48 ساعة في فلسطين.. صواريخ المقاومة وغارات إسرائيل ومظاهرات الغزيين

كتب: أحمد علاء

فى: العرب والعالم

22:00 16 مارس 2019
اشتلعت الأجواء الفلسطينية خلال الساعات الـ48 الماضية، سواء ما يتعلق بالهجات الصاروخية أم المظاهرات التي عمّت قطاع غزة.
 
في الساعات الأخيرة من مساء الخميس، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ صاروخين أطلقا من قطاع غزة على منطقة تل أبيب (للمرة الأولى منذ حرب 2014)، نافيًّا سقوط ضحايا أو وقوع أضرار، وقبيل هذا الإعلان، دوت صفارات الإنذار في تل أبيب ومحيطها.
 
بدايةً، ذكر جيش الاحتلال أنّه لا يعرف من أطلق الصاروخين لكنّه حمَّل حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" المسؤولية، وقال كبير المتحدثين العسكريين الإسرائيليين: "لا نزال نتحقق من الجماعة التي أطلقت (الصاروخين).. نحن لا نعرف من نفذ ذلك.. حماس هي المنظمة الرئيسية في القطاع. هي مسؤولة عما يحدث داخل القطاع وما ينطلق منه".
 
إلا أنّ حماس نفت حركة حماس مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخين، قائلةً إنَّ الهجوم وقع بينما كانت تعقد محادثات بشأن هدنة مع وسطاء مصريين.
 
 
ردًا على ذلك، شنّ جيش الاحتلال سلسلة غارات استهدفت تدمير نحو 100 موقع لحماس بينها موقع تحت الأرض لصناعة الصواريخ، وآخر لتطوير الطائرات المسيرة.
 
وأسفر القصف عن إصابة أربعة فلسطينيين، بينهم امرأة وزوجها جرحا داخل منزلهما في رفح (جنوبي القطاع).
 
بعد ذلك، ساد هدوءٌ في قطاع غزة بعد موجة من الغارات الإسرائيلية على مواقع للمقاومة الفلسطينية، في حين أكّدت الفصائل الفلسطينية التزامها بالتهدئة، وعلقت مسيرات العودة مؤقتًا.
 
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" ظهر أمس، عن قيادي في حماس قوله إنّه تم الاتفاق على العودة للتهدئة عقب المواجهة الجديدة التي دفعت آلاف الإسرائيليين في منطقة تل أبيب والمستوطنات المحيطة بغزة إلى الملاجئ.
 
ورغم أن الفصائل الفلسطينية الرئيسية في غزة، وفي مقدمتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، نفت مسؤوليتهما عن إطلاق الصاروخين، فإنّ ذلك لم يمنع إسرائيل من تحميل مسؤولية ما جرى لحركة حماس، بما أنها هي التي تحكم قطاع غزة.
 
 
وأعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار إلغاء مسيرات "الجمعة" على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة نتيجة الأوضاع الأمنية.
 
وقالت الهيئة - في بيان - إنّ قرارها الاستثنائي جاء حرصا على أبناء الشعب الفلسطيني، واستعدادا لمليونية الأرض والعودة في الثلاثين من الشهر الحالي في الذكرى الأولى لانطلاق مسيرات العودة.
 
على جانب آخر، خرجت - السبت - تظاهرات لليوم الثالث على التوالي في غزة اعتراضًا على فرض الضرائب وغلاء الأسعار، إلا أنّ الأجهزة الأمنية في القطاع تعاملت مع الاحتجاجات بما وُصف على قطاع واسع بأنّه "قمع شديد".
 
انطلق الحراك الشعبي في قطاع غزة أمس الأول الخميس تحت شعار "بدنا نعيش"؛ للاحتجاج على ارتفاع الأسعار والضرائب التي تفرضها الحكومة بغزة على البضائع المستوردة، وأدت الاحتجاجات إلى إصابة المئات من المواطنين برضوض نتيجة الاعتداء عليهم من قبل أفراد الأجهزة الأمنية فيما اعتقل العشرات من المواطنين بحسب مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة.
 
 
دخلت منظمة العفو الدولية "أمنستي" على الخط، وأصدرت تعليقًا على الأحداث قائلةً: "سلطة حركة حماس في غزة، أطلقت حملة شرسة ضد متظاهري بدنا نعيش السلميين، الذين طالبوا بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية".
 
وأضافت: "الفلسطينيون الذين يتم قمع حقوقهم بشكل غير اعتيادي على أيدي الاحتلال الإسرائيلي، يجب ألا يتعرضوا للوحشية والقمع من قبل حماس".
 
حركة فتح أصدرت بيانًا أعربت فيه عن إدانتها لـ"قمع الأجهزة الأمنية في قطاع غزة للمواطنين المسالمين الذي خرجوا للتظاهر ضد غلاء الاسعار والمطالبة بحياة كريمة". 
 
وقال المتحدث باسم الحركة عاطف أبو سيف: "التعرض للمتظاهرين بهذه الطريقة البشعة، وقمعهم بأقسى درجات العنف، والاعتداء على الصحفيين، واختطاف عشرات المواطنين، يشكل انتهاكًا فاضخًا لكل القوانين والأعراف وخروجًا صارخًا عن القيم الوطنية". 
 
أمَّا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فقد وجهت رسالة إلى حركة حماس، والأجهزة الأمنية في قطاع غزة، على لسان غازي الصوراني، عضو مكتبها السياسي قائلاً: "رسالة للإخوة في حركة حماس، الديمقراطية التي أوصلتكم إلى السلطة التي تتمسكون بها دون وجه حق، افتحوا أبوابها مُشرعة أمام الشباب ليعبروا عن قضاياهم ومعاناتهم".
 
بدورها، قالت الجبهة الديمقراطية إنّه لا يمكن أن تقابل التظاهرات السلمية المطالبة بحق المواطنين في العيش الكريم ووقف الضرائب والغلاء، بالقمع والاعتقال والملاحقة من الأجهزة في قطاع غزة.
 
وأكّد التجمّع الديمقراطي الفلسطيني, الذي يجمع عددًا من الفصائل وشخصيات مستقلة, رفضه للإجراءات القمعية التي تتخذها الأجهزة الأمنية بغزة، ضد المظاهرات السلمية التي يقودها الشباب في الحراك الشبابي الرافض لغلاء الأسعار, وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، حسب تعبيره.
 
وطالب عائد ياغي منسق المبادرة الوطنية، خلال اجتماع عقده التجمع، اليوم السبت, في مكتب المبادرة الوطنية الفلسطينية بغزة، حركة حماس والأجهزة الأمنية برفع يدها عن الشبان المحتجين على تردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار وارتفاع نسب البطالة والفقر, داعيًّا حماس لتشكيل حاضنة للشباب المحتج, الذي يشكل حاضنة شعبية للمقاومة ومشاركته في مسيرات العودة وكسر الحصار.
 
وفي ترابط بين التصعيد العسكري ومظاهرات القطاع، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ القصف المتبادل بين غزة وإسرائيل جاء بسبب الضغوط الداخلية إلى تواجهها الحركة المتمثلة بالتظاهرات ضد الغلاء، وأضافت أنّ الرد الإسرائيلي جاء عنيفًا وبشكل غير متناسب نظرًا لرغبة المستوى السياسي في الامتناع عن شن حرب واسعة وعمليات برية بالتزامن من الحملات الانتخابية.

اعلان