بـ«تقاسم اللقاحات» ومليار يورو.. أوروبا تصعد مواجهتها للقضاء على كورونا

كتب: متابعات

فى: العرب والعالم

16:00 19 فبراير 2021

من المقرر أن يعلن الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع مجموعة السبع، الجمعة 19 فبراير، مضاعفة مساهمته في نظام التطعيم ضد فيروس كورونا لتصل إلى مليار يورو.

 

وستعلن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خلال الاجتماع أيضا عن تبرع الاتحاد بمئة مليون يورو كمساعدات إنسانية لدعم حملة التطعيم في إفريقيا، بحسب المصدر نفسه.

 

وستموّل هذه المساهمة المضاعفة من ميزانية الاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع أن يعد الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة خلال هذا الاجتماع الذي يركز على تقاسم اللقاحات، بتقديم أربعة مليارات دولار لدعم آلية كوفاكس التابعة للامم المتحد والتي أسستها منظمات عدة بما فيها منظمة الصحة العالمية، وفق ما أعلن البيت الأبيض الخميس.

 

 وتهدف آلية كوفاكس إلى توفير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا ل20 في المئة من سكان حوالى 200 بلدا ومنطقة، لكنها تتضمن قبل كل شيء آلية تمويل تسمح لـ92 من الاقتصادات المنخفضة والمتوسطة الدخل بالحصول على هذه الجرعات الثمينة. وإذا كانت القوى العظمى بدأت حملات تطعيم ضد فيروس كورونا على نطاق واسع مع نسب نجاح متفاوتة، فإن القلق يتزايد بشأن البلدان الفقيرة.

 

وعشية اجتماع دول مجموعة السبع، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إن ترك الدول الفقيرة هو امر "غير معقول". واقترح في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن تنقل الدول الغنيّة ما بين 3 إلى 5% من اللقاحات المضادّة لفيروس كورونا الموجودة لديها، إلى القارّة الإفريقيّة التي تفتقر إليها بشدّة وذلك "بشكل سريع جدا" بما يتيح "للناس رؤيتها لحظة وصولها".

 

مجموع السبع وكورونا:

بعد شهر على وصوله إلى السلطة ووعده باتّباع دبلوماسية أمريكية تتعارض مع تلك التي انتهجها دونالد ترامب، يشارك جو بايدن الجمعة في أول اجتماع افتراضي له مع حلفائه في مجموعة السبع، ستركز على الاستجابة للجائحة وخصوصا تقاسم اللقاحات.

 

ويرأس رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاجتماع المقرر عقده بعد الظهر بين قادة الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا واليابان، بحضور قادة دول الاتحاد الأوروبي. وتولت لندن الرئاسة الدورية للمجموعة وتخطط لاستضافة قمة لقادتها في منتجع في كورنوال في يونيو.

 

وهذا الاجتماع هو الأول من نوعه منذ أبريل 2020، بعد أن أدى الوضع الصحي إلى إلغاء القمة التي كان مقررا أن يستضيفها ترامب.

 

وأدى وصول خليفته الديموقراطي إلى البيت الأبيض إلى إنهاء أربع سنوات من الأحادية القسرية، إذ أشارت واشنطن إلى عودتها إلى المنظمات المتعددة الأطراف مثل اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية.

 

وفي مكالماته الهاتفية وخطبه الأولى، حدد بايدن الخطوط الرئيسية لتطور الدبلوماسية الأميركية: خطاب أكثر صرامة ضد روسيا، وابتعاد عن السعودية ورغبة في العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني وإظهار مودة تجاه الحلفاء الذين عانوا جراء سياسة ترامب.

 

وفي مؤشر إلى الرغبة في إصلاح العلاقات عبر الأطلسي، من المقرر أن يشارك بايدن أيضا الى جانب جونسون والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل في مؤتمر ميونيخ للأمن. وسيشارك الرئيس الأمريكي الجديد للمرة الأولى في هذا الحدث السنوي الذي يجمع قادة دول ودبلوماسيين ومتخصصين في الأمن.

 

وقال البيت الأبيض في بيان إنه خلال اجتماع مجموعة السبع، يعتزم الرئيس الديموقراطي "التركيز على الاستجابة الدولية لجائحة كوفيد-19، بما في ذلك تنسيق إنتاج اللقاحات وتوزيعها وتسليمها".

 

-3 الى 5% من اللقاحات لإفريقيا -

ترغب ميركل في أن ترى "مجموعة السبع تتحمل مزيدًا من المسؤولية" في ما يتعلق بالتصدي للوباء، وفقا للمتحدث باسمها.

 

وستُطرح خصوصا مسألة نظام "كوفاكس" الذي اسسته منظمات دولية عدة بينها منظمة الصحة العالمية ووعدت واشنطن بالانضمام إليه. وقال البيت الأبيض الخميس إنّ بايدن سيقدّم وعدًا الجمعة، خلال اجتماع مجموعة السبع، بتقديم أربعة مليارات دولار لآلية كوفاكس.

 

وإذا كانت القوى العظمى قد بدأت حملات تطعيم واسعة النطاق ضد كوفيد-19، بنجاح متفاوت، فإن القلق يتزايد بشأن البلدان المحرومة.

 

وعشية اجتماع دول مجموعة السبع، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إن ترك الدول الفقيرة هو امر "غير معقول".

 

واقترح في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن تنقل الدول الغنيّة ما بين 3 إلى 5% من اللقاحات المضادّة لكوفيد-19 الموجودة لديها، إلى القارّة الإفريقيّة التي تفتقر إليها بشدّة وذلك "بشكل سريع جدا" بما يتيح "للناس رؤيتها لحظة وصولها".

 

وأكد ماكرون أن "هذا لن يبطئ استراتيجية اللقاح الغربية"، محذرا من "حرب نفوذ" بسبب عدم التحرك.

 

وجونسون الذي يمكنه التباهي بنجاح حملة التطعيم في بلاده، وعد بالفعل بإعادة توزيع معظم فائضه عبر آلية كوفاكس. وبالإضافة إلى كوفيد-19، يعتزم رئيس الوزراء البريطاني الدعوة إلى تعزيز التعاون الصحي لتقليص الوقت اللازم لتطوير لقاحات ضد الأمراض الجديدة إلى مئة يوم.

 

ويريد جو بايدن أيضًا الاستفادة من الاجتماع لإعادة التأكيد على الأولوية التي أعطتها إدارته لقضية المناخ. من جهة أخرى، ليست هناك من قطيعة مع سياسة ترامب في ما يتعلق بالصين (التي ليست جزءا من مجموعة السبع) والتي تحتفظ واشنطن بموقف ثابت تجاهها.

 

ويريد الرئيس الأميركي ان يدفع الجمعة باتجاه "تحديث القواعد الدولية لمواجهة التحديات الاقتصادية

 

الصحة العالمية

كانت منظمة الصحة العالمية أعلنت أنه رغم اتجاه الإصابات بكوفيد-19 نحو التراجع فان وضع القسم الأكبر من الدول الأوروبية لا يزال "هشا" في مواجهة الوباء محذرة من "شعور زائف بالأمان" بسبب عدد الذين تلقوا اللقاح والذي لا يزال قليلا.

 

وقال مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغ خلال مؤتمر صحافي إن "وضع الغالبية الساحقة من الدول الأوروبية ما زال هشًا".

 

وشدد مسؤول الأمم المتحدة على أنه "إذا لم نوقف انتقال العدوى الآن، فإن الفوائد المتوقعة من اللقاحات في مكافحة هذا الوباء قد لا تكون واضحة".

 

ورأى أنه "في الوقت الراهن، هناك خيط رفيع بين الأمل في اللقاح والشعور الزائف بالأمان". لدى مجمل الدول الـ 53 في المنطقة الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية (بما في ذلك العديد من دول آسيا الوسطى)، لا يزال عدد الحالات الأسبوعية المبلغ عنها يتجاوز المليون، لكن هذا الرقم الإجمالي يتراجع منذ أربعة أسابيع كما أن الوفيات تنخفض أيضا منذ أسبوعين بحسب منظمة الصحة.

 

وبشكل رمزي تجاوز عدد جرعات اللقاحات التي أعطيت في المنطقة وبلغ 41 مليونا، عدد الحالات المسجلة منذ بدء الوباء ويبلغ 36 مليونا.

 

لكن بيانات المنظمة تظهر أنه تم تلقيح 1,5% من السكان في 29 دولة أوروبية. في الاتحاد الأوروبي، تلقى 2,9% من السكان جرعة واحدة على الأقل بحسب تعداد وكالة فرانس برس .

 

وتلقى 5,83 مليون شخص على الأقل الجرعة الثانية أي 1,3% من السكان. وأكدت منظمة الصحة العالمية مجددا على ضرورة أن يكون الحصول على اللقاح منصفا، بغض النظر عن ثراء البلاد.

 

وحذر كلوغ من أن "الوصول غير العادل للقاحات يمكن أن يأتي بنتائج عكسية. فكلما طالت مدة بقاء الفيروس زاد خطر حدوث طفرات خطيرة".

 

في كل أنحاء المنطقة، سجلت 38 دولة حالات مرتبطة بالنسخ المتحورة من الفيروس التي ظهرت في بريطانيا و19 بتلك التي ظهرت في جنوب افريقيا بحسب آخر البيانات.

اعلان