انتشار لمسلحي الحوثي بمساجد صنعاء بعد قرار إغلاق مكبرات الصوت بـ"التراويح"
شهدت مساجد العاصمة اليمنية صنعاء، اليوم الإثنين، انتشارا كثيفا لمسلحين من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، غداة صدور تعميم من الجماعة بإغلاق مكبرات الصوت في المساجد أثناء أداء صلاة التراويح، والدعاء على السعودية.
ووفق شهود عيان، انتشر المسلحون في المساجد، ولا سيما الكبيرة منها، للتأكد من تطبيق التعميم، وتهديد المخالفين بالتعرض للمساءلة.
وحذر التعميم، الصادر أمس عن "وزارة الأوقاف والإرشاد" في ما تسمى حكومة "الإنقاذ الوطني"، غير المعترف بها دوليا، أئمة مساجد صنعاء من عدم الإلتزام بإغلاق مكبرات الصوت أثناء أداء صلاة التراويح، مهددا بتوقيف المخالفين ومساءلتهم قانونيا.
ودعا التعميم، إلى "تنظيم مكبرات الصوت الخارجية أو إغلاقها أثناء صلاة التراويح والقيام، بما لا يشكل ضررًا على المرضى والمسنين".
كما دعت حكومة تحالف الحوثيين والرئيس السابق، علي عبد الله صالح، أئمة المساجد إلى الدعاء على ما أسمتها "قوى تحالف الشر"، في إشارة إلى التحالف العربي، بقيادة السعودية.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لما قالوا إنه مسجد في صنعاء خاويا من المصلين، ما أثار ردود أفعال غاضبة، باعتبار أن هذا الإجراء الحوثي هو الأول من نوعه في تاريخ اليمن.
وكتب وزير الثقافة اليمني السابق، خالد الرويشان، معلقا على الصورة بقوله: "صنعاء المقهورة هكذا أصبح جامع سابحة في صنعاء، بلا مصلّين وبلا تراويح لا يهتم الحوثيون بمن يحضر أو لا يحضر، الأهم لديهم هو منع صلاة التراويح، الأهم هو أن يرفعوا شعار الموت لأمريكا فوق المحراب، هل ترونه؟!".
ومنذ سيطرة جماعة الحوثيين على صنعاء، في 21 سبتمبر 2014، شهدت مساجد العاصمة حملات من قبل الجماعة لفرض خطباء بقوة السلاح عُرفت بالشحن الطائفي، وحث السكان على الدفع بأبنائهم إلى جبهات القتال.
وتقود السعودية التحالف العربي الذي ينفذ في اليمن عملية عسكرية منذ 26 مارس2015، لدعم الشرعية، بطلب من الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي".
في شأن آخر، قال مصدر في الجيش اليمني إن "عبد الله الأشرف"، المتحدث باسم الجيش في محافظة "الجوف" (شمال) نجا من محاولة اغتيال في منطقة "معيمرة"، الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن الأشرف تعرض لكمين، حيث جرى إطلاق النار عليه بكثافة، دون مزيد من التفاصيل.
ويسيطر الجيش اليمني على مدينة "الحزم"، مركز محافظة "الجوف"، وعدد من مديرياتها، فيما لا يزال يخوض معارك في مدنها الغربية والشمالية، التي ما تزال تحت سيطرة مسلحي الحوثيين وصالح.
ومنذ خريف عام 2014 تشهد محافظات يمنية حربا بين تحالف الحوثيين وصالح والقوات الحكومية؛ ما أودى بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص، أغلبهم مدنيين، وجرح عشرات الآلاف، وشرد قرابة ثلاثة ملايين من أصل 27.4 مليون نسمة، وفق الأمم المتحدة.