في ذكرى مقتل سليماني.. مخاوف من حرب بين أمريكا وإيران

كتب: إسلام محمد

فى: العرب والعالم

20:45 31 ديسمبر 2020

قبل أيام من الذكرى الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليمان، الذي اغتيل مطلع يناير الماضي في غارة أمريكية بمطار بغداد، يرتفع منسوب التوتر بشكل كبير بين طهران وواشنطن.

 

العراق الذي حدثت على أرضه عملية الاغتيال، يخشى أن يكون ساحة للمعركة الجديدة بين الطرفين بعدما اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بمحاولة إيجاد ذريعة لمهاجمة طهران.

 

وفي تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، اتهم وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الخميس، الولايات المتحدة بمحاولة إيجاد ذريعة لشن هجوم على بلاده، وتعهد بأن طهران ستدافع عن نفسها رغم أنها لا تسعى للحرب.

 

وقال ظريف: "الرئيس دونالد ترامب وحاشيته يضيعون مليارات لإرسال مقاتلات بي52 وأساطيل إلى منطقتنا، والمعلومات القادمة من العراق تشير إلى مخطط لاختلاق ذريعة للحرب".

 

وأضاف: "إيران لا تسعى للحرب لكنها ستدافع بشكل صريح ومباشر عن شعبها وأمنها ومصالحها الحيوية".

 

اتهامات ظريف لترامب لم تكن الأولى، فقد تحدث عنها مراقبين، حيث قالوا إن ترامب قبيل رحيله عن البيت الأبيض يبحث عن ذريعة لشن ضربات صاروخية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية انتقاما لفشله وعقوباته في تغيير النظام الإيراني أو تركيعه، وربما يجدها أو حتى يفتعلها إذا لَزِمَ الأمر في العِراق.

 

وأضافوا أنَّ ترامب سيستغلّ هجوم الأحد الماضي الصاروخي غير المسبوق، على محيط السفارة الأمريكية في المِنطقة الخضراء وسط بغداد، أو بترتيبِ عملية اغتيال أو قصف مماثل جديد، يؤدي إلى وقوع خسائر بشرية، وتحميل إيران وحلفائها المسؤولية عنه.

 

وفي تغريدة على حسابه على "تويتر"، وجه الرئيس ترامب تهديدات واضحة إلى إيران، قال فيها "إنها ستكون مسؤولةً عن مقتل أي جندي أمريكي في العِراق، وسيكون هناك رد فوري وكبير".

 

منصات أمريكية إعلامية عدة، من بينها قناة "سي إن إن" التلفزيونية أكدت في تقريرها إن القِيادة العسكرية المركزية عقدت اجتماعًا سِريا في البيت الأبيض شارك فيه العديد من الجِنرالات العسكريين، والأمنيين، لبحث سِيناريوهات الرد في حالِ إقدام إيران على أي عملية انتقامية لاغتِيال اللواء قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وتزامن هذا الاجتماع مع تسريب أجهزة استخبارية لأنباء عن وجود خطّة انتقامية إيرانية لاغتيال سليماني بطائرة مُسيرة بعد مُغادرته مطار بغداد في يناير الماضي.

 

لكن القيادة الإيرانية نفت هذه الاتهامات، ولكن الأمر المؤكد أن الرئيس ترامب لن يقبل بها، لأن قرار شن هجوم على إيران جرى اتخاذه، حسب بعض المراقبين، وأن التنفيذ ربما بعد انتِهاء احتِفالات أعياد الميلاد على الأرجح، ولا يستبعد البعض أن تكون ساعة الصفر اقتربت، إلا إذا تدخل جِنرالات الجيش الأمريكي وكبحوا جِماح الرئيس ترامب، الذي بدأ فِعلًا في قرع طُبول الحرب.

 

القِيادة الأمريكية أرسلت طائرات قاذفة عملاقة من طِراز "B52"، وغواصة نووية تحمل 265 صاروخًا من طِراز توماهوك، وسارعت إسرائيل التي ستكون قواتها شريك في أي هُجوم، بإرسال غواصة نووية عبَرت قناة السويس علنًا، وأعلنت أمريكا عن حالة الطّوارئ القُصوى في قواعدها العسكرية في مِنطقة الخليج، وخاصةً في قاعدة العيديد، والأمير سلطان، ومددت بقاء حاملة الطّائرات "يو إس نيمتز"، والعديد من البوارج الأُخرى في المِنطقة.

 

وفي المُقابل نشرت صحيفة "القبس" الكويتيّة أنباء نقلًا عن مصادر إيرانيّة قالت إنها عالية المُستوى، حول إقدام إيران على تعزيز إجراءات التأهّب القُصوى حول مُنشآتها النوويّة، خاصّةً مُنشأة فورد النوويّة تحسبا لهجوم أمريكي.

 

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيانها، إن القاذفتين اللتين انطلقتا من قاعدة مينوت الجوية في نورث داكوتا، للمرة الثالثة خلال الـ 45 يومًا الماضية، ستقومان بمهام الردع فوق الخليج العربي تحت حراسة طائرات مقاتلة.

 

وتأتي مهمة القاذفة الجديدة بعد أسبوع من تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرد على إيران بعد إطلاق 21 صاروخا على السفارة الأمريكية في بغداد في 20 ديسمبر، وهو أكبر هجوم على المجمع الدبلوماسي خلال العقد الماضي.

اعلان