لن تصبح رابع دولة على سطح القمر .. إسرائيل تفشل في أول مهمة فضائية

فشلت دولة الاحتلال الإسرائيلي في أن تصبح رابع دولة في العالم تتمكّن من إنزال مركبة على سطح القمر بعدما تحطّم المسبار الذي أرسلته قبيل لحظات من هبوطه وذلك بسبب عطل أصاب محركاته.

 

وحتى الآن قامت روسيا والولايات المتحدة والصين فقط بالرحلة التي يبلغ طولها 384 ألف كيلومتر (239 ألف ميل) للهبوط على سطح القمر.

 

وقال منسّق المشروع ومموّله الأساسي موريس كان، عبر الفيديو من مركز المراقبة في تل أبيب "لم ننجح، لكنّنا حاولنا بالتأكيد"، وقد كتب على الشاشة "لم تنجر المركبة الفضائية "بيريشيت" مهمّتها الهبوط على سطح القمر بنجاح".

 

وأضاف "أعتقد فعلاً أنّ ما حقّقناه أمر ضخم حقاً، وأعتقد أنّه يمكننا أن نكون فخورين بذلك".

 

وأثناء البثّ المباشر من مركز التحكّم، كان ممكنا سماع أعضاء الفريق يقولون إنّ المحرّكات التي كان مفترضًا أن تبطئ هبوط المسبار وتسمح له بأن يحطّ بسلام على سطح القمر قد أصابها عطل وأنّ الاتّصال بالمسبار انقطع.
 

من جهته قال رئيس الوزراء الإٍسرائيلي بنيامين نتانياهو أثناء وجوده في غرفة التحكّم حيث تابع مع السفير الأميركي في دولة الاحتلال ديفيد فريدمان محاولة الهبوط على سطح القمر "إذا لم تنجح من المرة الأولى فحاول مرة أخرى".

 

وأضاف ، على صفحته الرسمية على "تويتر"، مساء الخميس:"إن الهبوط على القمر يشكل خطوة مهمة بالنسبة للبشرية وخطوة عملاقة لدولة إسرائيل".

 

وتابع نتنياهو:"نحن الدولة الرابعة في العالم التي تنجز ذلك، ولدينا جرأة وخيال ومثابرة والتزام بتحقيق الهدف. هذا هو دليل على ما أنجزناه وسننجزه في المستقبل. إسرائيل توجد اليوم على خريطة القمر".

الهبوط على القمر يشكل خطوة مهمة بالنسبة للبشرية وخطوة عملاقة لدولة إسرائيل. نحن الدولة الرابعة في العالم التي تنجز ذلك ولدينا جرأة وخيال ومثابرة والتزام بتحقيق الهدف. هذا هو دليل على ما أنجزناه وسننجزه في المستقبل. إسرائيل توجد اليوم على خريطة القمر!

— بنيامين نتنياهو (@Israelipm_ar) ١١ أبريل ٢٠١٩

آخر صور للمركبة

 

ونشر عوفير جندلمان، المتحدث باسم مكتب نتنياهو، للإعلام العربي، أخر صورة أرسلتها المركبة الفضائية الإسرائيلية قبل تحطمها الخميس على سطح القمر.

 

وقال جندلمان، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": هذه هي الصورة الأخيرة التي أرسلتها المركبة الفضائية الإسرائيلية "بيريشيت" إلى الكرة الأرضية قبل تحطمها المؤسف على سطح القمر.

هذه هي الصورة الأخيرة التي أرسلتها المركبة الفضائية الإسرائيلية "بيريشيت" إلى الكرة الأرضية قبل تحطمها المؤسف على سطح القمر. سفينة فضائية إسرائيلية أخرى ستهبط على القمر في غضون 3 سنوات.

سنستخلص العبر وسنحلل أين وقعت أخطاء وسننجح المرة القادمة إن شاء الله. pic.twitter.com/TKXdytRMT6

— Ofir Gendelman (@ofirgendelman) ١١ أبريل ٢٠١٩

وأَضاف: "سفينة فضائية إسرائيلية أخرى ستهبط على القمر في غضون 3 سنوات. مشيرا: "سنستخلص العبر وسنحلل أين وقعت أخطاء وسننجح المرة القادمة إن شاء الله".

 

ماذا كان هدف المركبة؟

 

كانت المهمة تهدف إلى أخذ صور وإجراء اختبارات، وبلغت تكلفتها100 مليون دولار، وفتحت الطريق أمام مهمات أخرى نحو القمر بتكلفة مالية قليلة.

 

 وكتبت الدكتورة، كمبرلي كارتيي، الخبيرة الفضائية، ومحررة الشؤون العلمية، على حسابها بموقع تويتر: "أنا حزينة بسبب النهاية التي آلت إليها مهمة بيرشيت، ولكنني فخورة بكل فريق العمل".

 

وتعني عبارة بيرشيت العبرية "في البداية". وهي مهمة مولتها مؤسسة غير ربحية بالتعاون مع وكالة الفضاء الإسرائيلية ن بحسب " بي بي سي".

 

وحملت المركبة الفضائية معها كاميرات فائقة الدقة من أجل التقاط صور من بينها صورة سيلفي تمكنت من أخذها قبل أن تتحطم.

 

وأطلقت إسرائيل المركبة الفضائية، في فبراير/شباط الماضي، من قاعدة "كاب كانافيرال" في الولايات المتحدة.

المركبة الفضائية الإسرائيلية "بيريشيت" تصور نفسها قبل هبوطها الوشيك على القمر!!! pic.twitter.com/3RaWY1bcB1

— Ofir Gendelman (@ofirgendelman) ١١ أبريل ٢٠١٩

وكانت المركبة تحمل كبسولة تحتوي مئات من الملفات الرقمية، من بينها إنجيل باللغة العبرية في حجم عملة معدنية، وتفاصيل خاصة برموز إسرائيلية، ومواد ثقافية ومواد جمعها الجمهور على مر سنوات.

 

 وقالت البروفيسور، مونيكا غريدي، أستاذة علوم الفضاء في الجامعة المفتوحة إنها "ستنظر تناسب القياسات المغناطيسية للقمر مع تركيبته الجيولوجية والجغرافية، وهذه كلهما معلومات مهمة لفهم كيف تكون القمر".

 

وحملت المركبة أيضا أجهزة قياس من وكالة ناسا لقياس المسافة بين الأرض والقمر.

 

وتكون درجات الحرارة مرتفعة جدا على سطح القمر، وبطلوع الشمس لا يمكن للمركبة الصمود أمام الحرارة.

 

وبلغت زنة المسبار "بيراشيت" (سفر التكوين بالعبرية) 585 كلغ، وكان محمّلاً بمعدات لقياس المجال المغناطيسي للقمر، في محاولة لفهم تكوين الكويكب.

 

ما هي أهمية هذه الرحلة الفضائية؟

 

بعد 60 عاما من التجارب الفضائية لم تتمكن إلا ثلاث دول من الهبوط على سطح القمر.

 

 

 

وكان الاتحاد السوفيتي سابقا هو الأول بمركبته لونا 9 في عام 1966، وتبعته وكالة ناسا الأمريكية بأول رحلة بشرية إلى القمر عام 1969. ثم جاء دور الصين عندما هبطت مركبتها الفضائية على سطح القمر مطلع هذا العام.

 

وكانت إسرائيل ستلتحق بهذا النادي لتصبح رابع دولة تهبط على سطح القمر لولا تحطم مركبتها الفضائية.