الضبعة في ثوبها النووي.. التفاصيل الكاملة

كتب: رانيا حلمي

فى: تقارير

15:36 28 فبراير 2017

رغم كونها جزءا من أكبر محافظات مصر مساحة، والتي تمثل البوابة الغربية للدولة، إلا أن اسمها لم يكن يردّد على ألسنة العامة كثيرا فلم يكن هناك ما يميزها عن غيرها، إلا أن الأمر اختلف عقب إعلان التنفيذ الفعلي لمشروع المحطة النووية، حيث يتم نقل عدد من الأسر من المنطقة المخصصة لإقامة المشروع وإنشاء مدينة خاصة كبديل لهم.

 

ولم يتوقف الأمر عند المدينة السكنية كمشروع جديد حيث ترددت كلمة"المدرسة النووية" على ألسنة عدد من المسئولين ولم يكن المعنى واضح لكثير منا، في مدينة الضبعة التي تبعد عن مطروح حوالي ساعتين، تجولنا لفترة زمنية وجيزة حاولنا خلالها اكتشاف وجه لم نره للمدينة، والتقينا بالحسيني أحمد السنونسي رئيس مركز وميدنة الضبعة السابق ليحدثنا عن المشروعات التي تمّت في المدينة في الفترة الأخيرة.

 

 

المدرسة النووية

المدرسة الثانوية الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الطاقة النووية بمدينة الضبعة، أول مدرسة تنشئ على مستوى مصر والشرق الأوسط، تقع غرب مدينة الضبعة بـ3 كيلو، يقول السنوسي إن مشروع المدرسة بدأ بتخصيص 8 أفدنة، من قبل اللواء علاء أبو زيد محافظ مطروح، حيث أصدر قرار برقم 374 لسنة 2015 بتخصيص هذه المساحة لإنشاء المدرسة، ومن المفترض أن يتم تسليمها في شهر يونيو من العام الجاري، ومن المقرر لها أن تدخل الدراسة في شهر سبتمبر 2017.

تتكون المدرسة من مبنى تعليمي بسعة 375 طالبا، 15 فصلا بموجب 25 طالبا لكل فصل، وهي مكونة من طابق أرضي و3 طوابق متكررة، كما تضم 2مبنى إقامة بسعة 436 سرير مكون من طابق أرضي و4 أدوار،  مبنى للورش ينقسم إلى ورش خاصة بالميكانيكا والكهرباء وأخرى خاصة بالإلكترونيات والمخازن، وهناك ملعب كرة القدم، كرة الطائرة، مسرح ومساحة خضراء حيث وصفها السنوسي بالمدرسة المتكاملة من جميع الجوانب، وتهدف لإعداد كوادر للعمل في المشروع السلمي لإنتاج الكهرباء بالضبعة.

وأوضح أن المدرسة تابعة لوزارة الكهرباء وتقوم على إنشائها هيئة الأبنية التعليمية وإحدى شركات المقاولات، ومن المفترض أن تقام على 3 مراحل، كل مرحلة تستهدف نفس العدد، مشيرا إلى أن تكلفتها 43 مليون ونصف للمباني والإنشاءات ، و7 ملايين و800 لتجهيز الفرش والمعايش،  بينما بلغت تكلفة الورش مليون ونصف،  والأجهرة 12 مليون وربع، على أن تكون التكلفة الإجمالية 70 مليونا.

 

 

وأشار إلى أنه من المفترض أن يقوم بالتدريس للطلاب مهندسون متخصصون في الميكانيكا والكهرباء وغيرها من المواد، فمهمة المدرسة تجهيز كوادر لخدمة المشروع، موضحا أنه تم الانتهاء من 40% من الإنشاءات الخاصة بها.

المدينة السكنية الجديدة

يقول السنوسي إنّ إنشاء المدينة جاء بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقد تمّ الانتهاء من 95% منها، وهي عبارة عن 1500 وحدة دور أرضي كاملة المرافق والخدمات تقام على مساحة 2 كيلو وجهة و5 كيلو عمق، وهي مخصصة لأهالي الضبعة المضارين من المشروع، ومقامة على تراث البيئة البدوية، فكل وحدة تضم دورا أرضيا ومكونة من غرفة استقبال ودورة مياه وغرف للمعيشة إلى جانب مطبخ ودورة مياه داخلية.

 

وأضاف أن  القوات المسلحة هي المسئولة عن إنشاء الوحدات ولم يحدد موعد تسليمها حتى الآن، لكنها جاهزة للتسليم وقت ما يتم تحديد الموعد والمعايير الخاصة بها لأنه ليس حدثا مخفيا فهو حدث على مستوى الجمهورية، موضحًا أن عدد الأسر المخصص لها وحدات بالمشروع بلغ 1450 أسرة من الأسر المضارة من مشروع الضبعة.

وتضم المدينة عمارات سكنية خاصة بالعاملين في المحطة النووية، كذلك تتضمن المدينة عددًا من المشروعات الخدمية بينها مساجد، أسواق، ومستشفى، وغيرها من المشروعات.

وكانت الإدارة الهندسية للقوات المسلحة قد أعلنت أن تكلفة إقامة المدينة تبلغ مليار جنيه، حيث تكلفت القوات المسلحة بإنشائها، وقد شهدت المدينة إنهاء جانب كبير من أعمال رصف الطرق، والانتهاء من المباني.

المشروعات الجديدة في الضبعة

تستكمل المحافظة مشروعاتها في مدينة الضبعة حيث يتم استكمال مشروع الصرف الصحي، كذلك تم إنشاء فرع جديد للبنك الأهلي، فرع لقصر ثقافة، موقف سيارات الأجرة، محور الضبعة الجديد، والعديد من القرى السياحية والتي اعتبرها السنوسي مواكبة للنهضة الحضارية التي تشهدها مطروح حاليا.

وعن مشروع الصرف الصحي أوضح السنوسي أن تكلفة إنشاء شبكة الصرف الصحي في الضبعة بلغت 325 مليون، بعدما كان مخصصا لها 185 مليون فقط، مشيرًا إلى أن العمل في المرحلة الأولى من الشبكة  بدأ في 1 يونيو 2016، ومن المفترض أن تسلم في 30 أغسطس 2017، وتسلم المرحلة الثانية 1 مارس 2018، موضحًا أن المشروع يتضمن الشبكات بطول 123 كيلو لشبكات خطوط الانحدار و4 خطوط طرد بطول  28 كيلو لكل خط، حيث يتم خلال المشروع تغيير الشبكة القديمة والبيارات.

 

كما أكد اللواء علاء أبو زيد محافظ مطروح، أن شركة مياه الشرب والصرف الصحي هي المسئولة عن مشروع الصرف الصحي في الضبعة وغيرها من المدن، حيث بلغ معدل التنفيذ في الضبعة 70% من إجمالي المشروع.

 

وأوضح السنوسي أن المدينة شهدت إنشاء موقف جديد للسيارات لينهي أزمة الأهالي في الانتقال، وانتظار السيارات على الطريق الدولي، مشيرا إلى أن تكلفته بلغت 680 ألف جنيه، كذلك أعلن عن الانتهاء من إنشاءات مبنى قصر ثقافة الضبعة وعلى وشك الافتتاح.

 

فيما أعلن سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة عن قرب افتتاح قصر ثقافة الضبعة، مشيرا إلى أن الهيئة تسعى للوصول إلى كل قرية ومركز وحي.

 

كذلك شهدت المدينة تطويرات في مستشفى الضبعة المركزي والخاص بالطوارئ والاستقبال، إضافة إلى مشروع محور الضبعة حيث أكّد المهندس محمد العشري مدير مديرية الطرق بمطروح، أنّ المشروع ضمن القومية للطرق والذي ينفذها الرئيس السيسي، وكان ضمنها ربط القاهرة بمطروح عن طريق محور الضبعة روض الفرج وتم فتحه للمرور وجارٍ عمل الأعمال الصناعية واللوحات الإرشادية وتم فتحه بحوالي 200 كيلو

.

الحوار المجتمعي حول سلمية المحطة النووية.

وفي يوم 25 فبراير الجاري عقد اللواء علاء أبو زيد محافظ مطروح حوارا مجتمعيا في مدينة الضبعة حول أهمية مشروع المحطة النووية ومدى سلميته، وذلك بمشاركة عدد من مشايخ المدينة، وبحضور عدد من الوزاراء بينهم الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة.

حيث أشار أبو زيد إلى وجود حالة من الرضا الشعبي عن المشروع مرجعًا ذلك لنجاح القيادة السياسية، مؤكدًا على ترحيب أهالي الضبعة الذين لم ينخدعوا بالشائعات المغرضة حول الآثار السلبية للمشروع، ولم يتأثروا بتلك الأفكارِ التى كانت تريد إبعاد المشروع عن منطقتهم، للاستفادة منه فى مآرب أُخرى، بل قاموا عن وعى ووطنيةِ تامةِ بتسليم أرض المحطة النووية التى حَافظوا عليها طويلاً طواعيةً ودون قيد أو شرط للدولة.

 

فيما أكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء أن المحطة النووية المصرية الأولى بالضبعة تتكون من أربع وحدات نووية بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات يتم تنفيذها بالتعاون مع الجانب الروسى حيث بلغ المشروع المراحل النهائية للتوقيع على عقود الإنشاء والتشغيل، موضحًا أنّ هذه المحطات تتميز بأنها لا يصدر عنها أي انبعاثات للغازات الملوثة أو غازات الاحتباس الحراري فضلاً عن أنها تتمتع بأعلى معدلات الأمان العالمية المستخدمة في محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية.

 

وأوضح أنّ الدراسة البيئية والاجتماعية للمشروع أكّدت الالتزام بجميع الجوانب البيئية والاجتماعية الخاصة بالتشييد والتشغيل الآمن للمحطة، حيث يستخدم مشروع المحطة مفاعلات نووية من الجيل الثالث طبقاً لأحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا، ويحتوى هذا الجيل على تصميم آمن ومقاوم لخطأ المشغل أى "العامل البشرى".

 

ولفت إلى أن عمر المحطة يزيد عن 60 عامًا، ولها قدرة غير مسبوقة على مقاومة الحوادث الضخمة فيمكنها أن تتصدى لاصطدام طائرة وزنها 400 طن وسرعتها 150 مترًا فى الثانية، وتمتاز المفاعلات النووية أيضًا بالتشغيل الآمن دون أية تأثيرات سلبية على البيئة المحيطة به، كما تضمن هذه المفاعلات عدم التسرب الإشعاعى عن طريق الفلاتر والحواجز المتعددة، وتحتوى على نظام التحكم الآلى الحديث.

اعلان