جنيف 4 الأخير.
وأوضح السياسي السوري لـ"مصر العربية": أن وفود ما تسمى بالمعارضة مفصلة على مقاس راعي المؤتمر ولا يمثلون إلا الوجه القبيح للثورة، لافتا أن المجتمع الدولي لا يريد أن يحل الأزمة السورية أبدا حتى تهجير كل العرب السنة من سوريا، وبعدها بصير حل سياسي بحيث لايكون في سوريا عندئذ إلا الأقليات الموالية للنظام.
وتابع: "مشروع التهجير القسري يسير في سوريا على قدم وساق وبرعاية أنذل منظمة دولية هي الأمم المتحدة والتغيير الديمغرافي مستمر، "استبدال السنة العرب بشريعة إيران والعراق وأفغانستان وغيرها، وما يحصل في سوريا هو امتداد لما يحصل في العراق الشقيق لم يتبق سنة في العراق إلا القليل، وبالتالي هناك مؤامرة دولية على الشعب العربي السني.
الأنظمة العربية
وأشار إلى أن الأنظمة العربية ضمنًا تبارك بكل ما يحدث لنا دون أن تتخذ أي إجراء لأنها لا تهتم إلا بالكرسي الجالسة عليه، الثورة السورية هي مركز الصراع العالمي إذا هزمت الثورة لا سمح الله سقط الوطن العربي كله، قائلا: "أمريكا وروسيا يريدوا تقسيم سوريا بالاشتراك مع إيران وأن الدعم الأمريكي الكبير للأكراد إلا بنية الانفصال وبناء القواعد الأمريكية في مناطق سيطرة الأكراد.
وأيضا روسيا لها عدة قواعد في سوريا وتريد الساحل ومخزون الغاز الهائل في تدمر ونفط الساحل أيضا، وأيضا إيران تريد دمشق وريفها، مشروع كبير وخطير في المنطقة، الوطن العربي يعيش الآن في وسط الرمال المتحركة مشروع تقسيمه من جديد وارد جدا، سايكس بيكو جديد للمنطقة.
الأستانة 3 جنيف5 مؤتمرات إدارة أزمة لا حلها و للأسف فإنّ ما تسمى بالمعارضة تنساق وراء الوعود البراقة للدول الراعية للمؤتمرات، الكلام لا يزال على لسان أبو السل، والذي أكد أن الراعي هو المجرم الذي قتل الشعب ودمر كل ممتلكاته وهجره قسريًا في إيقاع العالم يلتمس شيئا من الأمن بعد ست سنوات من العذاب، كل المؤتمرات مآلها الفشل.
وأكمل: "الوضع السوري من المستحيل أن ينحل سياسيًا ولو تم فرضه بالقوة فلن يدوم الكفاح المسلح الوطني، الثوري الحر هو الطريق الوحيد الذي سيعيد لسوريا استقلالها ولشعبنا الحرية والاستقلال والكرامة، والنظام والروس والمجوس لا يمكن أن يوقفوا إطلاق النار حتى يسترجعوا كل الأرض التي حررها الجيش الحر
بمعنى ذهاب الوفد إلى الأستانة لا يحقق شيء وإن ذهب الوفد ستكون عاقبته سيئة جدا وهو بالأساس سيئ.
ضغط على روسيا
المحلل السياسي السوري أحمد المسالمة قال إن رفض المعارضة السورية للأستانة ما هو إلا وسيلة للضغط على روسيا وتركيا لفرض وقف إطلاق النار، كون المعارضة الآن بموقف لا تحسد عليه أمام السوريين الأحرار، حيث لم يتم تنفيذ أي شيء من الذي توصلوا إليه بالمباحثات إن كانت بالأستانة أو بجنيف.
وأوضح لـ"مصر العربية" أن استمرار القصف الروسي والأسدي يجعل من المباحثات محطات للحديث والكلام الذي لا يغني ولا يسمن من جوع، فالقتل مستمر والقصف لم يتوقف وإطلاق النار يزداد و ترتفع وتيرته، والتصعيد العسكري بازدياد وخرج علينا المفاوضين من المعارضة وقالوا إنهم توصلوا إلى نقاط وعلى الأرض لا يوجد شيء.
وعن إصرار المعارضة على وقف إطلاق النار أكد المسالمة أن المعارضة الآن تبحث عن حفظ ماء الوجه أمام السوريين، فهو الشيء الوحيد الذي تتمكن منه المعارضة الآن، رغم علم قادتها أنه لن ينفذ شيء، لذلك سيتعلقون بورقة وقف إطلاق النار وروسيا والأسد لا تكترث ولا تهتم، لافتا أن المعارضة مقسمة ومجزئة وهذا ما يجعل النظام وروسيا يفرض ما يريد، نحن كسوريين نطالب المعارضة بأن تكون جسما واحدا.
ولفت: "لكل مؤتمر رئيس ومفاوضون وأعضاء، ومستشارون جدد، بهذا تشتت المعارضة وأصبحت ضعيفة، وبهذا يتلاعب بنا ديمستورا وروسيا بفرضهم أسماء معينة للتفاوض لخلط الأوراق، وللأسف كل من يذهب يكون لديه أفكار غير سابقة، فنخرج من المولد بلا حمص، ويظل الشعب السوري تحت القصف والموت من روسيا والأسد، ليخرج علينا من يدعي تمثيلنا وأنه معارض ليرفض الأستانة حتى وقف إطلاق النار وحين تأتي الأستانة نجدهم ذاهبون وكلامهم يذروه الرياح.
خارجية كازخستان
في حين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الكازاخستانية، أنور جايناكوف، في تصريحات نشرتها وسائل إعلام، "نتوقع اليوم وصول وفد الجبهة الجنوبية للمعارضة، ويجري الآن التدقيق في هذه المعلومات".
وفي وقت سابق قال العقيد أحمد عثمان قائد جماعة السلطان مراد المدعومة من تركيا إن المعارضة تنتظر رد روسيا على رسالة تطالب موسكو بأن تلعب دور الضامن وتوقف انتهاكات وقف إطلاق النار.
وأضاف أنه لم يتحقق شيء حتى الآن في إشارة إلى الضربات الروسية على المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة وهجمات الجيش السوري للتقدم في مناطق محاصرة تسيطر عليها المعارضة.
وأوضح عثمان في تصريحات صحفية أن موسكو لم تف بالتزاماتها وإن المطلب الرئيسي هو وقف القصف وتشريد الناس.
وقال محمد علوش رئيس وفد المعارضة السورية الذي شارك في الجولتين السابقتين لمحادثات أستانة "على ما يبدو أن روسيا تدعونا إلى أستانة وتفرض التهجير القسري على حي الوعر... روسيا لم توافق على تنفيذ وعودها بإيقاف القصف والتهجير ضد الشعب السوري."
وفيما بعد أكد علوش على عدم حضور المحادثات قائلا إن موسكو لم تف بوعودها بوقف قصف مناطق المدنيين وإنهاء تهجير السكان في جيوب المعارضة قرب دمشق.
واستضافت العاصمة الكازاخية أستانة، في الـ 6 من فبراير الماضي، اجتماعاً لمجموعة العمل المشتركة حول سوريا، ثم عقدت الجولة الثانية من اجتماع أستانة بين النظام السوري والمعارضة المسلحة في 15-16 من ذات الشهر.
وجرت يومي 23-24 يناير الماضي، أول محادثات في أستانة بحضور وفد النظام السوري، ووفد يمثل المعارضة المسلحة، برعاية تركيا وروسيا وإيران، باعتبارها الدول الضامنة لتثبيت وقف إطلاق النار في سوريا، الذي بدأ سريانه في الـ 30 من ديسمبر الماضي.