لبنان..

أنصار حزب الله وحركة أمل يثيرون الرعب في بيروت.. هذا ما حدث في «جسر الرينغ»

كتب: أيمن الأمين

فى: العرب والعالم

16:02 29 أكتوبر 2019

على خلفية استمرار الاعتصامات الميدانية داخل العاصمة اللبنانية بيروت، اقتحم أنصار لميليشيات حزب الله وحركة أمل، الثلاثاء، جسر الرينغ في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث يعتصم متظاهرون احتجاجا على عدم تحقيق مطالبهم، مما استدعى تدخل قوات الأمن للفصل بين المتظاهرين والعناصر الحزبية، وفق تقارير إعلامية.

 

اقتحام أنصار الأحزاب الشيعية ليس وليد اليوم، بل سبق حدوث الأمر مرات عديدة خلال الأسبوع الماضي.

 

من جهتها، أوضحت المصادر أن أنصار حزب الله وحركة أمل حاولوا فض اعتصام المتظاهرين على الجسر، مما أسفر عن وقوع مواجهات.

 

وما إن وقعت المواجهات، حتى تدخلت قوات الأمن، للفصل بين الطرفين واحتواء الوضع، لمنع تطوره إلى أعمال عنف.

 

وهذه ليست المرة الأولى التي يقتحم فيها أنصار ميليشيات حزب الله مواقع اعتصام المتظاهرين، إذ اقتحم، الجمعة، رجال يرتدون قمصانا سوداء يشتهر بها أنصار الحزب ساحة رياض الصلح وسط بيروت، وهتفوا "لبيك، نصر الله" في إشارة إلى حسن نصر الله زعيم الميليشيات.

 

 

وتدخلت قوات مكافحة الشغب للفصل بين الطرفين، ومنعت تفاقم الأحداث، فيما أفادت مراسلتنا أن قوات الأمن اعتقلت عددا من أنصار حزب الله.

 

واندلعت مواجهات مماثلة ليل الخميس في نفس الموقع من وسط بيروت.

 

وسبق لنصر الله أن هدد بالجر بالبلاد في حرب أهلية، قائلا إن "المظاهرات قد تؤدي إلى حرب أهلية"، رافضا دعوات متصاعدة مطالبة باستقالة الحكومة والرئيس.

 

وأضاف في كلمة متلفزة: "لا نقبل الذهاب إلى الفراغ، لا نقبل إسقاط العهد، ولا نؤيد استقالة الحكومة، ولا نقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة"، رافضا بذلك كل مطالب المتظاهرين المندّدين بكل الطبقة السياسية والمطالبين باستقالة الحكومة وتغيير البرلمان.

 

 

من جانبهم، يعمد المتظاهرون إلى قطع الطرقات في مختلف أنحاء البلاد، كوسيلة للتعبير عن احتجاجهم، وتأكيدا على مطالبهم، بتغيير الحكومة ومحاربة الفساد، والعمل بجدية لتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصاد المتردي.

 

ويفترش المحتجون الأرض على جسر الرينغ، ليقطعوا الطريق بأجسادهم، وقد انضم إليهم عدد من الشخصيات العامة، من بينهم المخرجة اللبنانية الحائزة على جوائز عالمية، نادين لبكي.

 

كما يلجأ المتظاهرون إلى أساليب أخرى لقطع الطرق، مثل إحراق الإطارات المطاطية والمستوعبات، وإيقاف عشرات السيارات في منتصف الطرق، فيما تحاول الأجهزة الأمنية فتح مسارب جزئية لتسهيل حركة المواطنين.

 

 

السياسي اللبناني رياض عيسى خلال حديث سابق مع "مصر العربية" أكد، أن الثورة التي تشهدها لبنان الآن، هي ثورة غير مسبوقة، فلأول مرة يتوحد الشعب اللبناني من كل الفئات ومن كل الطوائف، ليس هناك أية جهة دعت إلى تلك الثورة، وليس لها قيادة حتى الآن.

 

وأكد عيسى أنه قبل عدة أيام نزل إلى الشارع قرابة مليوني شخص على كافة أراضي لبنان، في وجه كل المسئولين دون استثناء، مطالب الثوار محددة هي إسقاط الحكومة، وإعلان حكومة مؤقتة حتى يتم عمل انتخابات نيابية مبكرة، يعقبها انتخابات رئيس جمهورية.

 

وتابع: الشارع اللبناني أعلن المصالحة الحقيقية، وطوى صفحة الحرب الأهلية، وخرج من العباءة الطائفية، الشعب هذه الأيام موحد، لم يسير خلف زعيم بعينه.

 

واندلعت شرارة الاحتجاجات الاجتماعية غير المسبوقة منذ سنوات في 17 أكتوبر، بعد إقرار الحكومة ضريبة على الاتصالات عبر تطبيقات الإنترنت.

 

ورغم سحب الحكومة قرارها على وقع غضب الشارع، لم تتوقف حركة الاحتجاجات ضد كافة مكونات الطبقة السياسية التي يعتبرها المحتجّون غير كفوءة وفاسدة في بلد لم تتمكن فيه الدولة من تلبية الحاجات الأساسية على غرار الماء والكهرباء والصحة بعد 30 عاماً من نهاية الحرب الأهلية (1975-1990).

 

وتتألف الطبقة الحاكمة في لبنان بمعظمها من زعماء كانوا جزءًا من الحرب الأهلية المدمرة التي شهدتها البلاد، ولا زال أغلبهم موجودًا في الحكم منذ نحو ثلاثة عقود.

 

 

 

اعلان