«نيويورك تايمز»: كرة القدم تكسر حصار قطر.. لماذا وافقت السعودية والإمارات؟

كتب: وكالات-إنجي الخولي

فى: العرب والعالم

09:54 02 فبراير 2018
أدَّى حصار قطر، بقيادة السعودية والإمارات، إلى إغلاق الحدود وتعقيد الأعمال التجارية، وكان له أثره على جوانب لا تُحصى من الحياة بالخليج مُنذ فرضه في يونيو  2017 ، منها كرة القدم، الرياضة الأكثر شعبية في المنطقة ، فكيف تمكنت كرة القدم من كسر الحصار الذي لم تنجح في إذابته المفاوضات والمباحثات؟.
 
الحصار أثر على الرياضة الأكثر شعبية في المنطقة؛ إذ انقطعت خطوط الإمداد التي تغذي أعمال البناء الخاصة بكأس العالم 2022 بقطر، وانتقلت بطولة إقليمية (خليجي 23)، كان من المخطط إقامتها بقطر في ديسمبر 2017، إلى الكويت؛ لأنَّ السعودية والإمارات والبحرين رفضت المُشاركة بالبطولة في حال إقامتها بقطر.
 
غير أن إعلان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الجهة المُشرفة على كرة القدم بالمنطقة، انه في يوم السبت 27 يناير 2018،  ستواجه الفِرق السعودية والإماراتية  الفِرق القطرية بدوري أبطال آسيا في مباريات ذهابٍ وإياب على أرض كِلا الفريقين، وليس بدول محايدة،  يعد دليلا على كسر الحصار في الأيام القليلة الماضية، وفق ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
 
وبما أنَّ الحصار يتضمَّن حظراً كاملاً على السفر من وإلى قطر براً أو بحراً أو جواً، فإنَّ الاتحاد عملياً أمر الفِرق السعودية والإماراتية التي ستواجه خصومها القطريين بتجاهل الحظر من أجل البقاء في البطولة.
 
وقال الصحفي سعد عابدين في تغريدةٍ له: "سيتعين على فِرق كرة القدم  الإمارات و السعودية السفر إلى قطر؛ من أجل لعب مباريات الإياب في دوري أبطال آسيا، الذي يبدأ في فبراير ، بعد رفض الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الطلب الإماراتي/السعودي بمواجهة الفِرق القطرية على (أرضٍ محايدة)".
وقال جيمس دورسي، زميلٌ رفيع بمدرسة إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، والمتخصص بكرة القدم والسياسة في الشرق الأوسط: "من المثير للاهتمام أنَّ كرة القدم هي الشيء الوحيد الذي يخترق المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية فيما يبدو. وفي بيئة لا يوجد بين الدول فيها أي تعاملات، يُعَد هذا هو أول طريقٍ يصل بينها".
 
وعبر اتحاد كرة القدم الإماراتي ونظيره السعودي عن مفاجأتهما بالقرار، لكنهما أشارا سريعا إلى أن الأندية المُشاركة لن تنسحب من البطولة، وسيأتي أول الاختبارات الصعبة في الثاني عشر من فبراير 2018، مع بدء دور المجموعات.
 
وقال اتحاد الإمارات لكرة القدم في بيان له: "من منطلق الحرص على التعاون مع الاتحاد الآسيوي، نعلن دعم مشاركة أنديتنا في دوري أبطال آسيا لموسم 2018".
 
وقال دورسي إنَّه يرى انصياع الإمارات والسعودية "اعترافا عمليا من الدولتين بشعبية كرة القدم في البلدين، واعترافا بمخاطر حرمان المشجعين من المباريات القوية. لا أظن أن هذا يظهر تغيرا في المواقف بقدر ما يدل على الحاجة للمناورة داخليا" ، بحسب ترجمة "سبوتنك" الروسية.
ولم يعلق الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بعد على احتمالات إقامة المباريات بين الأندية السعودية والإيرانية على أرض محايدة. وكانت الدولتان قد قطعتا العلاقات الدبلوماسية في يناير 2016، وبعدها بعام قاد هذا النزاع إلى إقامة مباراتي الذهاب والإياب في دور نصف النهائي من دوري الأبطال، بين الهلال السعودي وبرسبوليس الإيراني، في الإمارات وعمان. وحضر 14 ألف شخص فقط المباراتين، بدلاً من عدد يصل إلى 150 ألف مشجع حين كانت المباريات تقام في الرياض وطهران.
 
وقال ستيف كيم، المدير السابق لدائرة مسابقات الأندية بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم: "نقل المباريات إلى دولة محايدة حل مؤقت، أو هكذا ينبغي أن يكون. يجب لعب المباريات على أرض النادي وخارجها. لكن في آسيا، يُمكن أن يكون هذا صعبا".
 
في يناير  2018، أرسل الاتحاد الآسيوي وفداً إلى المنطقة؛ من أجل تحري الموقف. لكن الاتحاد أعلن يوم السبت 27 يناير  2018، أنَّ المباريات ستُقام على أرض قطر، وفقاً للوائح.
   
قال داتو ويندسور جون، الأمين العام للاتحاد الآسيوي لكرة القدم: "اللوائح واضحة، ولا بد من أن تقام المباريات ذهاباً وإياباً، خاصةً في بطولات الأندية. الآن علينا التفكير من منظورٍ عملي، علينا أن نجتمع بهم ونعرف ما يحتاجونه. هُناك الكثير مما ينبغي فعله بخصوص الملاعب وأوقات بدء المباريات وكل التفاصيل الأخرى".
 
وتأتي كل هذه الدراما والتوتر الرياضي في سياق كأس العام 2022، التي تستضيفها قطر. تقع البطولة في قلب جهود البلد الآسيوي كي يصبح فاعلاً مؤثراً على الساحة الدولية. وإعاقة سيرها -أو التسبب في إلغائها- يمكن اعتباره نصراً مؤزراً لخصوم قطر.
 
ففي أكتوبر  2017، غرَّد مسئول أمني إماراتي رفيع المستوى بأنَّ الحصار سينتهي إن تخلَّت قطر عن حقوق استضافة البطولة. فقال ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي: "إذا ذهب المونديال عن قطر فسترحل أزمة قطر؛ لأن الأزمة مفتعلة من أجل الفكة منه". 
القرار الأخير من منظمي دوري أبطال آسيا مشجع، وفقا لدورسي. ويقول: "إن استمرت أزمة الخليج حتى عام 2022، فإن اختراق الحصار في دوري الأبطال يعني أن اختراقا أكبر سيحدث في كأس العالم".
 
أمَّا بالنسبة لجون والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن المشكلة أبسط بكثير، إذ قال عن كأس العالم: "لم نفكر في هذا. لدينا التزامات تجاه المشجعين والإعلان والرعاة، ونركز على التأكد من استكمال التجهيزات".
 
وتقسم بطولة دوري أبطال آسيا إلى 8 مجموعات، في كل مجموعة 4 فرق، ويشارك فيها 4 أندية من قطر، و4 من الإمارات، واثنان من السعودية. (إيران، التي انحازت إلى الجانب القطري في النزاع السياسي، لديها فرقٌ مشاركة في البطولة، ولديها أزمتها الدبلوماسية الخاصة بها مع السعودية). وفي النهاية، ستضم نصف المجموعات الثمانية فريقاً واحداً من قطر وفريقاً واحداً من السعودية أو الإمارات (أو كليهما) على الأقل، بحسب الصحيفة.

اعلان