خبراء: زيارة ترامب للسعودية رسالة دعم أمريكية ضد إيران

كتب: وكالات

فى: العرب والعالم

09:30 20 مايو 2017

بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته إلى السعودية، اليوم السبت، والتي وصفت بـ"التاريخية" كونه أول رئيس أمريكي يبدأ زياراته الخارجية بدولة عربية أو إسلامية.‎

تلك الزيارة، اعتبرها خبراء ومحللون سياسيون، بمثابة "رسالة دعم" أمريكية للمملكة ضد إيران، لا سيما مع تشابه وجهات نظر المملكة والإدارة الجديدة بالولايات المتحدة تجاه طهران في الفترة الحالية.

وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون الثاني 2016، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة بطهران، وقنصليتها بمدينة مشهد، شمالي إيران، احتجاجاً على إعدام رجل دين سعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ"التنظيمات الإرهابية".

كما يخيم التوتر على العلاقات بين البلدين، بسبب عدد من الملفات، أبرزها الملف النووي الإيراني الذي ترى الرياض أنه يهدد أمن المنطقة، والملفين اليمني والسوري؛ حيث تتهم السعودية إيران بدعم نظام بشار الأسد بسوريا وتحالف مسلحي "الحوثي" باليمن.

أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر، عدنان هياجنة، ذهب إلى أن "السعودية نجحت في إقناع الإدارة الأمريكية بأهمية المملكة كقائد حتمي للدول العربية، في ظل انغماس مصر في الشأن الداخلي وتراجع الدور العراقي والسوري".

وفي هذا الصدد أضاف خلال حديثه للأناضول، أن السعودية "تمثل القوة المهيمنة في الشرق الأوسط ولديها القدرة على توفير المساعدات وجمع الدول العربية على طاولته، وأنه يجب الاستماع إلى وجهة نظرها".

ومن هنا، رأى المحلل السياسي، أن الزيارة تعد بمثابة رسالة "دعم" الدول العربية ومنها السعودية، "مقابل علاقة سيئة مع إيران، وهذا إلى حد كبير يلقى دعم وقبول كبير لدى الفاعلين في العلاقات الدولية بالمنطقة".

ولفت إلى أن الزيارة تبعث برسائل طمأنة للسعودية "مقارنة بالمرحلة التي كانت فيها المملكة ودول الخليج في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما".

وأشار هياجنة إلى أن "ترامب أعطى من وقته حصة الأسد لزيارات شرق أوسطية (السعودية ثم إسرائيل وإيطاليا) بعد وصوله لسدة الحكم" والتقى بالكثير من قيادات الشرق الأوسط، خلال الأسابيع الماضية.

وشدد على "ضرورة إطلاع العالم على تصريحات ومواقف ترامب خلال الزيارة وما سينبني عليها، خصوصاً أنه يبدل مواقفه في ليلة وضحاها، فلا يمكن الحكم على ما سيفعله خلال الفترة القادمة بسهولة".

متفقا مع هياجنة، ذهب سامر شحاتة؛ أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا، إلى أن "السعودية وإدارة ترامب؛ تجمعهما تشابه في السياسات؛ أهمها توتر علاقاتهما مع إيران؛ والرئيس الأمريكي تحدث بأشياء سلبية ضد إيران (سابقا)، بالإضافة إلى أنهما يتشاركان نفس وجهات النظر نحو داعش".

وفي حديثه للأناضول، لفت إلى أن "كل الرؤساء الأمريكان" كانوا حريصين على أن يقدموا للسعودية "ضمان أمان" حفاظاً على العلاقة الاستراتيجية معها.

مُركزاً على رسالة الدعم ضد إيران أيضا، قال جمال عبدالله، الأكاديمي في جامعة أكسفورد البريطانية، إن "الحكومات الخليجية وعلى رأسها السعودية تًود توقيع اتفاقات ملموسة وذات فعالية لصالحها مع إدارة ترامب".

وأوضح أن أهم تلك الأوليات هي "عمل اتفاقيات دفاعية وأمنية شاملة تضمن دعم أمريكا للحكومات الخليجية في حال ظهور تهديد على سلامة تلك الدول"، في إشارة إلى إيران.

وتسعى دول الخليج أيضا ومن بينها السعودية، خلال الزيارة، إلى "تعزيز التفوق النوعي والكفاءة الذاتية للقوى الدفاعية، ولأن تكون الكفة في صالحها ضد إيران"، وفق عبد الله الذي تحدث للأناضول. وبيًن أن "السعودية والدول الخليجية ستحرص على رفع التعاون الاقتصادي ليكون في أعلى المستويات؛ وذلك لرغبتها أن يكون هناك دعم أمريكي في المحافل الدولية في قرارات تخص المنطقة، كعاصفة الحزم على سبيل المثال (في إشارة لعمليات التحالف العربي باليمن)".

الزيارة في رأي عبد الله أيضا، تمثل "توقيع واعتراف أمريكي بمكانه السعودية كقوة إقليمية كبرى في المنطقة"، وتعبر عن سعي "إدارة ترامب لبناء جسور ثقة مع السعودية ودول الخليج بعد تزعزعها في عهد أوباما".

والخميس الماضي، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي، رداً على سؤال حول ما تتوقعه الرياض من ترامب فيما يتعلق بإيران، إنه "بعد الاتفاق النووي أصبحت (طهران) أكثر عدائية؛ تُهرب سلاح للحوثيين، تتدخل في سوريا، وتشارك في التوتر في العراق، وتدعم الإرهاب، وتحاول تقويض الاستقرار في المنطقة".

وأشار إلى أن "إدارة ترامب تدرك أخطار السياسة التي تتبعها إيران، وملتزمة مع حلفائها في احتواء إيران ودفعها عن تصرفها العدائي".

وعلى هامش الزيارة، تستضيف المملكة، على مدار يومين، قمة تشاورية خليجية، و3 قمم ستجمع ترامب مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقادة دول الخليج، وزعماء دول عربية وإسلامية.

ويرتقب مشاركة 55 قائدا أو ممثلا عن دول العالم الإسلامي في القمم الثلاث، بالإضافة إلى ترامب.

اعلان