حوار.. محلل سوري: مأساة شعبنا أكثر 20 ضعفًا من معاناة الفلسطينيين
يرى المحلل والمعارض السوري تيسير النجار أنّ مآسي السوريين جرّاء الأزمة هناك أكثر بـ20 ضعفًا من معاناة الفلسطينيين.
ويقول في حوارٍ مع "مصر العربية"، إنّ نظام الرئيس بشار الأسد يرتكب جرائم تغيير ديمغرافي في سوريا في إطار المشروع الفارسي في المنطقة.
وإلى نص الحوار:
كيف تقيم المأساة السورية؟
ما يحدث في سوريا يعتبر أكبر بـ20 ضعفًا مما حصل في فلسطين.
الخطر الكبير والداهم في الفترة الحالية الذي لا يزال تحت المشرحة هي سوريا.. فلسطين حكمتها قرارات دولية ناظمة للحلول، صحيح أنّ هناك مشكلات لكنّها بسيطة، إلا أنّ المشكلة الكبرى هي سوريا ثم العراق ثم اليمن ثم ليبيا وهكذا.
كيف تنظرون إلى محاولات التغيير الديمغرافي في سوريا؟
التغيير الديمغرافي في سوريا يأتي في إطار المشروع الفارسي في المنطقة.
المشروع الإيراني في المنطقة كان طابعه شيعيًّا لكنّ عمليًّا هو قائم على سيطرة إمبراطورية.
كيف يتم تنفيذ هذا المخطط؟
تمّ تجنيس المقاتلين الذين ساعدوا نظام الأسد من أجل إحكام قبضتهم على دمشق، والعمل على تهجير الأهالي في المناطق التي تُسقط العاصمة.
كما تمّ تهجير كل المقاتلين والمدنيين الثوار، وتم تسكين هؤلاء المقاتلين الأجانب مكانهم وذلك بإعطائهم الجنسية السورية.
هل يرتبط ذلك بالقانون 10 الخاص بمصادرة أملاك المهجرين؟
القانون رقم 10 الصادر مؤخرًا جاء في نفس السياق أيضًا، حيث بدأ الأمر بالمشروع الفارسي ثم التهجير ثم القانون الأخير ثم إعطاء الجنسية.
هل يؤثر ذلك على أي حل سياسي في سوريا؟
الحل السياسي إذا ما تمّ سيكون لإيران دور واضح ومؤثر، وهذا لأنّ هناك مليوني مقاتل في سوريا، يقبعون تحت السيطرة الإيرانية، رغم أنّهم أصبحوا سوريين.
هل هناك شرعية لكل قرارات الأسد؟
كل القرارات وحتى المعاهدات التي أبرمت مع روسيا عقب الثورة (في 2011) تعتبر لاغية، حيث أنّ تلك المعاهدات منحت روسيا قواعد عسكرية منعت السوريين من دخولها، وهو ما يتعارض مع أمر السيادة الوطنية السورية.
كيف تنظر إلى الوجود الأجنبي في سوريا؟
روسيا وإيران وتركيا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا.. جميعهم لهم قواعد عسكرية في سوريا، صحيح أنّ أغلبهم لم يحصلوا على موافقة بشار لكن وجودهم جاء بقرارات أممية، حيث أنّ مجلس الأمن أعلى سلطة في العالم.
هل يندرج ذلك على روسيا؟
روسيا تدخلت ضمن هذا السياق، وليس ضمن المعاهدة لأنّها جاءت أخيرًا بينما تدخلت روسيا تدخلت بذريعة محاربة داعش لكنّهم أنقذوا النظام وقاتلوا كل المناطق الثائرة ضد النظام وتمكنوا من إخضاعها، وكان أكبر مساعد له داعش رغم أنّ مبرر التدخل كان محاربة التنظيم، لأنّ ثلث أعضاء داعش من الروس.
ما خطورة ذلك على مستقبل سوريا؟
الأرض السورية تباع من أجل أن يبقى الأسد، المواطنون تم تهجيرهم ويسكن مكانهم آخرون في تغيير ديمغرافي واضح، وهو ما يتناقض مع كل الأعراف والدساتير حول العالم
هذا الأمر لا تقبله أي جهة في العالم، لكنّه يحدث.. كل شيء مناقض لطبيعة البشر يحدث في سوريا.
هل هناك خيارات لمواجهة هذا الخطر؟
للأسف.. لا توجد قرارات عربية وإرادة عربية لمواجهة هذا الخطر، وبخاصةً أنّه خطر تغيير ديمغرافي واضح.
لا توجد إرادة عربية للتدخل لأنّ كل دولنا منشغلة بأحوالها وتفكر في نفسها فقط، وتعاني من مشكلات داخلية تسيطر عليهم، وهو ما يجعلهم لا يفكرون في الخطر القادم.
ماذا لو استمرت الأزمة السورية؟
استمرار الأزمة السورية يجعل الخطر الإيراني ينتشر في مختلف المناطق.. أي منطقة يحدث فيها خلل أمني على مستوى العالم نجد فيها دورًا إيرانيًّا.
حدثنا أكثر عن الدور الإيراني؟
إيران لها إعلاميون وسياسيون يدافعون عنها ويعتبرونها هي الرديف وهي من تدافع عن القضية الفلسطينية، وأنّهم يساعدون حركة المقاومة حماس، القضية الفلسطينية في عيون العرب أجمعين.