محمد الرميحي يكتب: سوريا الرابح قد خسر
الأعوام تتوالي على الشعب السوري، ومازالت دماؤه تسيل في جنبات بلاده، كثير من القوات تتداخل وتتشابك بأسلحتها، مسميات متعدده لتلك القوات بين داعش وجبهة النصرة والثوار والجيش النظامي.
وفي النتيجة خاسر واحد وهو المواطن البسيط، الذي هرب خارج بلاده فرارا من القتل إن كان يمتلك مالا، أو تشرد في مخيمات اللجوء ببعض دول الجوار ، إن كان لا يمتلك ذاك المال الذي يمكنه من الفرار.
أعوام مضت و الكل متشبث برأيه , تنظيمات إرهابية تسعى لبناء خلافتها المزعومة على أشلاء كل من يعارضها دينا أو فكرا، ومعارضون يرون أنهم بما حدث ويحدث سيجنون ثمار دمائهم , حرية وكرامة وطنية تحقيقا لأهداف ثورتهم غير مهتمين بعدّاد الوفيات المرتفع بين صفوفهم .
وربما يتحالفون في بعض الأوقات مع جبهة النصرة، ومرهونة مواقفهم السياسية بحسب التعليمات من السعودية أو قطر أو تركيا أو الإمارات، ورئيس يدافع عن نظامه وما يراه حفاظا على بلاده من التفكك والوقوع فريسة بيد من يسميهم الإرهابيين , ويزعم أنه يواجه حربا كونية، غيرُ عابئ بأيةِ تكلفة من دماء السوريين , حتى وإن ترك شوارع دمشق وضواحي المحافظات مسرحا لاستعراض قوة حزب الله (اللبناني) والحرس الثوري (الإيراني).
تتباين الأفكار، وتختلف الدوافع والآليات , لكن الشئ الذي اتفق عليه المختلفون ,, هو زيادة أعداد القتلى والجرحى في حصيلة الضحايا اليومية.
وبين النزوح والدماء، وبين العويل والبكاء، أطفال وشيوخ ونساء أقصى أحلامهم، قطعة خبز وقليل من ماء وبعض من مسكنات أو دواء.
داعش والدعم الأميريكي والثورة وما يسمى بالدعم السُني , وبشار والدعم الشيعي اللا محدود ... لتتحول سوريا من (لاعب) إقليمي ودولي مؤثر (لملعب) تتقاطع وتتقاسم فيه المصالح الدولية.
الأعوام تتوالى في عمر الثورة، ومازال قطار الموت يحصد في الجميع . ليخسر الثائرون مقدما قبل أن يربحوا شيئا ,, ويخسر بشار كرامته قبل أن يثبت نصرا، ويخسر العرب شرفا قبل أن يرقصوا فرحا , وتخسر إيران أموالا ورجالا قبل تحتل أرضا.