بالصور
بمقارنة اقتحام الكونجرس وبرلمان هونج كونج.. الصين تسخر من أمريكا
استغلالًا لقضية اقتحام الكونجرس الأمريكي، الأربعاء الماضي، تحاول الصين تصدير مفهوم جديد للديمقراطية، يعتمد على أن ما تفعله من قمع في هونج كونج وتايوان وتركستان الشرقية، إنما هو ضمن السياسات المقبولة التي تنتهجها أعتى الديمقراطيات في العالم وهي الولايات المتحدة.
الصين تحاول جاهدة أن تسخر من الديمقراطية الأمريكية، وتصدير أن ما تفعله من قمع في هونج كونج وغيرها بأنه نفس ما فعلته الحكومة الأمريكية ضد فوضى الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب... هذا ما حاولت مجلة تايم الأمريكية تقديمه في تقرير جديد لها.
ففي تقرير اليوم الاثنين، رصدت مجلة تايم الأمريكية كيف استغلت الصين والموالون لها أحداث حصار الكونجرس الأمريكي للسخرية من تباين ردود فعل سياسيين أمريكيين وصفوا اقتحام ونهب برلمان هونج كونج عام 2019 بـ "المنظر الجميل" بينما نعتوا أنصار ترامب بـ "الغوغاء".
وإلى ترجمة النص الكامل
لقد فاجأ اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونجرس في 6 يناير العالم وأثار إدانة الكثير السياسيين في كل مكان.
وفي الصين، يشاهد الكثيرون تلك الأحداث الجارية في واشنطن.
وعُقدت مقارنة بين ما حدث في الولايات المتحدة والاحتلال العنيف لمبنى البرلمان في هونج كونج منتصف 2019.
وفي 2019، بدأ المحتجون في هونج كونج، تلك المنطقة الإدارية التابعة للصين، سلسلة من المظاهرات السلمية واسعة النطاق ضد مشروع قانون لتسليم المجرمين يخشى منتقدوه أن تستخدمه الصين كسلاح لإسكات المعارضين.
بيد أن تلك الحشود المناصرة للديمقراطية سرعان ما تحولت إلى ثورة عنيفة ومدمر ضد الحكومة.
وفي يونيو 2019، وصفت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي مظاهرات هونج كونج بأنها "مشهد جميل للناظرين".
وبعد 10 أيام، وفي 1 يوليو 2019، الذكرى 22 لعودة هونج كونج إلى السيادة الصينية، قام المئات، إن لم يكونوا بالآلاف، باقتحام ونهب المبنى التشريعي لهونج كونج عنوة ورسموا "بذاءات" على جدران البرلمان وحطموا المكاتب وغيرها من التجهيزات وأحدثوا أضرار بقيمة تناهز 6.5 مليون دولار.
بيد أن تلك الممارسات لم تجذب وقتها إلا إدانات شحيحة من السياسيين الغربيين.
وبالرغم من أن وزير خارجية بريطانية آنذاك جيريمي هانت كتب عبر حسابه على تويتر : "العنف غير مقبول" لكنه استدرك: "دعم بريطانيا للحريات في هونج كونج لا يتزعزع".
وذكرت صحيفة جلوبال تايمز الحكومية الصينية في تقرير نشرته في صفحتها الرئيسية الخميس: "ما زال مستخدمو الإنترنت في الصين يتذكرون الغضب الذي اعتراهم عندما شاهدوا المحتجين في هونج كونج يقتحمون مقر المجلس التشريعي ويرسمون الجرافيتي على جدرانه وينهبون الأشياء.، لكن السياسين الأمريكيين آنذاك أشادوا في ذلك الوقت بما اعتبروه شجاعة بدلا من إدانة العنف".
وحذر داعمون لاحتجاجات هونج كونج من وضع "مقاربة خاطئة" بين حصار الكونجرس وأحداث نهب المجلس التشريعي لهونج كونج.
لكن جلوبال تايمز عقدت مقارنة "جنبا إلى جنب" للاحتجاجين.
وواصلت الصحيفة الصينية في تغريدة تحمل نبرة تهكم: "ما زلنا ننتظر أن تتفوه نانسي بيلوسي بنفس التصريحات فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة لأحداث الكونجرس".
وقالت التغريدة: "يبقى أن نعرف إذا ما كانت بيلوسي التي وصفت ذات يوم أعمال الشغب في هونج كونج بأنها تسر الناظرين ستتفوه بذات الشيء بشأن حصار الكونجرس".
وعبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي الصيني "ويبو"، سخرت الرابطة الشبابية الشيوعية من تصريحات بيلوسي ونشرت صور من أحداث حصار الكونجرس واصفة إياها بأنها "أجمل ما تشاهده العين".
من جانبها، نشرت تشانج، عضوة البرلمان في هونج كونج الموالية لبكين مقطع فيديو للفوضى في واشنطن عبر حسابها الرسمي على فيسبوك.
وكتبت البرلمانية وفقا لترجمة موقع "هونج كونج فري برس": "أخيرا ذاق المشرعون الأمريكيون تجربة العنف الديمقراطي وعلموا ما الذي يعنيه احتلال مبنى مجلس تشريعي".
وفي ذات السياق، انتقدت هوا تشون ينج، المتحدثة باسم الخارجية الصينية ما وصفته بالتناقض في وصف أحداث هونج كونج والكونجرس الأمريكية.
وقالت هوا: "الآن تنتقد وسائل الإعلام الأمريكي بالإجماع عنف أنصار ترامب واصفة الأحداث بالعنيفة، والمحتجين بالغوغاء والمتطرفين، لكنهم استخدموا وصف "منظر جميل" في وصف أحداث هونج كونج".
واستغلت وسائل الإعلام الصينية الحكومية أيضا احتجاجات مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد والتي شابها العنف كذلك.
وكتبت صحيفة جلوبال تايمز في ذلك الوقت: "شاهدوا المنظر الجميل"، في تهكم واضح على تصريح بيلوسي.
ومررت الحكومة الأمريكية عددا من التشريعات لدعم الحركة الاحتجاجية في