الفاتيكان والأزهر يعزفان أنشودة "السلام العالمي" من مصر
انطلقت فعاليات مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، اليوم الخميس، بحضور عدد من القيادات الدينية من جميع أنحاء العالم ورئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين.
ويناقش المؤتمر 4 محاور رئيسية تتمثل في معوقات السلام في العالم المعاصر.. المخاطر والتحديات، وإساءة التأويل للنصوص الدينية وأثره على السلم العالمي، الفقر والمرض بين الحرمان والاستغلال وأثرهما علي السلام، وثقافة السلام في الأديان بين الواقع والمأمول.
ومن المقرر أن يلقي البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، كلمته غداً في ختام المؤتمر، عقب زيارته الرسمية لـ "الطيب" بمشيخة الأزهر الشريف.
ويأتي المؤتمر في إطار الجهود التي يقودها الأزهر الشريف من أجل نشر ثقافة المحبة والتسامح والتعايش المشترك وتحقيق سلام عادل وشامل لجميع دول العالم.
الطيب: الحرب في الإسلام دفاعية
قال أحمد الطيب، شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، أن رسالة محمد ليست دينا منفصلا عن إخوته عيسى وموسى وإبراهيم ونحو عليه السلام، إنما هي حلقة أخيرة في الديانات السماوية التي تتفق في المبادئ والأخلاقيات وتختلف فقط في الشريعة والأحكام .
وأضاف: "القرآن الكريم يقرر حقيقة الاختلاف في الدين واللون والعقيدة، فالاختلاف سنة الله في عباده ولا تزول إلا بزوال الدنيا".
وتابع: "حرية الاعتقاد مع الاختلاف في الدين وجهين لعملة واحدة، وهو ما يستلزم نفي الإكراه على اعتناق أي دين".
وأردف: "الحرب في الإسلام دفاعية وليست هجومية، والتشريع الذي يقرر الحرب في الإسلام كان للدفاع عن المظلومين، والدفاع هنا ليس عن المساجد فقط بل الكنائس ومعاهد اليهود".
واستطرد: "الإسلام لا يقاتل تحت بند الكفر بل يقاتل تحت بند العدوان، فإذا كانت نصوص الإسلام تكشف عن انفتاح الدين على الآخر فكيف يصح وصفه بالإرهاب؟".
وتساءل: "هل يقال إن المسيحية دين إرهاب كذلك؟، وهل يقال أن اليهودية دين إرهاب بسبب الجرائم البشعة التي ارتكبت باسمها؟".
واختتم: "نستغل هذا المؤتمر لنعلن أن الأديان بريئة من تهمة الإرهاب، والإرهاب الأسود الذي يحصد أرواح المسلمين والمسيحيين في الشرق لا يعود إلى شريعة الإسلام وقرآن المسلمين بل إلى سياسات كبرى نعلمها جميعا".
3 محاور لمحاربة الإرهاب
أكد الدكتور فيليب بوردين، رئيس الجامعة الكاثوليكية بباريس، أهمية وجود حوار مثمر في السياق الثقافي للمدارس والجامعات والمعاهد الدينية، لتعليم الشباب كيفية تحمل المسئوليات وآلية توجيه الضمير نحو الطريق الصحيح للتمييز بين الخير والشر.
وأضاف "بوردين" أنه يجب الأخذ في الاعتبار مجموعة من المحاور التي تساهم في محاربة الإرهاب وهي تربية وتنشئة الشباب على الأسس السليمة ومعرفة طرق توجيه الانتقادات وكيفية الاستخدام السليم للعقل.
العودة للعلاقات الدولية والسياسية
قال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أن الفشل في التنمية أحد الأسباب والعوائق الرئيسية التي تصعب من الوصول إلى السلام العالمي.
وأضاف "موسى" أن الإرهاب لا يعود فقط إلى البعد الديني وإنما أيضا البعد السياسي، وهو ما يتطلب العودة إلى الرؤية السليمة للعلاقات الدولية والإقليمية في إطار الحوار الصريح والتنمية والبناء".
الاختلاف يشرعن الإرهاب
عبر القس الدكتور أولاف فيكس، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، عن امتنانه الشديد لتوجيه الأزهر الشريف دعوة للم شمل الشعوب من أجل تحقيق السلام العالمي.
وأكد "فيكس" أن هناك بعض الأشخاص يفرقون بين الناس وفقا لاختلاف الأديان ويستخدمون شعار الاختلاف لإضفاء الشرعية على العمليات الإرهابية.
وتابع: بصفتنا قيادات دينية فإن مهمتنا رفع القدسية عن جميع البشر الذين خلقهم الله، والحفاظ على الحقوق المتساوية والالتزامات المماثلة".
حملات التشويه لن تعيق الأزهر
قال حسن خليل، عضو المكتب الفني لمشيخة الأزهر، أن مؤتمر الأزهر العالمي للسلام خطوة من خطوات التصدي للإرهاب والدعوة للسلام القائم على التسامح وهو العامل المشترك بين جميع الأديان السماوية.
وأضاف "خليل" أن الأزهر مؤسسة وليست شخص، تتعرض لبعض الحملات الهجومية بهدف تشويه صورة الإمام الأكبر أحمد الطيب، وهذا لن يثني الأزهر الشريف عن دوره الرائد في مواجهة التطرف والإرهاب ونشر التسامح والمحبة بين الجميع.
توقيت حساس للأمة لإسلامية
قال محمد أبو هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر أن مؤتمر الأزهر العالمي للسلام يعقد في وقت حساس وهام للأمة الإسلامية والعربية.
وأضاف "أبو هاشم" أن تجديد الخطاب والفكر الديني يجب أن يكون في كافة المؤسسات بدءا من وزارة التربية والتعليم مرورا بوزارة التعليم العالي ووصولا إلى وزارتي الثقافة والإعلام.
رسالة واضحة
قال علي الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، أن مؤتمر الأزهر العالمي للسلام يؤكد أن مصر ملتقى الرسالات الدينية السماوية، وأنها تجمع دائما بين المسلمين والمسيحيين في ثوب واحد.
وأضاف "الأمين" أن المؤتمر يوجه رسالة واضحة تدعو للحوار والسلام والعيش المشترك، وتناهض الإرهاب وثقافة التطرف، مؤكدا: "مصر ليست موطنا للإرهاب الذي يريد أن يغرق الأمم والشعوب ويزرع الكره بين المسلمين والمسيحيين".
وعن الحملة التي شنها البعض ضد أحمد الطيب شيخ الأزهر، قال: "هذه اللقاءات التي تجمع أبناء الديانات السماوية ومختلف المذاهب أكبر دليل على أن الأزهر وشيخه أكبر داعية للسلام".
أغصان الزيتون
ناشد الأنبا بولا، ممثلا عن البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الضمير العالمي ودول العالم أجمع بالتوقف عن دعم الجماعات والكيانات الإرهابية والمتشددة التي تخدم الأهداف السياسية والمصالح الخاصة.
وتابع: "أصبح معلوما لدى الجميع أن هناك دول بعينها تدعم الجماعات المتشددة بالمال والسلاح"، مشيرا إلى أن الأقباط في مصر واجهوا الإرهاب والمتفجرات بأغصان الزيتون وسعف النخيل وقد تعطرت تلك الأغصان بدماء شهداء تفجيرات الكنائس.
وطالب دول العالم بإنهاء البؤر الاستعمارية خاصة الموجودة على الأراضي الفلسطينية المحتلة لأن الإحساس بالظلم يعد منشأ للتطرف.
كنائس أمريكا تعارض عنصرية ترامب
قال القس الدكتور جيم وينكلر، الأمين العام للمجلس الوطني للكنائس العالمي بالولايات المتحدة إن المجلس يعارض خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تقضي بمنع دخول اللاجئين من الدول العربية إلى الولايات المتحدة.
وأكد أن مجمع الكنائس الأمريكي يعمل بالفعل على أحقية دخول جميع اللاجئين، وإعادة الأمل لهم من جديد.
وكشف أن مجمع الكنائس يعمل على إعداد رجال الدين لمجابهة الفكر المتطرف، وتصحيح أفكار الغربية التي تربط بين العنف والدين الإسلامي.