فيديو: الفلسطينيون في الخليل القديمة.. حياة بنكهة «نكد» المستوطنين

كتب: متابعات

فى: العرب والعالم

23:13 16 مارس 2019

في كل صباح يصطحب الفلسطيني سمير دويك (38عامًا)، أطفاله لمدارسهم، وفي الظهيرة ينتظرهم وقت خروجهم، خشية تعرضهم لاعتداءات المستوطنين اليهود، في البلدة القديمة من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

"دويك" الذي يعيش في حي "السهلة" القريب من المسجد الإبراهيمي بالبلدة القديمة، يشير لنقطة عسكرية وحواجز لا تبتعد عن بعضها بضعة أمتار، ويقول للأناضول: "حياة الفلسطينيين هنا باتت صعبة للغاية".


"في ظل انتهاكات يومية من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي، تحولت حياتنا إلى نكد في البلدة القديمة" زادت حدته مؤخرًا، هكذا أكمل حديثه، واصفا حاله وغيره من الفلسطينيين بتلك البقعة، لاسيما منذ رفض إسرائيل التجديد لبعثة التواجد الدولي بالمدينة.

ويشتكي "دويك" كما بقية السكان، من منعهم من الوصول لمساكنهم بشكل آمن، وتعرضهم "للضرب والاعتقال والتفتيش، وحتى القتل".

وبجوار منزل "دويك"، توجد مساكن فلسطينية يعود عمرها للعهد العثماني، لكنها باتت الآن مسكونة من قبل عائلات يهودية، ادعت أنها اشترتها.

وفي الجوار أيضا "مسجد السلطان"، الذي بات مغلقا بأمر عسكري إسرائيلي منذ سنوات طويلة، علاوة على عقارات قديمة مغلقة بذات الأمر، وفق جولة مراسل الأناضول في المكان، وحديث "دويك".

وبنبرة غاضبة، يكمل دويك حديثه: "هذه سياسة تهجير، يسعون لتفريغ البلدة القديمة من السكان".

ويشدد على تمسك الفلسطيني بمنزله وأرضه، ورفضه أي إغراءات أو تهديد.

"دويك"، يشير إلى أن اعتداءات المستوطنين في تزايد منذ رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد عمل بعثة التواجد الدولي في الخليل.


وأعلن نتنياهو في 28 يناير الماضي، عدم التجديد لبعثة التواجد الدولي (TIPH)، العاملة في المدينة منذ 1994، بزعم أنها تعمل ضد إسرائيل.

وأعلنت السلطة الفلسطينية رفضها لقرار إسرائيل، الذي يقوض اتفاقا دوليا وقعه الجانبان.

وتتألف القوة الدولية من 64 عنصرا، وبدأت عملها في أعقاب مجزرة ارتكبها المستوطن الإسرائيلي باروخ غولدشتاين، في 25 فبراير/ شباط 1994، داخل المسجد الإبراهيمي، ما أدى إلى استشهاد 29 فلسطينيًا وجرح عشرات آخرين أثناء تأديتهم صلاة الفجر.

وفي هذا الصدد أوضح دويك: "كان للبعثة دور في رصد ومتابعة ما يجري في البلدة القديمة، وتوثيق تلك الاعتداءات".

"إسرائيل لا تريد أي توثيق لجرائم مستوطنيها وجيشها، يريدون تنفيذ سياساتهم لتهجير السكان بعيدا عن التواجد الدولي"، هذا يكمل "دويك" حديثه.

ويوثق "دويك" بكاميرا جواله المحمول تلك الجرائم، ويبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حسب قوله.

ويقول: "في يد كل فلسطيني كاميرا هاتف يوثق تلك الاعتداءات لفضح الاحتلال".

ودعا المجتمع الدولي "للضغط على دولة الاحتلال وتوفير حماية دولية لسكان في الخليل".

وبينما كان دويك يتحدث للأناضول، يعبر الشارع مجموعة من المستوطنين، يلهون في الشوارع، يبتسمون للكاميرا، ويدخلون منزلا استولوا عليه قبل عدة أسابيع.

في المقابل، كان الكهل عبد الرؤوف وزوز (65عاما)، يسير بالقرب من المسجد الإبراهيمي، ويمر عبر حاجز عسكري ويخضع للتفيش قبل دخوله للمسجد.

"وزوز" ولد وعاش في البلدة القديمة من مدينة الخليل، وفي ذاكرته حكايات يقول إنها مليئة بالأحداث الجميلة والصعبة معًا.

وبينما يتحدث للأناضول، يشير "وزوز" إلى بركة ماء ضخمة تدعى "بركة السلطان"، ويقول: "كنا صغار ننزل نسبح فيها، نلعب ونلهو، كانت البلدة القديمة تعج بالحياة، عشنا أجمل الأيام".

يتنهد ويكمل: "أنظر اليوم تحولت لخراب، نمنع من البناء والترميم، وحتى من ركوب المركبات، حرام علينا كل شيء حلال للمستوطنين".

ويتابع: "قبل بضعة أيام اعتدى مستوطنون على محل بقالة، ووثقت الواقعة بكاميرا الجوال".

ووفق "وزوز"، فإن "إسرائيل تسعى لتهجير السكان وتنفيذ اعتداءات بعيدة عن أعين العالم".

ويشير إلى أن السكان يلمسون تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية منذ إلغاء عمل بعثة التواجد الدولي.

وفي هذا الصدد يكمل: "البعثة كانت لا تفعل شيئا سوى التصوير والتوثيق وكتابة التقارير، ومع ذلك غيبت".
وفي الجوار يلهو أطفال عائدون من مدارسهم في الشوارع، يقول أحدهم لمراسل الأناضول: "مسموح لنا أن نصل حتى تلك الشجرة ومن يعديها (يتجاوزها) يصبح في مرمى رصاص الجيش الإسرائيلي، ..هذا هو شارع الشهداء".

ويوجد في الخليل نحو 100حاجز عسكرية في كيلو متر مربع واحد، وفق إعلام محلي.

ويسكن في البلدة القديمة بالخليل نحو 400 مستوطن متطرف في أربع بؤر استيطانية بحماية 1500جندي إسرائيلي، وهجر نحو ألف فلسطيني من البلدة نتيجة سياسة التضييق والإذلال والاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين والجيش.
كما أغلقت أسواق كاملة وشوارع رئيسية حيوية، بحسب مسؤولين فلسطينيين، وسكان محليين. 

اعلان