قراءة في البيان الختامي

القمة العربية .. إحباط لمساعي حفتر وقطع الطريق على إسرائيل وتحذير لإيران وتركيا

كتب:

فى: العرب والعالم

20:45 29 مارس 2017

"دعم السعودية.. تحذير إيران.. وضغط على تركيا.. رفض للمساعي الإسرائيلية.. وإحباط لجهود خليفة حفتر.. واهتمام بحرب الإرهاب"..  كان هذا أبرز  العناوين الرئيسية في البيان الختامي للقمة العربية الـ 28 التي عقدت اليوم في الأردن.

 

البيان جاء داعما للسعودية في معركتها ضد إيران حيث تضمن نقدا لاذعا لإيران بسبب تدخلاتها في المنطقة العربية، و شدد مرة أخرى  على إدانة الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة في طهران في مطلع يناير من العام الماضي.

 

 و رفضت القمة العربية التصريحات التحريضية للمسؤولين الإيرانيين ضد الدول العربية، و دعت طهران لوقف اللعب على الوتر الطائفي لمنع توسع الصراعات الطائفية المنطقة، مطالبة إيران بمراعاة دول الجوار وعدم التدخل في شؤونهم.

 

و تأكيدا لسياسيات الخليج في اليمن تضمن الختام دعم الشرعية الدستورية اليمنية، ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، واعتبار أن أي مفاوضات لا بد أن تنطلق من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن.

 

ضغط على تركيا

 

 و ساوت القمة بين إيران و تركيا بدعوة أنقرة لسحب قواتها فورًا من دون قيد أو شرط من العراق، باعتبار وجودها اعتداءً على السيادة العراقية، وتهديدا للأمن القومي العربي.

 

و هو نفس النهج الذي تصر عليه الجامعة العربية منذ العام الماضي، فقد أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، 24 ديسمبر 2012 في بيان رسمي عن استنكاره و رفضه لما سماه " التوغل التركي" في الأراضي العراقية، واصفا التدخل بأنه انتهاك سافر لسيادة الدول العربية.

 

ودخل العراق في حرب دبلوماسية وإعلامية مع تركيا بعدما نهاية 2015 حين أدخلت قوات لقاعدة بعشيقة دون إذن الحكومة المركزية في بغداد، ولكن أنقرة ذكرت أن تخلها كان بناء على اتفاق مع حكومة كردستان، وأعقب الاشتباك السياسي سحب السفراء وتبادل الاتهامات.

 

ورغم  انتقاد إيران وسياساتها غاب عن البيان المطالبة بسحب ميليشيا حزب الله اللبنانية الشيعية قواتها من سوريا، وهي التي استدعتها إيران للقتال في سوريا بجانب قوات بشار الأسد، و صنفتها الجامعة منظمة إرهابية في مارس الماضي، وهي صاحبة الدور البارز في تهجير العديد من أهالي سوريا من مناطقهم خاصة في مناطق وادي بردى و مضايا والزبداني.

 

 

قطع الطريق على إسرائيل

 

وصدقت التوقعات بسيطرة القضية الفلسطينية على القمة العربية لما سبقها من تصريحات إسرائيلية بعدم إمكانية تطبيق حل الدولتين الذي يؤيده المجتمع الدولي والجامعة العربية، ولكن التعاطي مع القضية الفلسطينية لم يخرج بآليات واضحة المعالم.

 

ولكن القمة تحدت المساعي الإسرائيلية بتطبيق الفيدرالية التي تقضي بتحويل الضفة الغربية لكانتونات معزولة وعزل غزة، وهو الحل الذي يحاول سياسيون إسرائيليون إقناع الإدارة الأمريكية به هذه الأيام،  فقد أكدت الجامعة العربية الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، وأن تظل عاصمة دولة فلسطين، وإعادة تأكيد حق دولة فلسطين بالسيادة على كل الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، ومجالها الجوي، ومياهها الإقليمية، وحدودها مع دول الجوار”.

 

وطالبت القمة المجتمع الدولي بإيجاد الآلية المناسبة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 الذي أكد أن الاستيطان الإسرائيلي يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وعقبة في طريق السلام، ومطالبة إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال)، و دعوة الدول العربية لزيادة رأس مال صندوقي الأقصى والقدس بمبلغ 500 مليون دولار ودعم موازنة فلسطين لمدة عام تبدأ في 1 أبريل 2017 وفقا لآليات قمة بيروت2002.

 

إحباط لمساعي حفتر

 

لم تغير القمة العربية شيء في المعادلة الليبية رغم تقدم خليفة حفتر قائد عملية الكرامة على خصمه فايز السراج رئيس حكومة الوفاق بالسيطرة على الموانئ النفطية التي كانت تسيطر عليها قوات مؤيدة للسراج.

 

وجاء بيان القمة يؤكد الدعم للتنفيذ الكامل للاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات بتاريخ 17 ديسمبر 2015، الذي انبثق عنه تشكيل حكومة وفاق بقيادة السراج وهو الاتفاق الذي يرفضه حفتر الاعتراف ويسعى لتعديله.

 

ورفض خليفة حفتر التسليم لحكومة الوفاق رغم قرار مجلس الأمن بحظر التعامل مع أي كيانات موازية غير حكومة الوفاق، بحجة أن حكومة الوفاق لم تحصل على ثقة برلمان طبرق في الشرق ولأن حكومة السراج تتعاون مع ميليشيات يراها حفتر إرهابية.

 

 

الإرهاب يخطف الأنظار

 

وكما حظيت قضية حرب الإرهاب بأهمية كبيرة في حديث الزعماء العرب، جاء البيان الختامي يركز على هذه القضية فقد دعا للعمل على مكافحته، واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه المالية والفكرية.

 

وطالب بالعمل على إيجاد استراتيجية شاملة متعددة الأبعاد لمكافحة الإرهاب تتضمن الأبعاد السياسية والاجتماعية والقانونية والثقافية والإعلامية وغيرها.

 

اعلان