حكومة السراج تدعو أمريكا لإنشاء قاعدة عسكرية في ليبيا.. هل للروس وحفتر علاقة؟
في إطار المستجدات داخل الأراضي الليبية، وبحثا عن "مكايدة سياسية" بحسب مراقبين، دعا وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني الليبية، فتحي باشاغا، الولايات المتحدة لإقامة ليبيا" target="_blank">قاعدة عسكرية في ليبيا، لمواجهة نفوذ الدول الأجنبية المتزايد في أفريقيا.
توقيت الدعوة الليبية يثير الكثير من علامات الاستفهام، تحديدا في توجيه الطلب إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعينها، تزامنا مع توغل الدور الروسي الداعم لحفتر مؤخرا.
وزير داخلية ليبيا
وقبل ساعات، قال باشاغا، في تصريح لـوكالة "بلومبرج" الأمريكية، إن حكومته "اقترحت استضافة قاعدة بعد أن وضع وزير الدفاع مارك إسبير خططا لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في أفريقيا، وإعادة تركيز عمليات النشر عالميا على مواجهة روسيا والصين".
وأوضح أن "إعادة الانتشار ليست واضحة بالنسبة لنا، لكننا نأمل أن تشمل ليبيا حتى لا تترك مساحة يمكن أن تستغلها الدول الأجنبية الأخرى"، وأضاف "إذا طلبت الولايات المتحدة إقامة قاعدة، فنحن لن نمانع، لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والحد من التدخلات الخارجية"، لافتا إلى أن "القاعدة ستؤدي إلى الاستقرار في المنطقة".
وأشار وزير الداخلية الليبي التابع للوفاق، إلى أن "دعم روسيا لقوات القيادة العامة جزء من استراتيجية أوسع"، قائلا: "الروس ليسوا في ليبيا فقط من أجل حفتر، فلديهم استراتيجية أوسع في ليبيا وأفريقيا".
وأوضح أن "أهمية ليبيا في البحر المتوسط من حيث امتلاكها ثروة نفطية وساحلا يبلغ طوله 1900 كيلومتر وموانئ، تتيح لروسيا أن تنظر إليها كبوابة لأفريقيا".
وكان وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، قد أعلن في يناير الماضي، أن الولايات المتحدة لن تسحب جميع قواتها من إفريقيا، لكنها تريد إعادة النظر في استراتيجيتها ووضع مواجهة روسيا والصين على رأسها.
ويوجد في أفريقيا حاليا نحو 6 آلاف عسكري أمريكي، بمن فيهم القوات التي تتولى حراسة البعثات الدبلوماسية الأمريكية في مختلف الدول.
وتدور بالعاصمة الليبية طرابلس ومحيطها، منذ الرابع من أبريل من العام الماضي، معارك متواصلة بين قوات الجيش الليبي وقوات تابعة لحكومة الوفاق، خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى.
وتعاني ليبيا انقساما حادا في مؤسسات الدولة، بين الشرق الذي يديره مجلس النواب والجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، وبين الغرب حيث المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، وهي الحكومة المعترف بها دوليا إلا أنها لم تحظ بثقة البرلمان.
ومؤخرا، أعلنت عن هدنة مؤقتة بين الجانبين رعتها الأمم المتحدة، أعقبها حديث عن وجود خروقات واتهامات للجانبين.
وكان إعلان التدخل التركي في ليبيا، أحد أهم العوامل التي أشعلت الأزمة الليبية في الأشهر الأخيرة.