التحالف الوطني العراقي: الخطوات غير المسؤولة لا تخدم الحقوق الكردية
حذّر عمار الحكيم، رئيس التحالف الوطني العراقي (أكبر كتلة شيعية في البرلمان)، اليوم الأربعاء، من أن الخطوات غير المسؤولة لا تخدم الحقوق الكردية، في إشارة إلى رفع علم الإقليم الكردي في محافظة كركوك (شمال)، والحديث عن إجراء استفتاء لتقرير مصيرها.
جاء ذلك خلال كلمة له بمناسبة ذكرى ولادة الإمام علي، رابع الخلفاء الراشدين، في مقره وسط العاصمة بغداد.
وقال "الحكيم"، إن "الخطوات غير المسؤولة لا تخدم الحقوق الكردية، ولا تحمي اللحمة الوطنية ولنا ثقة بقيادات تتفهم ذلك، والعلاقة بين الإقليم الكردي، والمركز يجب أن تعاد صياغتها بطريقة أكثر واقعية ووطنية بما يحفظ هيبة الحكومة الاتحادية".
وأوضح أن "الحفاظ على العراق، لا يتم بدون تصفير (إنهاء) المشكلات القائمة، وإطلاق تسوية وطنية شاملة، والعمل على إطلاق الشعارات العدوانية المغرضة يعبر عن حالة من قصر النظر السياسي".
ودعا رئيس التحالف الوطني الجميع إلى "استشعار الأخطار الحقيقية التي يواجهها العراق".
وبيّن الحكيم أن "الأغلبية الوطنية هي الشراع، الذي ستنطلق به سفينة العراق في المرحلة القادمة، وانتخابات 2018 ستكون حساسة ومصيرية، ويجب ألا تكون قضايا العراق المصيرية مادة انتخابية بين المتسابقين".
وأمس الثلاثاء، استبعد رئيس الوزراء العراقي، خلال مؤتمر صحفي، إمكانية إجراء استفتاء في كركوك، لتحديد مصير المحافظة مع وجود مناطق بيد "داعش" ونازحين، مؤكدا أن حكومته تطمح لحل كل ما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها بالتعاون والحوار.
وتنص "المادة 140" من الدستور العراقي على تطبيع الأوضاع في محافظة كركوك، ومناطق أخرى متنازع عليها في محافظات نينوى وصلاح الدين (شمال)، وديالى (شرق)، ومن ثم إحصاء عدد السكان، الذين سيقررون في الخطوة الأخيرة تحديد مصير مناطقهم بالإبقاء عليها تابعة لبغداد، أو الانضمام للإقليم الكردي.
ولاقت القرارات، التي اتخذها مجلس محافظة كركوك بأغلبية كردية مؤخرًا، والتي تتعلق برفع العلم الكردي، والتصويت على إجراء استفتاء لتحديد مصير المحافظة، رفضا واسعاً من القوى السياسية العربية والتركمانية.
وقرر مجلس محافظة كركوك الغنية بالنفط، رفع علم الإقليم الكردي إلى جانب علم العراق على المباني الحكومية، وسط مقاطعة النواب العرب، والتركمان في مجلس المحافظة لجلسة التصويت.
وكركوك من المناطق المتنازع عليها بين بغداد والإقليم الكردي، بينما يعتبرها التركمان مدينتهم التاريخية وعاصمتهم الثقافية في العراق.
وتسيطر البيشمركة (قوات تابعة للإقليم الكردي) على كركوك، باستثناء جيب جنوب غربي المحافظة (الحويجة) لا يزال في قبضة تنظيم "داعش"، منذ فرار الجيش العراقي من المحافظة، إثر تمدد التنظيم شمالي وغربي العراق، في صيف 2014.
وسبق أن حذرت الأمم المتحدة وتركيا، من أن هذه الخطوة "تهدد التعايش السلمي بين المجموعات الدينية والإثنية" في كركوك، التي تضم خليطا من القوميات من التركمان والأكراد والعرب.