في قنا

بالصور| «الحجيرات».. قرية تئن من الخصومات الثأرية

كتب: وليد القناوي

فى: تقارير

22:00 23 يناير 2017

"طلقات الرصاص يدوي صداها ليلاً ونهاراً وسقوط ضحايا ومصابين في الطرقات والأهالي يقطعون الطرق بحثًا عن الأمن الذي غاب عن قريتهم لسنوات".. هكذا هو الحال الذي باتت عليه قرية "الحجيرات" التابعة لمركز قنا، بسبب سلسال الدم والنار الذي لا ينتهي في القرية ويسقط قتلى بالرصاصات الطائشة وتهميش للقرية من جميع الخدمات . بحسب تعبير الأهالي.

 

 

ويقطن "الحجيرات" 45 ألف نسمة، وتبلغ مساحتها 1600 فدان، وتنقسم إلى 6 نجوع رئيسية ، تحدها الجبال في نهايتها وتغلب عليها زراعة القصب، وسط هجر لكثير من ابنائها للعمل في الدول العربية، وكذلك عزوف البعض للعيش في القرية والتوجه الي المدينة بسبب طلقات الرصاص التي لا تتوقف طوال اليوم.

 

وتأن القرية من الخصومات الثأرية المتكررة، لاسيما أن أغلب ضحاياها هم شباب في مقتبل العمر، يموتون بسبب الجهل والعادات الموروثة، وراح ضحيتها مئات الشباب على مدار 10 سنوات، وتتجدد بين الحين والآخر.

 

يقول محمد.ع ، أحد المواطنين، إن طلقات الرصاص في القرية أصبحت كالماء والطعام، مطلب يومي لا ينقطع نهائياً، مما تسبب في سقوط مصابين تصادف مرورهم، لافتاً إلى أن آخرهم اشتباكات بين عائلتين، أصيبت خلالها سيدتين ولم يجدوا قوات الأمن أو سيارات الاسعاف لإنقاذ المصابتين.

 

وأشار سيد .ح ، موظف واحد المحتجين إلى أن قرية الحجيرات سقطت من حسابات المسئولين نهائياً ، وتراكمت الازمات بجانب غياب الامن من انقطاع مستمر لمياه الشرب، واختفاء السكر التمويني والسلع الغذائية بشكل مستمر .

 

 وأوضح أن أهالي القرية يرفضون الخلافات الثأرية بشكل تام، لكن هناك قلة يسيئون لسمعة قرية "الحجيرات" ، مبيناً أن القرية تخرج منها اطباء واساتذة جامعات، لكن نظرة المجتمع لنا اننا تجار سلاح ومخدرات تسببت في التجاهل التام.

 

منصورسيد، موظف، يضيف "أن القرية بها نقطة شرطة مغلقة منذ عدة سنوات، ولا نرى لعناصر الامن تواجد في القرية، الا في حالة وقوع اشتباكات بين العائلات يحضرون لفرض طوق امني بالقرية يحاصر المارة الذين ليس لهم دخل بالاشتباكات"، مبيناً أن موسم زراعة القصب بالقرية هو ملاذ لاختباء تجار السلاح والمخدرات كذلك التي بدأت تباع في محال البقالة .

 

ولفت سيد إلى أن القرية تفتقد لأي عنصر من عناصر المعيشة والحياة فلا يوجد بها نادي اجتماعي أو مركز شباب، حتى المدارس تحولت الي واجب يقضيه التلاميذ ويغادرون إلى منازلهم دون الاستفادة من التعليم، مشيرًا إلى أن هناك نجوع في القرية يصعب دخول الغرباء بها بسبب عمليات السطو على الطرقات.

 

 

وأرجع عبد الحميد حسن، إمام مسجد، سبب كثرة حوادث الثأر والنزاعات داخل القرية إلى غياب الوعى الديني، وقلة عدد المساجد بالقرية إلى جانب عدم وجود معاهد أزهرية لتعليم ،وتثقيف أبناء القرية حتى يتخلصوا من النعرات العصبية. وأنه لا سبيل أمام تلك القرية للعودة للأمان والاستقرار سوى الرجوع للدين ، لكن يبقى السؤال الأهم ، إلى متى ستبقى قرية الحجيرات في دائرة النسيان ؟".

 

من جانبه قال مصدر أمني بمديرية أمن قنا إن جهود أجهزة الأمن مستمر في القضاء على السلاح والمخدرات بجميع قري المحافظة، لافتاً إلى أن هناك حملات سرية يتم شنها بين الحين والآخر على الحجيرات وتم ضبط عشرات قطع السلاح، فضلاً عن متهمين هاربين من أحكام قضائية.
 

وأوضح المصدر أن الحل الأمني ليس هو الذي سيجعل القرية تنعم بالأمن فهناك شق علي جميع مؤسسات الدولة أن تتكاتف من أجله من توفير الخدمات الأساسية والتعليم والصحة، مؤكداً أن جهود مدير أمن قنا اللواء صلاح حسان، مستمرة مع لجان المصالحات للقضاء على الخلافات الثأرية.

 

 

 

 

اعلان