كلنا قتلنا حلب
- “كلما أصبح صباحي كل يوم أجد يداي ملطخة بالدماء وهذا بسبب لعنة حلب".
- نعم أنا قتلت حلب وأنت قتلت حلب، كلنا قتلنا حلب, قتلناها بكل السبل والأشكال ,قتلناها بأيادي وطنية وأجنبية ,قتلناها بالمذهبية والطائفية ,حقًا قتلناها قتلة خسيسة .
- للأسف عندما أرى وسائل إعلام ممالك وأسر الخليج ذات البطون المنتفخة والقضبان العاجزة وهي تتكلم عن مآسي حلب أستشعر نفسي بالغثيان، فهم يتاجرون بالدماء البريئة لمصالح نفوذهم البغيض، يجعلون من أنفسهم دائمًا وأبدًا أصحاب الحق الإلهي المطلق .
- وعندما أرى على النقيض من المعسكر المدعي للممانعة والمقاومة أجد منتهى الطائفية والمذهبية والمتاجرة بسبي زينب ودم الحسين وكأن زينب قد حُررت من أسر معاوية عل دماء وجثث أهل حلب .
- وعندما أرى الجيش الحر المغوار العظيم الذي سلم نفسه للسلطنة العثمانية متصورا أنه قد حقق النصر الجليل ,أجد نفسي قد تملكها الضحك المتباكي لأن هذا الجيش قد نسى أن المختار لم يمد يديه توسلا للغريب في مقاومة الطُليان .
- حقيقة لابد منها وهي أن حلب مأساة فضحت كل شيء على حقيقته, فضحت المعارضة قبل النظام, فضحت العرب قبل العجم, فضحت المذهبية والطائفية قبل الصهيونية فالعار كل العار أن نجد أبناء هرتزل يتباكون على ضحايا حلب .
- للأسف أشعر بالعجز والوهن عندما أنوي كتابة مقال عن الوضع في سوريا وأجد الحال كما هو لم يتغير ولم يحرر الجولان والجميع خاسر وأهل الصهيونية هم الفائزون .
- بالنسبة لي فليس بيدي سوى القلم لدعم أهل سوريا لكن القلم أصبح محبطًا وعاجزًا ومطالبا بالتحرك بمدى أكثر وأعمق من مداد القلم, وأقولها وسأظل على عهد ما أقول بأن سوريا لن تُحل أزمتها سوى بأيدينا نحن, بوحدتنا ظالمين ومظلومين, لا نجعل الغريب يتدخل بيننا, بقوتنا العربية المشتركة سنتدخل ونقيم الحكم الانتقالي ونحرر سوريا من عبث الاستبداد لكن المأساة بأن هذا الأمل لن يتحقق طالما بيننا العملاء والخونة قابعين مستوطنين بكامل إرادتنا .
- رحم الله حلب وأسكنها فسيح جناته .