القوات العراقية تحث مدنيي الموصل على الفرار من المدينة القديمة
أسقطت القوات العراقية، اليوم الجمعة، منشورات تحث سكان المدينة القديمة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة "داعش" في الموصل على الفرار، وهو ما يثير مخاوف بين منظمات الإغاثة على سلامة المدنيين.
وحسب "رويترز"، يعني إسقاط المنشورات الذي أعلنه بيان عسكري عراقي أنَّ هجومًا لطرد المتشددين من الجيب المتبقي لهم بالمدينة الواقعة في شمال العراق أصبح وشيكًا.
واستغرق الهجوم المدعوم من الولايات المتحدة لاستعادة الموصل، وهو حاليًّا في شهره الثامن، فترة أطول مما هو مخطط له بسبب احتماء المتشددين بين المدنيين ومقاومتهم الهجوم بشراك خداعية وسيارات ودراجات نارية ملغومة وقناصة وقذائف المورتر.
ويواجه المدنيون المحاصرون داخل المناطق التي ما زالت خاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة" في الموصل وضعًا مروعًا في ظل ندرة الغذاء والماء وانقطاع الكهرباء وخدمات طبية محدودة.
وذكر بيانٌ لخلية الإعلام الحربي: "ألقت قبل قليل طائرات القوة الجوية العراقية مئات الآلاف من المنشورات على المناطق غير المحررة في مركز الجانب الأيمن للموصل تحث المواطنين على الخروج من خلال ممرات آمنة باتجاه القوات الأمنية".
وأوضحت منظمة "أوكسفام" الخيرية أنَّ إسقاط المنشورات يشير إلى أنَّ دخول القوات العراقية إلى المدينة القديمة في الموصل أصبح وشيكا.
وأضافت - في بيانٍ لها: "قد يشمل هذا إعلانًا رسميًّا من الجيش في الأيام القليلة المقبلة".
وأفادت منظمة "أنقذوا الأطفال" - في بيانٍ لها: "نشعر بقلق عميق من أي دعوات لمغادرة غرب الموصل لأنها ستعني أنَّ المدنيين، وخصوصًا الأطفال، في خطر كبير بأن يحاصروا وسط إطلاق النيران".
والأسبوع الماضي، قالت الأمم المتحدة إنَّ ما يصل إلى 200 ألف شخص آخرين قد يفرون من الموصل مع اقتراب القتال من المدينة القديمة.
وفرَّ إلى الآن نحو 700 ألف من سكان الموصل، أو حوالي ثلث سكان المدينة قبل الحرب، وسعوا للاحتماء لدى أصدقاء أو أقارب أو في مخيمات للنازحين.
وفي بدايات الهجوم، كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يأمل بأن يتم "تحرير" الموصل بحلول نهاية 2016.
وتعني استعادة السيطرة على الموصل نهاية الشطر العراقي من دولة "الخلافة" التي أعلنها زعيم تنظيم "الدولة" أبو بكر البغدادي قبل حوالي ثلاث سنوات والتي تشمل أيضا أجزاء من سوريا.
وأبدى قادة عسكريون عراقيون أملهم في السيطرة على جامع النوري الكبير، الذي أعلن منه البغدادي الخلافة، قبل شهر رمضان الكريم.
ومن المتوقع أن يستمر التمرد في المنطقة الصحراوية القليلة السكان بمحاذاة الحدود مع سوريا حتى إذا سيطرت القوات العراقية على الموصل بالكامل.
وتقاتل فصائل شيعية مسلحة مدعومة من إيران مسلحي تنظيم "الدولة" في ذلك الجزء من البلاد الذي يعتقد أن البغدادي مختبئ فيه وفقا لما يقوله مسؤولون أمريكيون وعراقيون.
ومن الناحية النظرية فإنَّ تلك الفصائل المعروفة باسم الحشد الشعبي تحت قيادة العبادي.
واليوم، أعلن الحشد الشعبي أنَّه سيطر على قاعدة سنجار العسكرية، قاطعًا الطريق بين مدينتين لا تزالان خاضعتين لسيطرة تنظيم "الدولة" غربي الموصل، وهما تل عفر والبعاج وهو ما يجعل قوات الحشد الشعبي أكثر قربًا من الحدود السورية.
وتهدف الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة للسيطرة على الحدود بالتنسيق مع جيش الحكومة السورية المدعوم من إيران.
وسيمنح الربط بين الجانبين رئيس النظام السوري بشار الأسد مزية مهمة في قتال المعارضة المسلحة التي تسعى للإطاحة بحكمه.