بالصور| إسراء..أول صماء تعمل بالمحاماة وتحلم أن تكون قاضيًا لذوي الإعاقة

كتب: هادير أشرف

فى: تقارير

22:00 23 ديسمبر 2016

إيمانُ الشخص بنفسه يعني تحطيم كل القيود المحيطة به، ويزيده اﻹصرار لتخطي أهدافه، والحصول على أهداف جديدة، هذا هو ما حققته "إسراء عماد أحمد"، أول صماء ناطقة تحصل علي ليسانس الحقوق الشعبة الإنجليزية من جامعة عين شمس، ولم يقف طموحها عند هذا الحد بل تخطاه لتبدأ الدراسات العليا في القانون الدولي، لتحلم أن تصير قاضيًا لذوي الإعاقة.

 

إسراء التي تبلغ من العمر 22 سنة، كانت شغوفة بالقراءة منذ صغرها، فأصبح حلم جدها أن تلتحق بكلية اﻵداب قسم وثائق ومكتبات، ولكن وﻷنها كانت أفضل طالبة في مدرستها في اللغة اﻹنجليزية توقع الجميع أنها ستدخل كلية اﻵداب قسم اللغة اﻹنجليزية وتصبح معلمة.

 

تسترجع اسراء ذكرياتها فتقول "عندما دخلت الثانوية العامة كنت بسمع عن فلان دخل حقوق و مستشار وقاضى، فغيرت حلمى لأن كان نفسى احظى بمناصب عليا في الدولة، ووقتها كانت الثورة والناس بتنادى بحقوقها، فنظرتى للأحداث غيرت قراري  وصممت أن أدخل كلية الحقوق وحرصاً على اللغة الإنجليزية اخترت حقوق الشعبة الإنجليزية".

 

وأضافت أول صماء تحصل على ليسانس حقوق في حديثها مع "مصر العربية"، قائلة "قدمت فى جامعة القاهرة لكن لم أقبل بالتنسيق فدخلت حقوق عربى، لأول مرة حضرت مدرج الجامعة اتصدمت بـ5000 طالب، لا استطيع ان اسمع او ان اركز او ان افهم كلمة، فقررت ألا أذهب للجامعة مرة أخرى، ﻷن الوضع كان صعب فى عملية التواصل".

 

وتابعت: "وقتها اتعرفت بطالب خريج آداب يابانى بيشتغل فى مكتبة الجامعة وهو أصم مثلى وشخص متفوق، ومعرفته شجعتنى  اجرب نوع مختلف من اللغات غير اﻹنجليزي، وقدمت بنفس القسم اداب يابانى ولكن الأساتذة سألوا عن كيف سأسمع واتواصل والعديد من الأسئلة وفى نهاية الأمر لم اقبل مرة ثانية لموضوع صعوبة السمع، وحاولت امى للمرة الثالثة تحويلى الى جامعة عين شمس حقوق الشعبة الإنجليزية وتم قبولى والتجارب السابقة علمتنى درسا لا انساه".

 

وأكملت حديثها قائلة: " دخلت اخيرا ولكن هذه المرة اخفيت موضوع سمعى حرصاً على استكمال تعليمى ولأننا فى دولة لا تراعى الاشخاص ذوى الاعاقة ولا توفر لهم مطالبهم، فاغلب المشاكل اللى واجهتنى داخل الجامعة كانت صعوبة التواصل مباشرة مع الأساتذة فكنت اكتفى بقراءة الملخصات من زملائى او كتب اخرى لفهم ما هو مُعقد، واستعين بصديق محامى يشرح لى".

 

واستطردت "وﻷن أى شخص يجلس داخل المدرج لا يفهم سيشعر بالملل بالتأكيد، كنت انا الطالبة التي تجلس ٤ ساعات بداخل المدرج لا استمع ولا افهم وحين لا تسمع ستشعر بنوع من الملل، ما بالك بأصم اخر عصبى الطباع بالطبع لن يستكمل تعليمه، وقتها عرفت ان اول شىء لاصلاح تعليم الاصم يجب الإنتباه له هو ترك حرية التواصل ان يختار الأنسب له دون إجباره والتى حددتها الاتفاقية الدولية أن التواصل للاصم يتم عبر الكتابة أو الاشارة ولغة الشفاه والحنجرة او ما يقرره هو".

 

وأكدت اسراء أن تعليم الاصم بالجامعة ضرورى لكن توفير مترجم اشارة فقط هذا ليس الإصلاح الحقيقى، فقد لا يشعر الاصم بالارتياح،  ﻷن اصلاح التواصل يبدأ بتوفير كافة طرق التواصل شخص يكتب وشخص ينطق بالشفاه متخصص تخاطب ولغة إشارة، مضيفة أن الدولة تعتقد أن التواصل مع الصم يكون عن طريق لغة الاشارة فقط، لكن لا تدرك أن الصمم انواع، فهناك اصم قابل للكلام ولكن لم يتم تدريبه ودخل مدرسة الصم ففقد الكلام تمام وأصبح يعانى من صعوبة الكلام بالإضافة للصمم.

 

وأضافت في حديثها  أنها تقدمت بمقترح لمجلس النواب بإضافة كافة أنواع التواصل صراحة فى قانون ذوي اﻹ`اقة الذي يناقشه اﻵن، ولكن كان الرد الاكتفاء به فى اللائحة، وأن اللائحة هي التي ستحدد وسائل التواصل.

 

وتابعت: " للأسف الدولة  تعتبر الاصم شخص غير كامل الاهلية لان الجميع يقترح له، فالوزارة اقترحت له الجامعة كلية التربية النوعية، واقترحت له مدرسة الفنية او التجارة، واقترحت له اعمال ووظائف محددة، لذلك  اغلب الصم من خريجي المدارس الفنية والتجارية، ولا يوجد خريجي ثانوية عامة إلا قليل جداً.

 

وروت اسراء المشاكل التي كانت تواجهها خلال فترة المدرسة قائلة "مشاكلى بالمدرسة كانت تكمن في ان تكلفة تعليم الصم في مدارس عادية عالية جداً  بداية من دكتورة التخاطب مكانها فى مدينة نصر والمدرسة بالدقى والدروس الخصوصية فى أماكن مختلفة، ﻷن المدرسة لم توفر دروس التخاطب اصلاً ﻷن مكنش فيه دمج في المدارس".

 

 

وتابعت: " كانت الاختيارات المتاحة أمامي هي مدرسة الصم االاستمرار  بالمدرسة اللغات، باﻹضافة إلى ان المدرسة كانت تخضعني لاختبارات كتيرة، واذا لم انجح بها  أصبح مهددة بالطرد.

 

وعن حلمها أكدت الصماء الناطقة أنها تتمنى أن  تحقق حلمها وهو مشروع قاضى بالمحاكم للاشخاص ذوى الاعاقة مختص بمشاكلهم وحقوقهم، مؤكدة أنها ستعمل بمجال المحاماة حتى تتمكن من الوصول لحلمها.

 

ووجهت اسراء في ختام حديثها رسالة  للدولة قائلة " افتحوا كافة المجالات للاشخاص ذوى الاعاقة للمشاركة فى وضع السياسات العامة فى الدولة، ﻷن لديهم القدرة على هذا وسيبهرونكم".

اعلان