السودان: فصل الجنوب «مؤامرة».. والبشير لم يوافق على الانفصال
قال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور إنَّ فصل الجنوب كان في الأساس "مؤامرة"، لافتًا إلى أنَّ "ما يجري حاليًّا هو نتائج هذه المؤامرة ويتحملون وزرها كاملاً".
وأضاف، في تصريحاتٍ صحفية، اليوم الخميس، حسب "الأناضول": "الرئيس عمر البشير لم يوافق في يوم من الأيام على انفصال جنوب السودان، لكنَّه أكَّد قبوله بنتائج الاستفتاء التزامًا باتفاقية السلام الشامل".
ولفت إلى أنَّ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لم يقل إنَّ إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما طالبت حكومة البشير بالموافقة على تقسيم السودان إلى جزئين لمعالجة مشكلتها مقابل عدم تقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وتابع: "إنما قال لافروف إنَّ الأمريكان أشاروا إلينا أن القصد من المحكمة الجنائية هو الضغط على الرئيس البشير كي لا يتراجع عن قبول فصل جنوب السودان.. ما عناه لافروف أنها كانت وسيلة للضغط على السودان كي لا يتراجع".
وكان وزير الخارجية الروسي قال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي ريكس تيرلسون، أمس الأربعاء: "إدارة أوباما طلبت من حكومة عمر البشير الموافقة على تقسيم السودان إلى جزئين لمعالجة مشكلتها مقابل عدم تقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية".
وأضاف: "إدارة أوباما طالبت وقتذاك من الحكومة الروسية الحصول على موافقة الرئيس السوداني على الانفصال بالرغم من إنهم كانوا يرغبون رؤيته محاكماً أمام المحكمة الجنائية.. انفصال الجنوب كان مشروعًا أمريكيًّا من قبل إدارة أوباما".
ومنذ 2009، تلاحق المحكمة الجنائية الدولية الرئيس السوداني بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور المضطرب غربي البلاد، إضافة إلى اتهامه في العام بـ"الإبادة الجماعية".
ويرفض البشير الاعتراف بالمحكمة ويرى أنَّها أداة "استعمارية" موجهة ضد بلاده والأفارقة.
ويشهد إقليم دارفور منذ العام 2003 نزاعًا بين الجيش الحكومي ثلاث حركات مسلحة خلف 300 ألف قتيل، وشرد نحو 2.5 مليون شخص طبقًا لإحصائيات الأمم المتحدة.
وترفض الحكومة هذه الأرقام وتقول إنَّ عدد القتلى لم يتجاوز عشرة آلاف شخص في الإقليم الذي يقطنه نحو سبعة ملايين نسمة.