فيديو| بعد شهر من الكارثة.. هذه أبرز المعلومات عن انفجار مرفأ بيروت

كتب: حسام محمود

فى: العرب والعالم

10:16 05 سبتمبر 2020

بعد شهر على الانفجار الضخم في بيروت الذي حوّل العاصمة اللبنانية إلى "مدينة منكوبة"، لم يكشف بعد بشكل نهائي ومفصّل سبب انفجار كمية كبيرة من نترات الأمونيوم مخزنة في أحد مستودعات المرفأ.

 

فما هي المعلومات المتوفرة عنه حتى الآن؟    

 

في مساء الثلاثاء الموافق الرابع من أغسطس، وقع انفجار أول في مرفأ بيروت بعد نشوب حريق في أحد عنابره، تلاه انفجار هائل ألحق دماراً كبيرا بالمرفأ وبالأحياء القريبة منه.

 

وبحسب علماء الزلازل، يوازي ضغط الانفجار ما يعادل زلزالاً بقوة 3,3 درجات على مقياس ريختر.

 

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أظهرت كرة نارية كبيرة جداً تصاعدت في السماء فوق المرفأ، ثم سحابة من الدخان على شكل فطر ضخم، تلاها عصف قوي مع صوت انفجار عَبَر المدينة بأكملها. وأحدث الانفجار وفق خبراء فرنسيين حفرة بعمق 43 متراً.

 

 

أسفر الانفجار عن مقتل 190 شخصاً، بينهم أجانب منهم عدد كبير من السوريين الفارين من بلادهم بسبب النزاع، وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، بينهم ألف طفل، وفق الأمم المتحدة. ولا يزال سبعة أشخاص في عداد المفقودين.

 

وتسبّب الانفجار في تشريد نحو 300 ألف شخص بعدما باتت منازلهم غير قابلة للسكن. كما تسبّب بخسائر اقتصادية تتراوح بين 6,7 و8,1 مليارات دولار، وفق تقديرات البنك الدولي، بينما يحتاج لبنان بشكل عاجل إلى ما بين 605 و760 مليون دولار للنهوض مجدداً.

 

ومنذ الانفجار، انهالت على بيروت المساعدات الإنسانية، وزار البلاد العديد من المسؤولين الأجانب أبرزهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار بيروت مرتين.

 

نترات الأمونيوم

 

بعد ساعات على وقوع الانفجار، أعلن رئيس الحكومة حسان دياب المستقيل أن الانفجار نتج عن 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم كانت مخزنة منذ ست سنوات في مستودع "خطير".

 

وذكرت السلطات أنّ النترات مصادرة منذ سنوات من باخرة توقفت في مرفأ بيروت لتحميل بضائع إضافية، لكنها حجزت في بيروت وأنزلت منها البضاعة بعد أشهر ووضعت في "العنبر رقم 12 في المرفأ".

 

ومادة نترات الأمونيوم عبارة عن ملح أبيض عديم الرائحة يستخدم كأساس للعديد من الأسمدة النيتروجينية. لكن، يمكن استخدامها أيضاً في تصنيع المتفجرات.

 

ووصلت شحنة نترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت في نوفمبر 2013 على متن باخرة تدعى "روسوس" كانت في طريقها من جورجيا إلى موزمبيق، بحسب فرانس برس.

 

وتوقفت الباخرة في بيروت لتحميل معدات تُستخدم في عمليات المسح الزلزالي بحثاً عن النفط كانت السلطات اللبنانية تريد إعادتها إلى الأردن. لكن لدى البدء بتحميل أول آلية، حصلت أضرار في الباخرة المهترئة، فتوقفت عملية النقل. ومنعت الباخرة من الإبحار.

 

لكن تقارير أخرى ذكرت أن القضاء اللبناني أصدر قرارا بالحجز على  الباخرة بعد شكوى ضدها من شركة لبنانية لأسباب لها علاقة بمستحقات عليها.

 

علاقة حزب الله

 

وأجرى صحفيون استقصائيون من وسائل إعلامية عدة تحقيقا نشره موقع "مشروع تتبع الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدود وشركاؤه" (أو سي سي أر بي) ذكر فيه أن "مالك سفينة روسوس هو خرالامبوس مانولي، وهو قطب قبرصي في قطاع الشحن".

 

ولفت التحقيق الصحفي أنه كان من المفترض إيصال الشحنة إلى مصنع متفجرات موزمبيقي "فابريكا دي إكسبلوسفوس دي موزامبيق"، وهو "جزء من شبكة من الشركات التي سبق التحقيق فيها بشبهة أنها تزود جماعات إرهابية وتورطت في الاتجار بالأسلحة". إلا أن الشركة لم تطالب يوما بالحمولة.

 

كما كشف التحقيق أن مانولي مدين لمصرف تنزاني يدعى "أف بي أم إي" اكتشف محققون أمريكيون في وقت سابق أنه قام بعمليات غسيل أموال لصالح حزب الله اللبناني. في 2018، غرقت السفينة قبالة مرفأ بيروت خلال عاصفة.

 

ولا يزال سبب وقوع الانفجار غامضاً. فقد أشارت مصادر أمنية الى أنه قد يكون نتج عن عمليات تلحيم فجوة في العنبر تسببت بحريق فيه أدى إلى اشتعال نترات الأمونيوم. ويشكّك كثر في صحة تلك الفرضية.

 

وتحدّث رئيس الجمهورية ميشال عون بعد وقت قصير على وقوع الانفجار عن "إهمال أو صاروخ أو قنبلة".

 

وحتى اليوم، يصرّ بعض المحللين على ذكر فرضية حصول غارة إسرائيلية، موجهين أصابع الاتهام إلى حزب الله بالاحتفاظ بسلاح أو مواد متفجرة في المرفأ، لكن إسرائيل وحزب الله نفيا ذلك بشدة.

 

وذكرت تقارير إعلامية عدة موثقة بمستندات رسمية أن كمية نترات الأمونيوم التي انفجرت أقل بكثير من 2750 طنا، إذ تبين أن كميات كبيرة أخرجت من العنبر (سرقت على الأرجح) خلال السنوات الماضية. وكان هذا أحد الأسباب التي دفعت سلطات المرفأ إلى إصلاح الفجوة في العنبر.

 

وبينما تداولت وسائل الإعلام بصور مستندات رسمية تظهر أن تقارير عدة وشكاوى رفعت إلى القضاء والسياسيين حول خطورة العنبر رقم 12، من دون أن يقدم أحد على اتخاذ أي تدبير كان من شأنه تجنيب اللبنانيين الكارثة.

 

وكانت كل الأجهزة الأمنية والجمارك وإدارة المرفأ والقضاء ومسؤولون سابقون وحاليون يعلمون بوجود كميات هائلة خطرة من نترات الأمونيوم مخزنة في المرفأ. حتى أن جهازاً أمنياً حذّر السلطات من أن اشتعال هذه المواد قد يؤدي إلى انفجار مدمّر.

 

في 20 يوليو، تلقى عون ودياب رسالة من جهاز أمن الدولة حول "الخطر" الذي يشكله تخزين هذه الكميات في المرفأ. وقال عون إنه أحال المذكرة التي تلقاها إلى مجلس الدفاع الأعلى لاتخاذ التدابير اللازمة.

 

التحقيقات

 

وتسلّم المجلس العدلي الذي ينظر في الجرائم الكبرى ملفّ التحقيق في الانفجار، بعدما رفض لبنان إجراء تحقيق دولي. ويشارك في التحقيق فريق فرنسي وآخر من مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي.

 

إضافة إلى ذلك، أوقف المحقق العدلي فادي صوان تباعاً 25 شخصاً في القضية من موظفي المرفأ والأجهزة الأمنية، بينهم رئيس مجلس إدارة المرفأ حسن قريطم والمدير العام للجمارك بدري ضاهر.

 

 كما أوقف ثلاثة عمال سوريين تولوا تلحيم الفجوة في العنبر الرقم 12. ولم ترشح أي معلومات بعد عن نتائج التحقيق.       

اعلان