عيد الفطر في ليبيا.. لـ«من استطاع إليه سبيلا»
للعام السابع على التوالي يستقبل الشعب الليبي عيد فطره، وسط أزمات اقتصادية مرتبطة بعدم استقرار الوضع السياسي في البلاد الذي دمر كل مناحي الحياة في ليبيا وأصبحت أيام الأعياد كأي يوم يمر على الليبيين.
ورغم أن للبلد الإفريقي عادات تميزه عن سائر بلدان القارة السمراء والعالم خاصة في عيد الفطر، فإن ذلك غاب تماما هذا العام بعد أن طغى الصراع والقتل والأزمات.
وتعاني ليبيا من أزمة سياسية خانقة بسبب صراع حكومتين على السلطة، ما تسبب بأزمة اقتصادية حادة نتج عنها انعدام السيولة النقدية في المصارف، وغلاء الأسعار، فضلا عن نفاد الأدوية من مخازن المشافي الحكومية.
أسوأ الأزمات
ويعيش الاقتصاد الليبي أسوأ ظروف ويمر بأزمات ألقت بظلالها على الليبيين، في ظل غياب مؤسسات الدولة، وعجز السلطات المالية.
وتتصارع حكومة "الوفاق" في طرابلس (غرب) المعترف بها دوليا، مع القوات التي يقودها خليفة حفتر، والمدعومة من مجلس النواب (طبرق) شرقي البلاد.
ومنذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011، تعاني ليبيا اقتتالا بين كيانات مسلحة، فضلا عن صراع على النفوذ والشرعية والجيش في ليبيا.
حالة انقسام
سنوات ليبيا المتعاقبة منذ الإطاحة بالقذافي تشهد حالة انقسام سياسي وفوضى أمنية، ما يجعل العديد من مناطق البلاد تشهد بين الحين والآخر أعمال قتالية بين القوى المتصارعة على السلطة، وهذا يجعل الاحتفال بالأعياد أمرا صعباً على الكثير من الليبيين.
الحالة الاقتصادية للشعب الليبي هى أحد الجوانب في الأزمة الليبية نظرا لارتفاع الأسعار، والأمر غير متعلق فقط بعيد الفطر بل منذ حلول شهر رمضان، وهو ما دفع الكثير من الليبيين إلى البحث عن المنتجات المدعومة التي كادت تختفي من الأسواق، وسط اتهامات من جانب جمعيات حماية المستهلك للجهات الحكومية، بعدم القيام بدورها في الرقابة على الأسواق.
وفي تصريحات صحفية سابقة لرئيس اتحاد جمعيات حماية المستهلك أحمد الكردي قال فيها إنَّ السلع المدعومة تقتصر على محلات تجارية معينة ومناطق دون غيرها، وسرعان ما تختفي من الأسواق، مشيرًا إلى أنَّ صندوق موازنة الأسعار "حكومي" تعهَّد مطلع العام الجاري، بتوفير السلع في الجمعيات الاستهلاكية بسعر التكلفة، لكن ذلك كان مجرد وعود.
الاعتماد على الاستيراد
وتعتمد ليبيا على استيراد معظم احتياجاتها من الخارج بنسبة 85٪ من السلع، وتدعم الحكومة سعر الدولار لاستيراد السلع الأساسية من الخارج، ويبلغ سعر صرف الدولار رسميا نحو 1.4 دينار، بينما يتجاوز في السوق السوداء نحو 8 دنانير.
وتحاول معظم العائلات - كما يقول موقع "أخبار ليبيا" - هذه الأيام تغيير عاداتها في الإنفاق والتأقلم مع الظروف الجديدة، من أجل الإبقاء على السيولة حيث تضطر إلى شراء كميات أقل من السلع.
مظاهر العيد
وعلى أية حال كانت هناك مظاهر للاحتفال بالعيد في ليبيا تميزها عن باقي البلدان نظراً لتنوعها الثقافيّ والحضاريّ، إذ تعتبر بوتقةً انصهرت بها ألوان التراث والميراث، لذلك يُلاحظ وجود بعض الاختلاف في الملابس بين منطقةٍ وأخرى وفي بعض المأكولات.
ففي مدينة بنغازي يُقبل الأهالي على صنع وجبة "العصيدة" فتجدها في كل بيتٍ، كما تُعتبر أكلة "مقطّع بالحليب" بديلةً عن العصيدة في بعض البيوت، بينما في منطقة طرابلس تعتبر أكلة " السفنز" الوجبة الأكثر انتشاراً بين الناس في صبيحة يوم العيد، ومنطقة المرقب فإن أهاليها يشتهرون بعمل الفطائر والفطاطيح.
الفرحة كانت زمان
ألفت بديع، مواطنة ليبية قالت إن العيد كان في الماضي عندما كانت ليبيا غير ممزقة بهذا الشكل الذي جعلها من أغنى البلاد العربية والإفريقية إلى مجرد اسم على خريطة مزقها صراع أبنائها.
وأضافت لـ«مصر العربية» أنه رغم المرار الذي يتجرعه الشعب إلا أن هناك من يريد الاحتفال بالعيد لاقتناص الفرحة ولو للحظة بعد سنوات من الحزن والمعاناة، مؤكدة أن هذه الفرحة لم يعد يعيشها كل الشعب الليبيى بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية إلا «من استطاع إليه سبيلاً».