69 عاما على النكبة
من 8 إلى 78 % .. كيف التهم الصهاينة فلسطين؟
69 عاما مروا على النكبة الفلسطينية، وسؤال يفرض نفسه مع كل سنة تمر لتذيق أهل فلسطين طعم الذل والهوان وهو "كيف أصبح أصحاب الأرض لا يملكون سوى 22% منها بعد أن كان حصة اليهود قبيل النكبة لا تتخطى الـ8 %؟.
للإجابة على هذا السؤال نحتاج لسرد الحكاية من بدايتها، مع التوضيح بالخرائط كيف التهم المحتلون الأراضي الفلسطينية قطعة تلو الأخرى حتى بات أصحاب الأرض غرباء في بلدهم.
في عام 1917، سقطت فلسطين بيد الجيش الإنجليزي، ودخلت مدن فلسطين مظلة الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1920 والذي سمح للهجرة اليهودية إلى فلسطين، فقد أخذت إنجلترا على عاتقها منذ بداية القرن العشرين إيجاد كيان يهودي سياسي في فلسطين حتى يظل خاضعا لنفوذهم ولحماية مصالحهم وحتى يكونوا شوكة في ظهر العرب تعرقل كل محاولة للوحدة فيما بينهم.
وجاء وعد بلفور الذي أطلقه وزير خارجيتها آنذاك عام 1916 كنتيجة لعقيدة بريطانيا في هذا الوقت.
ومع تكثيف هجرة اليهود إلى فلسطين بدأت المناوشات بين السكان العرب و المهاجرين اليهود منذ نهاية عشرينيات القرن الماضي، ووصل ذروته في منتصف الثلاثينات عندما أعلن الفلسطينيون الثورة الفلسطينية الكبرى ما بين 1936 و1939، وشملت جميع أنحاء فلسطين والأطول مدة بالمقارنة للانتفاضات التي سبقتها حيث وقعت معارك عنيفة بين المقاتلين الفلسطينيين والجيش البريطاني والعصابات الصهيونية من جانب آخر.
وحتى هذه اللحظات كان غالبية الأراضي الفلسطينية من نصيب الفلسطينيين، فلم يكن عدد اليهود في فلسطين يتجاوز 56 ألفا مقابل 644 ألف فلسطيني أي ينسبة 8% إلى %92 ولم تتعدى نسبة الأراضي التي يملكها اليهود 2% .
وتصاعدت حدة الصراع في فلسطين الذي شمل أيضًا هجوم العصابات الصهيونية على القوات البريطانية خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ما دعاها إلى تحويل ملف فلسطين للأمم المتحدة.
وشكلت هيئة الأمم المتحدة عام 1947 لجنة UNSCOP المتألّفة من دول متعدّدة باستثناء الدّول دائمة العضوية لضمان الحياد في عملية إيجاد حلّ للنزاع، واتخذت قرارا بتقسيم فلسطين لدولتين وجاء قرار التقسيم بمنح 55% من أرض فلسطين للدولة اليهودية.
وشملت حصّة اليهود من أرض فلسطين على وسط الشريط البحري (من إسدود إلى حيفا تقريبا، ما عدا مدينة يافا) وأغلبية مساحة صحراء النقب (ما عدا مدينة بئر السبع وشريط على الحدود المصرية).
ولم تكن صحراء النّقب في ذاك الوقت صالحة للزراعة ولا للتطوير المدني، واستند مشروع تقسيم الأرض الفلسطينية على أماكن تواجد التّكتّلات اليهودية بحيث تبقى تلك التكتّلات داخل.
خارطة تبين تقسيم فلسطين لدولتين (عربية ويهودة صهيونية) بناء على قرار الأمم المتحدة 181 الصادر في 29 تشرين ثاني لعام 1947
وفي اليوم الذي أعلنت فيه بريطانيا الانسحاب من فلسطين 14 مايو 1948 أعلنت المنظمة الصهيونية قيام دولة إسرائيل في فلسطين ودخل العرب في حرب مع إسرائيل انتهت بخسارتهم لفساد الأسلحة وعدم خبرتهم فسيطر الصهاينة على %77.4 من مساحة فلسطين.
وحين هب العرب رفضا لإعلان دولة إسرائيل في فلسطين ودخلت مصر قطاع غزة عام 1948، كما دخل الأردن الضفة الغربية، وفي فبراير عام 1949 وقعت كل من مصر والأردن من جهة وإسرائيل من جهة أخرى هدنة تقضي باحتفاظ مصر بالقطاع، والأردن بالضفة حتى تكون مأوى لكثير من اللاجئين الفلسطينيين عند خروجهم من ديارهم، وبقي هذان الجزءان تحت الحكم المصري والأردني حتى حرب 1967.
واحتل الصهاينة في حرب يونيه67 ما تبقى من فلسطين بالإضافة لشبه جزيرة سيناء في مصر وهضبة الجولان في سوريا وبلغ مجموع الأراضي العربية الخاضعة لسيطرة الصهاينة 89359 كيلو متر مربع ما يزيد على أربعة أمثال الأراضي المحتلة قبل الحرب.
وكان عدد الفلسطينيين المتواجدين في الأراضي الفلسطينية قبيل الحرب 2.25 مليون فلسطيني يمثلون ما نسبته 70% مقابل 30% من اليهود.
وبدأ الاستيطان الصهيوني في الضفة وغزة بإنشاء أول مستوطنة وهي "كفار عتصيون" بالضفة في27 وفي العام الذي لاحق النكسة أنشأ الاحتلال الصهيوني 14 مستوطنة ووصل إلى فلسطين 12270 مهاجراً يهودياً.
وفي 4 مايو 1994 وقع اتفاق "غزة-أريحا" كملحق لاتفاقية أوسلو المبرمة في 1993، وفيه خلص الأطراف إلى تفاصيل الحكم الذاتي الفلسطيني، حيث أعطى حكم ذاتي محدود الصلاحيات لمنطقتي غزة وأريحا اللتين تشكلان 1.5% من الأراضي الفلسطينية إذ تبلغ مساحة غزة 363 كيلو متر مربع وعدد سكانها حوالي 800 ألف نسمة ويقطنها 5 آلاف مستوطن يهودي.
وتبلغ مساحة أريحا 60 كيلو متر مربع ويسكن المدينة والمناطق التابعة لها 25 ألف نسمة، وقبيل اتفاق أوسلو كانت إسرائيل تسيطر على 65% من أراضي الضفة ثم باتت تسيطر على73% منها بعد أن صادرت 67 ألف دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع).
ومنذ عام (2000) استشرت المستوطنات الإسرائيلية لتحتل معظم مساحات فلسطين ولم يتبقى منها للدولة الفلسطينية الآن سوى قرابة الـ22 % .
وفي العام الماضي صادرت القوات الإسرائيلية أكثر 2243 دونم من أراضى مدينة أريحا و1300 دونم من أراضى مدينة نابلس بعد الموافقة على مشروع كيدم الاستيطانى بالقدس بعدما تم رفضه قبل عام أقرته حكومة الاحتلال.
تقلص حجم الأراضي الفلسطينية من 1946 حتى الآن
وآخر إعلان لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني لعدد السكان 2016 أعلن ارتفاع عدد الفلسطينيين "المقدر" في العالم إلى أكثر من 12 مليونا مع نهاية العام 2016، و أوضح جهاز الإحصاء الفلسطيني، في بيان، أن نحو 4.88 مليون مواطن فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
وبحسب بيان صادر عن جهاز الإحصاء الفلسطيني فإن 1.53 مليون مواطن فلسطيني يعيشون في المدن داخل الخط الأخضر (أراضي 48)، وما يقارب 5.5 مليون في الدول العربية، ونحو 696 ألفا في الدول الأجنبية، و نحو 2.100 مليون فلسطيني يسكنون الضفة الغربية و1.100 مليون في قطاع غزة.
وبلغت نسبة السكان اللاجئين نحو 41.9% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في دولة فلسطين، بواقع 26.0% في الضفة الغربية و66.7% في قطاع غزة.