لم يعد يصلح كـ «مؤذن».. لماذا طردت إسرائيل مؤذن مسجد الجزار في عكا؟

كتب: إنجي الخولي

فى: العرب والعالم

04:32 04 فبراير 2019

لم يعد يصلح كـ"مؤذن".. قرار اتخذته السلطات الإسرائيلية ضد إبراهيم المصري مؤذن مسجد الجزار في مدينة عكا ، مما أثار ضجة بالأراضي المحتلة .

 

إبراهيم المصري ،البالغ من العمر 46 عاماً، ، يمارس لعبة رفع الأثقال وكمال الأجسام منذ أن كان صغيرا، ويمتلك ذراعين مفتولين ويبلغ وزنّه حوالي 105 كيلوغرام.

 

وفاز المصري ،الذي ينتمي للأقلية العربية في إسرائيل، عام 2017   في بطولة إسرائيل لبناء الأجسام وبعد بضعة أشهر، تم استدعاؤه إلى لجنة من المسئولين الدينيين في شمال إسرائيل.

 

وقال إبراهيم، وهو أب لثلاثة أطفال: "عرضوا علي صورا لي أثناء مشاركتي في المسابقة، واعتبروا أنه من غير المناسب أن يمارس المؤذن هذه الرياضة"، على اعتبار أن ملابسه "القصيرة" غير مقبولة لشخصية دينية.

 

ويشار إلى أنه في إسرائيل تشرف وزارة الداخلية على المنظمات الدينية للمسيحيين والمسلمين وغيرهم من الأقليات – الأقلية العربية تشكّل 18 % من سكّان الدول غير اليهودية في البلاد- ولها القول الفصل في وظيفة المؤذن بدوام كامل.

يقول إبراهيم عن القرار الذي أصدرته وزارة الداخلية الإسرائيلية بفصله من وظيفته كمؤذن: "هذا قرار غير عادل"، مضيفاً: "إن دين الإسلام يشجع أي فرد على ممارسة الرياضة".

 

إلا ان المتحدث باسم الوزارة الإسرائيلية  يرى أن قرار الفصل جاء لأن  ملابسه (الرياضية) غير لائقة ، بحسب "فرانس برس".

 

ويرتدي لاعبو كمال الاجسام عادة سروالاً قصيراً خلال المسابقات، ولدى المصري العديد من الصور وهو يرتدي تلك الملابس الرياضية .
 


وأوضح المصري إنه بعث برسالة يعتذر فيها: "قلت لهم أنني لن أشارك في المزيد من المسابقات"، مضيفاً: "كانوا يعلمون أني أمارس هذه الرياضة قبل أن يتم تعييني في وظيفة المؤذن".

 

لكن، قررت وزارة الداخلية الإسرائيلية عزله، وأكد متحدث باسمها لوكالة فرانس برس بأنه قد تم فصله من منصبه هذا الأسبوع.

 

 وأضاف المصري "لكل رياضة لباس خاص، عندك كرة القدم لها لباس خاص، عندك التنس لها لباس خاص، والسباحة لها لباس خاص، نفس الشيء رياضة كمال الأجسام لها لباس خاص" في إشارة إلى السروال القصير الذي يرتديه الرجال لهذه الرياضة ، بحسب "رويترز"..

 

وأضاف المصري : "لم أفكر أن يصل الوضع للفصل ، يستمرون في التحدث عن أن إسرائيل دولة ديمقراطية .. كل بني آدم يغلط ، ولا يجب أن يصلح الغلط بغلط ".

 

 وقال متحدث باسم الوزارة إن المصري "أقيل بموجب قواعد" مُنظمة، رافضا الإدلاء بمزيد من التفاصيل عن القضية.

 

وقال المصري إن قرار فصله أخذه مسئول رأى أن مشاركته في البطولة تتعارض مع وظيفته الدينية.

 

وأضاف أن القرار اتُخذ بناء على شكل الزي الرياضي فقط دون الالتفات إلى شخصه.
 

 وإبراهيم المصري هو مؤذن مسجد عكا منذ خمس سنوات ، ويعدّ مسجد الجزار من أجمل المساجد في إسرائيل، وقد بني في العام 1781 في عكا القديمة التي تعدّ موقعًا للتراث العالمي، وقد سمي المسجد باسم الحاكم العثماني المحلي في وقت بنائه، وقد استوحي تصميمه من مساجد اسطنبول الشهيرة.

 

واستنكر حارس المسجد وسام الزلافي  قرار فصل إبراهيم قائلا:" "كيف يمكنهم فصل إبراهيم عن عمله لمجرد أنه شارك في مسابقة؟" ، مضيفا:"ليس لدينا مؤذن آخر بصوت جميل في كل عكا."


ومن ناحيته، يقول الشيخ محمد كيوان، خطيب وإمام المسجد، إن المصري لم يتقدم بطلب من الإدارة بشأنه دخوله في مسابقة كمال الأجسام، "لا يجوز له أن يعرض جسده أمام الرجال والنساء والأطفال"، حسب تعبير الشيخ كيوان.

 

ويضيف الإمام مستطرداً إنه يؤيد إعطاء المصري تحذيراً نهائياً، ووافق على أنه يتمتع بصوت رخيم.

 

المصري أثناء مدة عمله كمؤذن، ساعد في فتح ناد رياضي لتدريب الشباب في عكا، ويكاد يجمع أهالي المدينة أن عكّا تخلو من رجل ينافس صوته في القوة والرخامة صوتَ إبراهيم المصري.


وقال رفعت شعبان (50 عاما)، أحد سكان عكا وكان عضوا في مجلس بلدية عكا، "أهالي عكا كلهم بيحبوا أبو الحسن، وإحنا كلنا تعودنا على أبو الحسن في جامع الجزار إن هو المؤذن، الصوت الحلو"، مضيفا أنه قدوة لكل شبان المدينة ولدولة إسرائيل.

 

اعلان