جعجع: إحباط مبادرة ماكرون جريمة.. وفرنسا: «الوقت لم يفت»
رغم فشل السياسيين اللبنانيين في تشكيل حكومة بعد أسبوعين من تحديد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موعدًا نهائيًا لذلك في 15 سبتمبر، إلا أنّ الرئاسة الفرنسية لازالت تتمسك بالأمل في تشكيلها قائلة «إن الوقت لم يفت بعد».
أمام ذلك، اعتبر سمير جعجع رئيس حزب «القوات اللبنانية» أنّ إحباط المبادرة الفرنسية ومحاولة إنهائها جريمة، كما أكد وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي أنها آخر فرصة لإنقاذ لبنان، مشيرًا إلى أنّ البعض لم يفهم أو لا يريد أن يفهم ذلك.
ودعا مسؤول في الرئاسة الفرنسية الجميع إلى ضرورة الاضطلاع بمسؤولياتهم والتصرف في نهاية الأمر بما يصب في مصلحة لبنان وحده بإتاحة الفرصة لمصطفى أديب لتشكيل حكومة بما يلائم خطورة الوضع.
غير أنه أكد في الوقت ذاته أن فرنسا تأسف لفشل الزعماء السياسيين اللبنانيين في الالتزام بتعهداتهم التي قطعوها للرئيس ماكرون في الأول من سبتمبر 2020 وفقا للإطار الزمني المعلن.
آخر فرصة لإنقاذ لبنان
من ناحيته، قال وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "يبدو أن البعض لم يفهم أو لا يريد أن يفهم بأن المبادرة الفرنسية هي آخر فرصة لإنقاذ لبنان ومنع زواله كما قال وزير خارجيتها بكل وضوح".
يبدو ان البعض لم يفهم او لا يريد ان يفهم بان المبادرة الفرنسية هي آخر فرصة لانقاذ لبنان ومنع زواله كما قال وزير خارجيتها بكل وضوح .وعاد كبار الفرقاء الى لعبة المحاصصة مع ادخال اعراف جديدة دون الاتصال باحد يقودها هواة جدد على الساحة .وشكرا للسيد بومبييو على لزوم ما لا يلزم pic.twitter.com/ydwY9S36IL
— Walid Joumblatt (@walidjoumblatt) September 16, 2020
وفي وقت سابق، طالب جنبلاط بتشكيل حكومة طوارئ قائلاً: "سموها كما شئتم"؛ وذلك لمعالجة الوضع الاقتصادي وإعمار بيروت، غير أنّه أكد أنّه ليس لديه مرشح بعينه لرئاستها.
وقال: "لابد من حكومة، سموها كما شئتم، تعالج أولًا الوضع الاقتصادي وإعمار بيروت، وقبل كل شيء، حيث عجزت الحكومات السابقة، عن الإصلاح.. بناءً عليه، نكون قد خطينا خطوات تدريجيّة نحو الأمان ربّما".
«جريمة ومهزلة حقيقة»
من جانبه، اعتبر سمير جعجع رئيس حزب «القوات اللبنانية» ما يحيط بتشكيل الحكومة في لبنان بأنه «مهزلة حقيقية»، معتبرًا أن إحباط المبادرة الفرنسية ومحاولة إنهائها جريمة.
وقال جعجع عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "ان ما يحصل في موضوع تشكيل الحكومة هو مهزلة حقيقية "
وأضاف: "بعدما أعطى جميع الفرقاء السياسيين كلمتهم بتسهيل تشكيل حكومة جديدة على أسس مختلفة، حكومة انقاذ تعمل على لملمة الأوضاع بالبلاد بأسرع ما يمكن، وإعادة الحياة للدورة الاقتصادية بالحد الأدنى، عدنا لنسمع عند الوصول لنقطة تشكيل هكذا حكومة بالنظريات التي كانت قد أدت أصلاً لخراب البلاد".
ان ما يحصل في موضوع تشكيل الحكومة هو مهزلة حقيقية. 1/5
— SAMIR GEAGEA (@DRSAMIRGEAGEA) September 16, 2020
ومضى قائلاً: "من قبيل ان الكتل النيابية لن تعطي الثقة للحكومة إذا لم تتم استشارتها في أسماء أعضائها وتوزيع الحقائب عليهم، وهذا ما كان يحصل في السنوات الـ15 الأخيرة والذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه "
واستطرد: "إن المبادرة الفرنسية هي محاولة كبيرة وجدية لإنقاذ لبنان، وإحباطها ومحاولة إنهائها بهذا الشكل هي جريمة "
واختتم: "يوماً بعد يوم يتأكد ألا أمل يرجى بوجود هذه المجموعة الحاكمة. ولن ينقذ البلاد إلا انتخابات نيابية مبكرة سريعاً للوصول إلى أكثرية نيابية جديدة ومجموعة حاكمة جديدة".
في الغضون، اعتبر نائب حركة أمل في البرلمان محمد خواجة أن من يعرقل المبادرة الفرنسية هو من يريد فرض شروط على الثنائي الشيعي تحت قوّة الضغط.
وقال خواجة في تصريحات صحفية: "لأن نظامنا طائفي، نصر على التمسك بوزارة المال، تحقيقا لمبدأ المشاركة في الحكومة، لا سيما أن الحزب والحركة ممثلان في البرلمان بـ 27 نائبا شيعيا". وأضاف: "حتى لا يُفهم الكلام طائفيا، عونا نذهب إلى دولة مدنية غير طائفية حتى نكسر الأعراف ولا نتمسك بأي حقيبة".
وكان النائب قد توجه أمس مع الوزير السابق علي حسن خليل (الذي فرضت أميركا العقوبات عليه) إلى القصر الجمهوري للتأكيد على تمسك الحركة مع حزب الله بوزارة المال، وتسمية الوزراء الشيعة.
واعتب خواجة أنه كنائب غير معني بمهلة الأسبوعين الفرنسية، وإن كان المطلوب هو إنجاز الحكومة منذ الأسبوع الفائت. وتابع "المبادرة الفرنسية لم تسقط، لأن فرنسا ليست جمعية خيرية، وتريد موطئ قدم في لبنان، مثلما نحن لدينا مصلحة في أن تفتح مبادرتها أبواب الحلول أمامنا".
ويواجه لبنان انهيارا ماليا وأكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى 1990.
وقاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجهود الدولية لإنقاذ البلاد، وزار لبنان مرتين منذ وقوع انفجار مروع في مرفأ بيروت يوم الرابع من أغسطس خلف دمارا واسعا بالمدينة وفاقم مشكلات البلاد.
لكن الفصائل المتنافسة فشلت في الوفاء بالتزامها أمام ماكرون بتشكيل حكومة اختصاصيين بحلول 15 سبتمبر لبدء إصلاحات يطلبها المانحون لصرف مساعدات.
ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975: 1990) واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.