أصدر تعديلات تمهد لملف التوريث
من أبناء عبدالعزيز لأولاد سلمان .. أهواء الملك تهدد عرش آل سعود
في تعديلات أثارت الكثير من الريبة، أقال الملك سلمان بن عبدالعزيز بعض الأمراء والوزراء وعين آخرين خلفا لهم.
وكان الملفت تعيين الأمير عبدالعزيز نجل الملك سلمان وزير دولة لشؤون الطاقة في وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، وابنه الثاني خالد سفيرا لواشنطن، وهو ما اعتبره مراقبون تمكينا من مفاصل الدولة لأنجال الملك الحالي، بما يحطم سنة سارت عليها المملكة لعقود وهي توريث الحكم بين أبناء الملك المؤسس "عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود".
وقرر الملك سلمان إعفاء الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي بن عبدالله، سفير المملكة لدى الولايات المتحدة من منصبه، علاوة على الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة وتعيين الأمير حسام بن سعود بن عبدالعزيز بدلًا منه،
وكذلك عزل الملك سلمان الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، أمير منطقة حائل من منصبه، وتعيين الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز، بدلًا منه.
كما قرر الملك إعفاء عدد من الوزراء من مناصبهم، والبارز كان إعفاء وزير الخدمة المدنية خالد العرج من منصبه "بسبب تجاوزات تضمنت استغلال النفوذ والسلطة"، وتشكيل لجنة وزارية للتحقيق معه.
مكافآت وبدلات
الملفت أيضًا أن التعديلات جاءت مصاحبة لقرار بإعادة جميع البدلات والمكافآت والمزايا المالية لموظفي الدولة التي تم إلغاؤها أو تعديلها أو إيقافها، وهو ما رآه المحللون رشوة سياسية لتمرير مساعي الملك لتوريث ابنه بدلا من ولي العهد الحالي الأمير "محمد بن نايف"، الذي سيكون، حال وصوله للحكم، أول أحفاد الملك عبد العزيز، الذي يرتقي عرش آل سعود، ليسدل بذلك الستار على حكم أبناء الملك المؤسس، الذين غيب الموت معظهم..
تبقى معضلة الملك سلمان أمام أهوائه في تسليم السلطة لابنه محمد بن سلمان في الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد، فهو وزير الداخلية والرجل القوي في المملكة.
ولذلك ينظر لهذه التعديلات بأنها تقويض للأمير محمد بن نايف خاصة أنه حفيد السديرية وابن شقيق سلمان وله تأييد كبير في الأسرة الحاكمة، لذلك لجأ الملك سلمان لتمكين أبنائه من مفاصل الدولة.
تأمين مفاصل الدولة
ورأى زكريا عبدالرحمن المتخصص في الشؤون العربية أن الملك سلمان، يريد تأمين مفاصل الدولة بتعيين ابنه في وزارة البترول والطاقة باعتبارها مصدر الثورة، وقبلها عين ابنه وزير الدفاع باعتبار الوزارة مصدر القوة والأمن.
وعن خالد بن سلمان، أضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن السفير في واشنطن هو الحبل السري للعلاقة الخاصة بين السعودية وأمريكا، فأراد الملك سلمان تأمين هذه العلاقة بإسناد الملف لابنه حتى يضمن عدم معارضة الولايات المتحدة أو تدخلها ضد أهدافه بتوريث ابنه السلطة.
رشوة للمواطنين
وذكر عبدالرحمن أن سلمان قدم " رشوة للمواطنين" في صورة بدلات ومكافآت ضخمة لضمان تجنب الاحتجاجات وتمرير قراراته دون معارضة تذكر من باب "أطعم الفم تستحي العين".
ونوه إلى أن سلمان قلق من محمد بن نايف لأنه مسؤول الأمن الداخلي، بجانب أنه قوي، ولكن هناك مبدأ في السعودية أن الملك حر في تصرفاته، ولكن من سبقوا سلمان كانوا يقدرون كبار السن في العائلة، ولكن سلمان أجرأ ممن سبقوه.
استمالة بعض الأمراء
وتابع الخبير بالشؤون العربية:" سلمان استمال أبناء الأمير سلطان بن عبدالعزيز وتعيينهم في مناصب متنوعة بأن يكونوا أمراء لمناطق، وأمير المنطقة هو ملكها، ليحدث توازنات ويضمن عدم معارضة مشروعه".
ولفت إلى أن الأمير محمد بن نايف غاب عن لقاء سلمان بالسيسي منذ يومين وهو على غير العادة، فالطبيعي أن يحضر ولي العهد مثل هذه الأمور ولكنه اكتفى بوجود محمد بن سلمان وهو ما يفرض شكوكا عديدة، بحد تعبيره.
"عبدالله الملك كان من أم غير سديرية لذلك كان محاط بسلمان ونايف وكان تأثيره ضعيفا ولم يسند إليه الحكم إلا بعد أن جعلوه وليا للعهد وخلال هذه الفترة سيطروا على تفكيره، وأصبحوا هم المسيطرين على مفاصل الدولة حين أصبح ملكا"، هكذا أضاف عبدالرحمن.
يهدد عرش آل سعود
وذكر أن مشكلة سلمان أنه يريد توريث الحكم لابنه والأخطر أنه ليس الأكبر، وستكون سنة جديدة على خلاف العقود الماضية وأول توريث مباشر وربما يعصف بحكم آل سعود بالكامل.
واتفق معه الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية، أن الملك سلمان يخشى الحراك السياسي داخل الأسرة الحاكمة، فقد جاء على عكس رغبة أكثر من 52% من الأسرة الحاكمة الذين كانوا يؤيدون محمد بن نايف.
المنافس القوي
ورأى في حديثه لـ"مصر العربية" أن بن نايف هو المنافس القوي للملك سلمان وأبنائه، وسلمان يعلم أنه لم يأت بأغلبية مطلقة، وهناك معارضة كبيرة له داخل الأسرة الحاكمة وهذا قد يمتد لاحتجاج شعبي.
وأضاف أن الملك سلمان يريد ترتيب البيت الداخلي، مردفا:" سلمان يخشى من تكرار تجربة الملك فيصل معه الذي اغتيل بعد معارضته الشهيرة لأمريكا".
لذلك أراد سلمان أن يؤمن الاقتصاد بإسناده لنجله كما يكمل عامر، وتكليف محمد بالدفاع حيث القوة الأكبر في الدولة، وإرسال خالد لواشنطن حيث العلاقة مع الدولة الأهم، ولتقريب وجهات النظر بينها وبين الرياض وضمان عدم تدخلها في ملف التوريث.
ونوه بأن محمد ليس الأكبر سنا ولكن الأكثر قسوة، ولذلك يريد سلمان توريثه السلطة وكسر القواعد التي سارت عليها المملكة لعقود طويلة ما يهدد السعودية بعدم استقرار كبير.
وشدد رئيس مركز الدراسات على أن سلمان لا يستطيع إزاحة محمد بن نايف من وزارة الداخلية لذلك أراد ضمان بقية مفاصل الدولة، مفيدا بأنه صرف المكافآت لإلهاء الناس عن تنفيذ مخططه خاصة لما يلقاه من امتعاض داخل الأسرة الحاكمة وخارجها بسبب حرب اليمن.