تاجر: الأسعار زادت 100 %
فيديو| دباغة الجلود تغرق في بحر الغلاء.. و«المستورد» يقتل الحرف اليدوية
"دبغ الجلود" صناعة يتوارثها الأجيال من ممتهني الحرفة، التي تتماثل أهميتها مع صناعة النسيج، إلا أنها تعاني من الركود لانتشار الجلود المستوردة، لا سيما ارتفاع أسعار الجلود المصرية وخامات التصنيع بنسبة 100%"، بحسب ما أكد صاحب واحدة من أكبر المدابغ بالقاهرة.
ومن داخل ورشة "سيد دقدق"، والتي تُعد من أكبر المدابغ بمنطقة مصر القديمة، وتحتوي على أكثر من 20 عاملاً، يقول "دقدق" لـ "مصر العربية": "إن صناعة الجلود المصرية تتأثر بشدة بالجلود المستوردة قائلا: "صناعة بلاد برة مموتة الجلود بتاعتنا".
وأضاف "أيمن سيد"، أحد العمال، أن أسعار الجلود حاليًا تشهد غلاءً كبيرًا قائلا: "الجلد غلي بنسبة 100%".
وأشار إلى أن سعر الجلد البقري ارتفع من 300 جنيه إلى 550 جنيهًا، معلقًا: "الجلد المصري أفضل أنواع الجلود على مستوى العالم".
وترصد "مصر العربية" مراحل تصنيع الجلود من داخل إحدى المدابغ وتتمثل فيما يلي
جمع الجلود وتمليحها
وتمر تلك الصناعة بعدة مراحل، أولها جمع الجلود وتصنيفها ثم تمليحها وتجهيزها لتدخل مراحل التنظيف والتهذيب، داخل براميل لنقعها وتحتوي ماء النقع على مطهرات وكبريتات الصوديوم، وذلك لبدء عملية إزالة الشعر وبقايا الدماء ومعظم الملح المستخدم والبروتينات.
وتمرر الجلود عبر آلة إزالة اللحم المتبقي مزودة بسكاكين حادة لإزالة كل الدهون والشحوم من الجلد، والتي ينتج عنها "السلايت" وهو عبارة عن القشرة الخارجية لجلد الجاموس أو البقر ليُصنع منها "الغرة".
نقع الجلود في أحماض الكبريتيك
وقبل عملية الدباغة تُحفظ الجلود بنقعها في محلول من حمض الكبريتيك والملح، ويستمر نقع الجلود حتى يصل محتواها الحمضي إلى درجة معيّنة، ثم تزال الجلود وتُغسل، ثم يضع العمال الجلود في أسطوانات للدباغة بالكروم المملوءة بالماء ومحلول كبريتات الكروم، والذي يكسبه اللون الأزرق الفاتح.
وتستغرق تلك العملية ساعات قليلة، علمًا بأن الكروم يسهل في صناعة الطبقة العلوية للأحذية والقفازات والمحافظ، والأمتعة، وتنجيد المفروشات.
التجفيف والصباغة
تستخدم ماكينة لتجفيف و"حيافة" الجلد، ويبدأ العمال برصه في "الفاكيوم" لتكبيسه و فرضه حتى يصبح جاهزًا لصبغه، وهنا تبدأ مرحلة صباغة الجلد عن طريق تقليبه مع ماء دافئ ببعض المواد التي تعطي الألوان المطلوبة كالبيج أو النبيتي أو الأسود، ثم يترك حتى يجفف داخل آلة الرص والتي تساعد على تطرية الجلد.
وبعد رص الجلد تأتي المرحلة النهائية، عن طريق رشه بمواد التشطيب المكونة من الكازين والزيوت والشمع ومركبات آخري تؤخذ من الدم، ثم يتم تغطيته بطبقة من "الورنيش" حتى تعطيه لمعان ثابت.