في حوار لـ"مصر العربية"

 وزير لبناني سابق: السوريون حملونا ما لا طاقة لنا به

كتب:

فى: العرب والعالم

20:18 10 أبريل 2017

حزب الله جزء من أزمة اللاجئين السوريين

الضرائب لن تلغى ولكن ستخفف

مشكلة قانون الانتخابات البرلمانية في الفكر الطائفي

نسعى لتحييد لبنان عن المحاور وليس حيادها

السياحة العربية طوق نجاة للبنان

 

إيجابيات يشهدها لبنان في الفترة الأخيرة مثل وضع ميزانية للمرة الأولى من 12 عاما وانتخاب رئيس بعد فراغ عامين ونصف يقابلها صعوبات أعظم من أزمة اللاجئين السوريين وتدخل حزب الله في سوريا والخلافات حول قانون الانتخابات البرلمانية، وتظاهرات ضد رفع الضرائب وتدهور القطاعات الخدمية.

 

كيف يعظم لبنان المكاسب من وراء هذه الإيجابيات، ويحل المشكلات المتفاقمة؟ سؤالان رئيسيان توجهت بهما "مصر العربية" لأحد أبرز رموز السياسة اللبنانية سمير الجسر النائب البرلماني عن كتلة "تيار المستقبل"  للإجابة عليهما.

 

الجسر الذي  كان وزيرا سابقا لحقيبتين العدل سنة 2000 و التربية 2004، ألقى الضوء في الحوار على زيارات الرئيس اللبناني الجديد ميشال عون الخارجية وموقفه من قضية سلاح ميليشيا " حزب الله" وكيفية مواجهة الأزمة الاقتصادية وأهمية مؤتمر "بروكسيل" حول النازحين في نهاية الأسبوع الحالي بالنسبة للبنان.

 

إلى نص الحوار ..  

 

بعد المظاهرات المناهضة لرفع ضريبة القيمة المضافة من 10 إلى 11% على قطاعات لبنانية كثيرة .. هل تعدل الحكومة عن هذه الضرائب؟

 

مادام هناك أزمة اقتصادية طبيعي أن يكون هناك ضرائب ولبنان عادة يتأثر بظروف المنطقة، والأزمة الاقتصادية ضربت المنطقة ككل وليس لبنان وحده، ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية في المنطقة زادت أوجاع لبنان أكثر. 

 

وعلى سبيل المثال أبناء لبنان العاملين في الخارج كانوا يحولون أموالا للدولة تقدر بـ8 مليارات دولار، 6 مليارات منها كانت تأتي من العاملين بدول مجلس التعاون الخليجي الذي يعيش أزمة اقتصادية هو الآخر ما أثر سلبا على العاملين به.

 

وقطاعات الخدمات والسياحة أحد الموارد الأساسية لبنان تضررت بشكل كبير ما انعكس سلبا على الداخل، مفيدا بأن معركة الحكومة هي كيفية جلب السياح العرب للبنان من جديد وإعادة الثقة بالدولة.

 

في النهاية الموازنة الجديدة التي تصدر لأول مرة منذ 12 عاما أرسلتها الحكومة للبرلمان ولكن لم توزع بعد على النواب، وما لدي من معلومات يؤكد أن الضرائب لن تعتمد بالشكل الذي أعلنت عنه ولكن ستخفف بجانب تخفيف الإنفاق أيضًا.

 

ماذا يتوجب على الحكومة فعله للخروج بلبنان من عنق الأزمة الاقتصادية؟

 

الحكومة تعد ملفا يخص اللاجئين السوريين، تمهيدا لعرضه في مؤتمر "بروكسيل للنازحين" المرتقب لطلب العون من المجتمع الدولي لتحمل المسؤولية معنا، فلا يمكن تخيل أن يقف لبنان منفردا لمواجهة هذه الأزمة، فمشكلة النازحين أثرت بشدة على الوضع الاقتصادي، وحملت لبنان ما لا طاقة له به.

 

الأمر الثاني نأمل بعودة السياح العرب بحيث يعطي دفعة جديدة للاقتصاد، بجانب بعض التدابير الأخرى مثل تخفيف الإنفاق والتشجيع على الاستثمارات بشكل أكبر.

 

الزيارات الخارجية لميشال عون في الفترة الماضية هل تساهم في تحسين التردي الاقتصادي؟

 

وقعت الاتفاقية العربية التي تفتح الحدود بين الدول العربية، ولم يكن  لدينا مشكلة في الاتفاقيات الاقتصادية، ولكن هناك حكومات تنذر بشكل غير مباشر مواطنيها بعدم السفر لبعض الدول باعتبارها مناطق خطر، فلو عادوا وقالوا إن لبنان ليس بلدا خطرا، بحيث يعود السياح العرب من جديد ما سيكون له دور مهم جدا في تحسين الوضع الاقتصادي، وهو ما نأمل أن تساهم به الجولات الخارجية.

 

تحدث بعض اللبنانيين حول مخاوف من تغيير ديموغرافي قد تحدثه أزمة اللاجئين .. هل تشاركهم هذه المخاوف؟

 

لا أعتقد أن هناك دولة استضافت أكثر من نصف شعبها إلا لبنان، هذا الأمر له تداعياتها خطيرة على الوضع الاقتصادي والمعيشي والخدماتي والأمني بالتأكيد، ومع هذا أنا لا أخشى من عملية تغيير ديموغرافي، فليس هناك مشروع استيطاني، مثلما ما حدث في فلسطين على يد المهاجرين اليهود، فالموضوع مختلف، نحن أمام أناس هربوا من ويلات الحرب ولجؤوا للأراضي اللبنانية، ونتمنى أن تحل الأزمة السورية ويعودون سالمين لبلادهم.

 

وكيف تحل هذه الأزمة برأيك؟

 

هذا مرتبط بظروف المنطقة والقرار الدولي بإنشاء مناطق آمنة في سوريا، تحت حماية الأمم المتحدة، ووقتها سيعودون بكامل عددهم.

 

ولكن البعض يحمل ميليشيا حزب الله اللبنانية مسؤولية أزمة اللاجئين السوريين لديكم بتدخلها المباشر في الحرب .. كيف ترون الأمر؟

 

حقيقة الأمر، أن حزب الله جزء من تداعيات الأزمة السورية على لبنان، ولكن حتى نكون منصفين لا يجب تحميلهم مسؤولية كل الأزمة وحدهم، فالأزمة لها عوامل متعددة، ولكن وجود السلاح في يد الحزب أخل بالمعادلة اللبنانية.

 

ماذا عن أزمة قانون الانتخابات التي تفجرت في لبنان مؤخرا؟

 

قانون الانتخابات حقيقي أنه مثل أي قانون ولكن المشكلة أن النظام في لبنان مبني على أسس طائفية، وهذا القانون بكل أسف لو لم يكن النظام طائفي ما كان هناك أية إشكالية حوله، وفي العموم كل القوانين ممكن أن تزيد من حصة فصائل وتقلل من أخرى، ولكن الأزمة أن أطروحات التمثيل في البرلمان خلفيتها طائفية.

 

وباتت كل طائفة تخشى من القانون في التأثير على حجم تمثيلها، فكل التفكير أصبح طائفي بكل أسف، وهذه المشكلة الحقيقية، ومع ذلك يمكن حلها بوحدة معايير تعتمد على كل الناس، وألا نخلق أي هلع لأي مكون من المكونات اللبنانية.

 

كان هناك مخاوف من ميل لبنان لكفة إيران بعد دعم حزب الله لاختيار ميشال عون في الرئاسة، هل حاول عون إحداث التوازن بزيارة السعودية والخليج بعد توليه؟

 

هناك ثوابت في لبنان لا يقبل الخروج عليها، والرئيس عون حريص عليها، أن لبنان محكوم بالانفتاح على الكل، ونحن مع كل إجماع عربي، ولا نستطيع أن ننحاز لهذا التكتل أو ذلك داخل الأقطار العربية.

 

هل تقصد التزام الحياد؟

 

بل تحييد لبنان هناك فرق بين التزام الحياد وتحييد لبنان، الأخيرة تعني النأي بلبنان عن سياسة المحاور العربية لكن فيما يتعلق بشؤون المنطقة والصراع العربي فنحن ملتزمون بما اتفق عليه العرب وقرار جامعة الدول العربية.

 

 رئيس لبنان جاء بناء على صفقة مع حزب الله وورقة تفاهم بينهم، فهل يخرج في يوم عن هذا التفاهم؟

 

هناك أشياء مرحلية تجري لفترات، وهناك ثوابت لا يجب الخروج عنها، فنحن ضد أي سلاح خارج الشرعية اللبنانية والمؤسسات السورية، وضد التدخل في سوريا، وعلى الرئيس التشديد عليها وإلزام الحزب لها.

 

بعد زيارة عون لمصر لحقه بعد أيام الحريري للقاهرة، ما جعل البعض يستشعرون أن هناك ثمة تنافسية بين الاثنين .. بماذا تفسر الأمر؟ وكيف رأيت الزيارة؟

 

على العكس، التفاهم كبير بين عون والحريري والدليل حضورهم القمة العربية سويا، هناك تكاملية بينهما وفي النهاية الكل يصب في لبنان.

 

والزيارة مهمة، فلطالما كان هناك تعاون بين لبنان ومصر، وضباط كبار في لبنان حضروا دورات ضباط أركان في مصر،  ودوما ننظر لمصر نظرة خاصة ونتمنى التعاون بين مصر ولبنان يصبح أكبر.

اعلان